اختفت أخبار إقالة سليم الجبوري عن الأضواء، ولم نعد نقرأ شيئاً من معلّقات أعضاء التحالف الوطني في هجاء رئيس البرلمان، فقد استطاعت قُبلة الحياة التي طبعها علي لاريجاني على خدّ الجبوري، أن تُؤجّل مصير رئيس السلطة التشريعية إلى إشعار آخر، المؤسف أنّ الأخبار الوحيدة التي لا تزال تُنقل من أرض الرافدين، أو التي لا يزال هناك من يرغب بنقلها، هي أخبار المعركة حول منصب وزير الداخلية،. ولأننا نريد أن نُقلّب في دفاتر الفكاهة السياسيّة علينا أن نأخذ بنصيحة " عمّنا": الجاحظ الذي أوصانا بأنّ المرء حين يتندّر بنفسه فإنما ليُنفِّس عن غيظ مكتوم، فجميل أن نضحك وأجمل منه أن نضحك على أنفسنا، وإلا متنا من الغيظ والقهر ونحن نقرأ ما جادت به قريحة النائب بدر الفحل عضو الكتلة العربية سابقاً، الجماهيرية حالياً، من أنّ مشاكل العراق ستُحلُّ لو أننا أغلقنا النوادي الاجتماعية، التي يريد الساهرون فيها إجهاض المسيرة السياسية الظافرة!
ياسيدي الفحل، وأنت تتمتّع بعضوية لجنة الأوقاف في مجلس النواب، نعرف جيداً أنك تريد نشر أفكار الإخوان المسلمين، ولا تريد أحداً أن يسألك لماذا تُفضّل التنظيم الديني على الولاء الوطني،. ياسيدي الفحل كنتُ أتمنى أن تُجيبنا عن مصادر تمويل كتلتكم " اللطيفة "
13 عاماً ومازلنا نبحث عن التوافق الحكومي، ما زال تأثير الطائفية أقوى من الديمقراطية والحرية، ما زلنا ننتظر وزير داخلية يخرج من معطف كتلة بدر النيابيّة حصراً.
اليوم ينظر المواطن العراقي إلى متصدّري واجهات المسؤولية والسلطة.. يتمعّن في ملامحهم.. إنهم متجهّمون.. يعتبرون أنفسهم في مهمة مقدسة، تستحق من الشعب السمع والطاعة.
اليوم نجد الجميع يتناوبون على افتراس حقّ المواطنة عند الناس، وإشعال النار في البلاد من أجل أن يتدفّأوا هم وجماعتهم، وفي أجواء شديدة القتامة والبؤس فمن الطبيعي أن يخرج علينا من يحذّر من المساس بمنصب وزير الداخلية، لأن الطريق الآخر سيؤدي حتماً إلى الفوضى. إنها الدولة التي يريدون أن يبنوها فوق أحلام وآمال العراقيين.
ليس في تاريخ أيّ شعب، ما بلغت مأساته، شيئاً يُدعى " هذا حقّي "، فالحق الذي تعطيه الناس، للمسؤول، تجردّه منه حين يُقصّر في أداء واجبه. وبما أنّ الدول الحقيقية تُبنى على أنظمة ومؤسسات مستقرة غير مرهونة بمزاج السياسي، فإن المناصب تُعطى من أجل حماية مؤسسات الدولة وليس احتكارها.
لا اعتراض عندي على تولي السيد قاسم الاعرجي وزارة الداخلية، لكن قبل ذلك اتمنى عليه ان يجيبني على سؤال: لماذا قاد تظاهرة ضد فنان عراقي اعزل، هو الزميل الراحل احمد الربيعي، كل ذنبه انه رسم بورتريه سياسي، ليعيش أيامه ولياليه برعب قاتل ، أدى الى موته ، عندما يجيب الاعرجي على هذا السؤال ، يستحق ان يتولى وزارة الداخلية ، التي يجب ان تكون مسؤولة عن أمن العراقيين، لا أمن دول الجوار.
من يفتح ملف أحمد الربيعي؟
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2016: 07:06 م
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ علي حسين سبب هذا الدمار هو الأحزاب الاسلامودموية واللااسلامية جميعهم الذين هيمنوا على حكم العراق أول ما فعلوه ومازالوا يعملون به هو كيفية تمكنهم من عملية اخصاء العقل هذه هي الحقيقة لأن العقل السليم المعافى يأبى ويستنكف من ان يسمح لهؤلاء القردة الحثا