ظلَّ المثقفون العرب منقسمين بين الأدب الألماني وغريمه الفرنسي، صفٌّ طويلٌ منهم تأثروا بسارتر وكامو ورامبو، فيما قلّة قليلة كانت تقترب من أعمال الأدباء الالمان، قبل أيام وقعتْ تحت يدي نسخة من كتاب بعنوان " الأدب الألماني النزعة الإنسانية والتمرد " يفرد فيه المؤلف فصلا جميلا عن رواية أريش ماريا ريماك الشهيرة " ليلة لشبونة " ونراه يتوقف عند جملة مثيرة يقولها بطل الرواية شفارتس: " غريبٌ حقاً أمرنا، نختار طرقاً ملتوية كي لا نُظهر الحقيقة "
في قراءاتي الأولى للرواية، كنت أتوقف عند المعنى الذي أراد منا الروائي أن ندركه، وهو العمل على ان لايصبح الشر قانونا يتحكم في مصائر الناس، فنحن إزاء كاتب ظل يؤمن للحظة الاخيرة أن الأمم لا يصيبها الخراب إلا عندما يستبيح الظلم والجهل الناس، في مدن الجهل والانتهازية نعيش مع ساسة يحوّلون الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين، في مدن الخراب تغيب العدالة وتصبح الديمقراطية مجرد واجهة لسرقة أحلام الناس ومستقبلهم، لتتحول إلى شعارات وخطب يلقيها علينا صباح كل يوم مجموعة من الانتهازيين واللصوص والمزوّرين.
استعدتُ أحداث رواية ريماك " ليلة لشبونة " وأنا أقرأ تقارير صحفية عن انشغال أهالي لشبونة بخبر إقدام أولاد السفير العراقي لدى البرتغال سعد محمد رضا باعتداء وحشي على صبي برتغالي،. قامت قيامة البرتغاليين. يا للمأساة. بأي حق يفتك هكذا بصبي صغير؟، وفات أهالي لشبونة أنّ أطفال العراق وشبابه يتعرضون كل يوم إلى أسوأ أنواع الموت من دون ان تتحرك ضمائر ساستهم.
قبل أيام كتبت عما يجري في وزارة الخارجية وكيف ان حزب الإصلاح لصاحبه السيد إبراهيم الجعفري استولى على معظم المناصب الدبلوماسية في حملة لـ " تجديد " دماء " الخارجية، كان من نتائجها ان اصبح النائب السابق قيس العامري الذي خرج علينا ذات يوم يقول ان الذين ينتقدون إبراهيم الجعفري، إنما يغارون من ألمعيّته! سفيرا مرموقا! وفي آخر صورة لمعالي الوزير شاهدنا " ألمعيّاً " آخر يجلس الى جواره انه حبيب الصدر الذي تحول من صاحب محل الى صاحب لشبكة الإعلام العراقي، وبعد ان خربها جلس على تل سفارة العراق في الفاتيكان، ثم نراه اليوم يبتسم وتحت صورته عنوان وظيفي هو مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية!
كان أريش ريماك صحفياً لامعاً، يكتب الرواية، وكما يحصل لمعظم الناس في كل الحروب، استطاع ان يقدم لنا صورة للخراب الذي ينشره الساسة الجهلة، ولهذا أعتقد ان البرتغال ستتوقف عن ملاحقة ابناء السفير العراقي، ما دامت الحكومة العراقية بـ " المعيتها " تستطيع تسوية الامر باتفاقيات دسمة، وإلا فاننا أبناء تيار الاصلاح لصاحبة ابراهيم الجعفري سنرفع لافتة كبيرة بعنوان " الموت للبرتغال " لانها تريد الإساءة لسمعة سفرائنا " المجاهدين "!
ليلة لشبونة بقلم سفير عراقي
[post-views]
نشر في: 22 أغسطس, 2016: 07:23 م
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ علي حسين شوكت نشوف نهاية هؤلاء القردة من امثال المارد والقمقم ابو القماقم ومعجون المحبة وحكومة الملائكية الكونفوشيوسية يصير طشارهم مالة والي وتصير الغبراء مقبرة لهم بدون شواهد ؟! فعلا طيحوا حظ العراق يا للعار ان يبقى شعب العراق راضي بهذا الذل والعار
قيرن فرج المزوري
لماذا كل هذه القساوة على سعادة السفير و نجليه المحصنين كل ما في الامر أن أولاد السفير كانا عائدين من صلاة الفجر من مسجد قريب من السفارة وصادف أن مر أمامهم طفل لشبوني سكران ومتسكع في الشوارع فتحرش الطفل اللشبوني بفلذة كبد السفير وتحول الى مشاجرة , والغير