TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > وثائق :العائلة المالكة في العراق .. مواقف وذكريات

وثائق :العائلة المالكة في العراق .. مواقف وذكريات

نشر في: 31 يناير, 2010: 06:13 م

كاميل صبريولدت الملكة عالية في مكة المكرمة يوم 19 كانون الثاني من عام 1911 وهي ابنة الملك علي اكبر انجال الملك الحسين بن علي، الذي كان في احدى غزواته عند ولادتها.فسماها جدها الحسين بن علي باسم (عالية). وفي العام الرابع من عمرها سافر والدها الى المدينة المنورة وبقي هناك عاماً للاشراف على بعض الشؤون العشائرية،
وفي شهر آب عام 1919 بعد ان انتهت الهدنة استدعى الحسين بن علي عائلة نجله الامير علي الذي عين اميراً للمدينة المنورة اليه وعندها شاهدت الاميرة عالية والدها بعد غياب خمسة اعوام تقريباً. وعندما نودي بالامير فيصل ملكاً على سوريا ارسلت الاسرة الهاشمية الامير عبد الاله الى سوريا لحضور حفلة التتويج، فاصطحب معه والدته وشقيقاته. كانت الاميرة عاليةصغيرة السن ولكنها اعجبت بسوريا واحبتها ، وكونت صداقة مع طالبات المدرسة التي انتمت اليها ، فاحبتهن واحببنها، غير ان المقام في هذا البلد الجميل لم يطل فكان لابد من عودة اهلها الى مكة المكرمة حيث عادت عام 1924 الى الدار التي ولدت فيها في محلة (القشاشية) لتكون في ظل رعاية جدها الحسين بن علي ووالدتها الملكة نفيسة. في عام 1923 تازم الوضع السياسي بين الحسين بن علي والحكومة البريطانية حول المعاهدة العربية - البريطانية واصر الملك على رفض الانتداب، عندئذ طلب اليه التنازل عن العرش لولي عهده الامير علي. غادرت الاميرة عالية وشقيقها عبد الاله وبقية افراد الاسرة ميناء(جدة) على ظهر الباخرة (رضوي) متوجهين الى العقبة ومنها الى عمان، وبعد وصول الملك علي الى العراق دعا الملك فيصل الاول الامير عبد الاله واسرته الى بغداد ليكونوا بالقرب من والدهم الملك علي، وتم زواج الملكة عالية بالملك غازي الاول يوم 25 كانون الثاني عام 1934 فاصبحت منذ تلك الليلة الملكة عالية وانتقلت الى مقرها في قصر الزهور، وفيه اخذت تتلقى دروساً مكثفة في ا لعلوم والثقافة والادب. وفي الساعة الثامنة والنصف من يوم 3 مايس 1935 ولدت الملكة عالية ابنها فيصلاً، وقد تفرغت لتربية طفلها الصغير تفرغاً كاملاً. فكانت العين الساهرة عليه. لايشغلها اي امر عنه وعن رعايته ولايغيب عن عينها لحظة واحدة.ولاشك ان وفاة الملك غازي الاول زوجها وابن عمها المبكرة كانت صدمة كبيرة لها حاولت ان تعوضها بتركيز اهتمامها بنجلها فيصل بصفته ابناً وصديقاً، وهذا ماستجده في تناولنا لحياة الملك فيصل الثاني في بواكير صباه. وفاة الملكة عالية في منتصف عام 1950 حين اقامت الملكة عالية مع ابنها الملك فيصل الثاني في لندن شكت من اوجاع في اسفل بطنها، واشتد عليها المرض.وكان الامير عبد الاله حينذاك في بغداد، فسافر مسرعاً الى انجلترة في السابع من اب 1950ليكون الى جانب شقيقته، وللاشراف على العملية الجراحية التي تقرر اجراؤها لها وفي 23تشرين الاول 1950 عاد الامير عبد الاله وشقيقته وابنها الملك فيصل الثاني الى بغداد نزولاً عند رغبتها.عادت الى بغداد بعد ان ثبت للاطباء الاختصاصيين ان مرضها قد استفحل في جوفها واصاب كل عضو فيه، ولم يبق في وسع الاطباء الا استخدام الادوية لتسكين الالام المبرحة التي يثيرها ذلك المرض الخبيث. يقول الدكتور (كمال السامرائي) الذي اشرف على رعاية الملكة عالية الطبية في ايامها الاخيرة، وقد نسب للاقامة في (قصر الرحاب) لهذا الغرض:(فوجئت بخبر مرض الملكة عالية ساعة استدعاني رئيس التشريفات الملكية (تحسين قدري) الى قصر الرحاب.وكان قد سبقني اليه الدكتور (هاشم الوتري والدكتور هادي الباجه جي) وكان معهما الدكتور الانجليزي (دكسن فورث).كانت الملكة عالية ذات حلاوة في خلقتها وخلقها، وفي نطقها وحديثها، باسمة دوماً، ولاتنسى قط ان تشكر من يقدم لها خدمة مهما كانت ضئيلة. كما كانت عطوفة على الفقراء، كانت هذه المراة ملكة نبل لا ملكة حكم. وفي يوم الاربعاء 30 كانون الاول عام 1950 اشتد المرض على الملكة عالية فطلبت ان ترى والدتها وشقيقاتها واوصتهن جميعاً برعاية شقيقها عبد الاله وابنها فيصل وان يكن في خدمة الملك وخدمة الشعب العراقي وفي الساعة التاسعة وعشر دقائق يوم الخميس 21كانون 1950 بدات الملكة عالية تلفظ انفاسها الاخيرة،وفي تمام الساعة التاسعة والدقيقة العشرين من صباح ذلك اليوم وقفت نبضات قلب الملكة الى الابد.واذاعت الحكومة نص التقرير الرسمي الصادر عن هيئة الاطباء وجاء فيه:(كانت صاحبة الجلالة الملكة عالية قد اصيبت منذ عدة اشهر بورم من النوع السرطاني في اسفل البطن ادى الى انسداد. في الامعاء فاجريت لجلالتها عملية اولية مستعجلة لرفع هذا الانسداد ،اردفت بعملية ثانية ، الا انه تبين مع الاسف استحالة هذا الاستئصال ، وقد ساءت صحة جلالتها في الايام الاخيرة واستولى عليها الهزال تدريجياً، الى ان اختارها الله تعالى لجواره، فقاضت روحها الطاهرة صباح هذا اليوم 11 ربيع الاول 1370 المصادف 21 كانون الاول1950 في الساعة التاسعة والدقيقة العشرين بهدوء وسكينة. وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة 22 كانون الاول1950 شيعت الملكة عالية الى مثواها الاخير في المقبرة الملكية في الاعظمية، واطلقت المدافع مائة طلقة وطلقة عندما ووريت التراب فيما اتسمت مراسيم الوفاة ومجالس العزاء التي اعقبها بالوقار والاحترام الكبيرين للمكانة التي احتلها ز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram