كانت ضمن قلة النسوة اللاتي هربن من المكان (الرقة) والتي كانت موقعاً قوياً لداعش.ومع الوصول الى فرنسا، كانت صوفي كاسيكي، قد استجوبت وتعرضت للسجن لشهرين، وهي حتى مع لقائها مع صحيفة (الغارديان)، كانت تخفي هويتها. وفي يوم الاحد التاسع من كانون الثاني عام
كانت ضمن قلة النسوة اللاتي هربن من المكان (الرقة) والتي كانت موقعاً قوياً لداعش.
ومع الوصول الى فرنسا، كانت صوفي كاسيكي، قد استجوبت وتعرضت للسجن لشهرين، وهي حتى مع لقائها مع صحيفة (الغارديان)، كانت تخفي هويتها. وفي يوم الاحد التاسع من كانون الثاني عام 2016. في ذلك اليوم تطلعت صوفي في صورة لشاب يتحدث الانكليزية ويرتدي الملابس التي يرتديها المتطوعون في الجيش.
امتلات عيناها بالدموع وقالت بصعوبة "قد تكون هذه الصورة لابني" قالتها وصوتها يرتجف: "انه امر صعب بالنسبة اليّ" وفي لقائها مع الاوبزرفر، في بداية حياتها قالت: "لقد كرهت اولئك، اقد استغلوا ضعفي، واحساسي بعدم الامان".
ويقال ان 220 إمرأة فرنسية، كما كان الظن، كن في بغداد وسوريا حسب الاحصاءات المحلية السرية. وبعد ذلك تقلص العدد الى 15% واليوم يبلغ العدد 35% والثلث منهن تخلين عن الموضوع مثل كاسيكي التي طبعت تلك الاحداث في كتاب عنوانه: "في ليل داعش" طبع في من قبل روبرت لافونت، ويقرأ وكأنه كتاب يثير الاعصاب.
وفي الليل مع مجموعة داعش تتذكر صوفي رحلتها الى الرقة والحياة في الاسر ثم الهرب منه.
وصوفي كاسيكي (34) عاماً جميلة، ولكنها إمرأة قوية، وشعرها مضفورويدفعني ابني للبكاء وكان من الافضل اخذه معي بدلا من تركه بين مخالب الوحوش.وكلمة "الوحوش" كانت تعني بها داعش، وصوفي كازيسيكي تزن كلماتها وهي تدرك ان ابنها -14 سنة-في خطر وهو يرتدي الملابس العسكرية المرقعة.
وقالت صوفي: "ان الوحوش" مشيرة الى داعش، وهي تزن كلماتها وهي تعلم ان إبنها البالغ الرابعة عشرة من عمره، قد يتجرأ وينضم الى "الجهاديين" وكانت تكذب بذلك، لانها اخذته بنفسها اليهم. وكازيسكي هي واحدة من النسوة الغربيات كن قد شاهدن عاصمة داعش في الرقة. وعادت لتقول انها المقابلة الصحفية الاولى التي اجريت معها مع "الغارديان" وبدت مثل رحلة الى الجحيم، وكأن العودة منها غير ممكنة قط.
لا يمنحها منظر من تنتمي الى (داعش) وهي ولدت في "جمهورية الكونغو" وعاشت في بيئة كاثوليكية واسرة مرتاحة، وإمرأة تعتمد على نفسها، وكانت في التاسعة من عمرها عندما ارسلت للعيش مع والدها وشقيقتها بالقرب من باريس بعد وفاة والدتها والتي كانت المرأة التي تسميها "الملاك الذي يحمي" والحزن الذي ارتابها في الطفولة، عكس ظلا على حياتها المتوحدة وايضاً مرحلة البلوغ، وكذلك زواج سعيد واصبح لها طفل.
وعندما عملت مع اسر فرنسية في الريف وهناك فكرت كاسيكي في التحول الى الاسلام، دون ان تقول لزوجها وكانت تظن ان الدين الجديد سيملأ حياتها. وكان ذلك الامر صحيحاً في البداية.
وفي ايلول عام 2014، اختفى الثلاثة ليظهروا بعدئذ في سوريا ومن هناك كانت تجرى مكالمات متبادلة بين الطرفين وفي عام 2015 شهر شباط، طلبت كاسيكي من زوجها السفر للعمل في ميتم في استنبول لبضعة اسابيع وتأخذ معها ابنهما. وبدلاً عن ذلك، اخذت معها في الرحلة ابنها الاول، والذي يعرف الطريق الى تركيا – ثم الى سوريا. وبدا لها ان الحياة في الرقة، جميلة، وهي تذكرها بصديقاتها، وطلب منها آنذاك عدم السير في الخارج، بلاغطاء رأسها وعند ذلك غطت نفسها من الرأس الى القدمين وكانت لها بعض الاتصالات مع عائلتها في فرنسا. وفي المدينة التي كانت تديرها (داعش) وايضأ مستشفى الولادة الرئيسي، وفي خلال عشرة ايام، ادركت حقيقة الحياة اليومية والتي هي بعيدة عن ما كانت عليه في فرنسا وادارتها مختلفة ايضاً، وفي القمة، تدار الامور من قبل الاجانب وفي خلال عشرة ايام افاقت كاسيكي من الشلل او ما يشبه ذلك، حيث استلمت الكثير من الرسائل والايميلات من زوجها الذي ادرك الخطأ في إرسالها.
وتحدثت لنفسها وهي تتطلع الى طفلها وادركت الخطأ الذي ارتكبته انذاك، وفكرت ان تكون قوية وقادرة على القيام باي شيء. واخذ الرجل الفرنسي كاسيكي مع إبنها الى "دار الضيوف" انه اشبه بسجن بدون اسم او انه دار ووجدت هناك المئات من الاجنبيات، وفي اليوم التالي، عندما كان السجانون مشغولين بتهيئة عرس اكتشفت باباً غير مغلق وسارت تخرج من المبنى واستمرت في السير.
وبعد ان تم اتفاقها مع عائلة هناك آثرت الخطر في حياتها بسبب إيوائها.
واتصلت كاسيكي مع المعارضة سوريا ومقاتليها، وقد شجعها زوجها من فرنسا بذلك، وفي ليلة الـ 24 من نيسان عام 2015، جاء سوري شاب لاخذ كاسيكي معه وابنها الذي اخفته تحت النقاب، ومن هناك اخذها راكب موتورسيكل الى حدود تركيا، ولو انهما توقفا عند نقطة تفتيش لكان مصيرهما الموت.
عن: الغارديان