TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المسرح في العراق بين الأمس واليوم!

المسرح في العراق بين الأمس واليوم!

نشر في: 22 أغسطس, 2016: 09:01 م

1
لا أحد ينكر ان العراق شهد نهضة مسرحية واضحة منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي. وأخذت تلك النهضة تتصاعد عبر الستينات والسبعينات ثم انتكست خلال الثمانينات أيام الحرب مع ايران وفي التسعينات أيام فرض الحصار. ورغم ان السلطة التي حكمت البلد بعد 8 شباط عام 1963 حاولت إيقاف النشاط المسرحي فألغت إجازات الفرق المسرحية الخاصة – الأهلية مخافة تقديمها مسرحيات تتعرض لتلك السلطة بشكل او بآخر، لكنها بعد حين شعرت بأنها بحاجة الى أعمال تلك الفرق المسرحية اولاً لكي تسد بها ساعات برامج التلفزيون، وثانياً لكي تظهر للعالم انها سلطة تقدمية لا رجعية. أقول مع ذلك فإن المسرحيين العراقيين الأصلاء ورغم تعرضهم للمضايقات والملاحقات استطاعوا ان يستمروا بنشاطهم وان يقدموا أعمالاً مسرحية متميزة بأفكارها وأشكالها. وهنا أذكر بعضاً منها مثل (البيك والسايق) اخراج إبراهيم جلال و(تموز يقرع الناقوس) لعادل كاظم وإخراج سامي عبد الحميد، و(عدو الشعب) اخراج بدري حسون فريد و(في انتظار غودو) اخراج سامي عبد الحميد، و(القرد الكثيف الشعر) اخراج سامي عبد الحميد، و(الرجل الذي صار كلباً) اخراج قاسم محمد وغيرها كثير في مرحلة الستينات فقط. تمثلت تلك النهضة المسرحية في الملامح الآتية:1- ظهور مؤلفين جدد للمسرحيات إضافة الى الرواد توفرت في كتاباتهم جميع عناصر الدراما الجيدة والمستحدثة، فكان هناك يوسف العاني في مسرحياته (صورة جديدة) و(المفتاح) و(الخرابة)، وعادل كاظم في مسرحياته (عقدة حمار) و(تموز يقرع الناقوس) و(الطوفان)، وطه سالم في مسرحياته (طنطل) و(الكورة) و(فوانيس)، ونور الدين فارس في مسرحياته (البيت الجديد) و(أشجار الطاعون)، ومحيي الدين زنكنه في مسرحياته (السؤال) و(انهضوا أيها العبيد) و(جدار الغضب). 2- ظهور مخرجين مقتدرين ومبتكرين درسوا فن المسرح في معاهد خارج البلاد، في أميركا وفي إنكلترا، وفي ألمانيا، وفي روسيا وفي دول أوروبا الشرقية وكلهم ساهموا في تجديد التقنيات المسرحية وتعرفوا على مختلف الأساليب الإخراجية وكلهم تطلعوا الى إنتاج مسرحيات متكاملة فنياً، ونذكر منهم كلاً من إبراهيم جلال الذي جاءنا للتعريف بمسرح بريخت الملحمي وجاسم العبودي الذي جاءنا ليعرفنا بطريقة ستانسلافسكي ، وقاسم محمد ليعرفنا بالمسرح الروسي وكذلك بدري حسون فريد وجعفر السعدي وبهنام ميخائيل وعوني كرومي وفاضل خليل وصلاح القصب وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وآخرين كثير. وكلهم قدموا أعمالا مسرحية مميزة تركوا عليها بصماتهم الخاصة. 3- بناء مسارح جديدة مجهزة تكنولوجياً إضافة الى مسرحي قاعة الشعب وقاعة الخلد ، فكان مسرح الرشيد الذي تهدم خلال مرحلة غزو العراق عام 2003، والمسرح الوطني الذي يصلح لتقديم العروض الاستعراضية والحفلات الموسيقية والغنائية اكثر مما يصلح لعروض الدراما. ونذكر ايضاً مسرح المنصور ومسرح الاحتفالات وهما الآن ضمن حدود المنطقة الخضراء حيث مواقع السلطة الحاكمة. كما تم تحويل سينما روكسي الى (مسرح النجاح) وتم تحويل مخزن للتبوغ الى "مسرح بغداد" وتحويل سينما الاعظمية الى مسرح وهناك أبنية مسرحية أخرى نذكر منها على وجه الخصوص (مسرح الستين كرسياً) وقد تم اشغال جميع تلك الأبنية المسرحية من قبل الفرق المسرحية.
4- ظهور عدد من الفرق الخاصة إضافة الى فرقة الدولة (الفرقة القومية للتمثيل) وكانت تلك الفرق أمثال فرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم وفرقة اتحاد الفنانين تنافس في أعمالها أعمال الفرقة القومية ان لم تكن تفوقها. كما ظهرت فرق خاصة بالمنظمات المهنية والنقابات مثل فرقة المسرح العمالي وفرقة المسرح الفلاحي وفرقة الخنساء التابعة لاتحاد النساء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

باليت المدى: أسد عراقي في متحف

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram