الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 أخفقت في اجراء التعداد العام للسكان لأسباب امنية واخرى سياسية ، أدت الى عرقلة جهود الجهات الرسمية المعنية بأعداد خطط مشاريع التنمية الاقتصادية والبشرية ، لانعدام توفر البيانات الدقيقة لوضع الخطط المستقبلية ، فضلا عن حسم القضايا الخلافية المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها ، طبقا لما ورد في الدستور.
القوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، تخشى اجراء احصاء عام للسكان في العراق لاعتقادها ، بان الظروف الامنية غير مناسبة في الوقت الراهن ، في ظل موجة النزوح الكبيرة بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظات سنيّة ، وهجرة اعداد كبيرة من ابناء الاقليات الى الخارج بحثاً عن ملاذ آمن ، الخلاف السياسي حول اجراء الاحصاء ، دفع وزارة التخطيط الى اعلان بيانات تقديرية لأغراض تنفيذ "البرامج التنموية " في اجواء الاستقرار الامني .
العراق اليوم بحاجة ماسة الى اجراء الاحصاء لتكون بياناته معتمدة لدى جميع الاطراف والجهات السياسية فمن يدعي انه يمثل الاغلبية ، ستتوفر لديه من الوثائق الرسمية ما يؤكد ان قاعدته الجماهرية تستحق التمثيل في مجلس النواب بأكثر المقاعد ، وامتلاك حق رئاسة الهيئات المستقلة واللجان النيابية ، والحصول على المواقع والمناصب في الدولة بدءا من موظفي الاستعلامات الى سفراء العراق في الخارج ، وهناك اطراف مشاركة في الحكومة تبنت نظرية التوازن ترى في اجراء التعداد العام للسكان فرصة لدحض نظريتها ، وطرف ثالث يتطلع الى توسيع رقعته الجغرافية .
على المستوى الشعبي هناك احصاء من نوع خاص لم تلتفت له الجهات الرسمية ، يشير الى تضاعف اعداد المتسولين في العاصمة بغداد ، وارتفاع نسبة "المطيرجية "بين الشباب العاطلين عن العمل ، أما ذوو الاعاقة والاحتياجات الخاصة فتجاوز عددهم اكثر من ثلاثة ملايين شخص صدر قانون في عام 2008 يقضي بمنحهم نسبة 5% من الدرجات الوظيفية ، لكن اصحاب نظريتي الاغلبية والتوازن استحوذوا على الدرجات ومنحوها لأعضاء بارزين في احزابهم .
الجهات الرسمية تجاهلت ذكر اعداد كبيرة من العراقيين اضطروا الى الهجرة للخارج فيما اعلنت عودة الاف منهم بناء لرغباتهم ، وليس بسبب اجبارهم على العودة القسرية ، بيانات الاحصاء الشعبي تخالف الرسمي في كشف الارقام الحقيقية ، مواقع التواصل الاجتماعي تنشر يوميا ما يشير الى ان آلاف الشباب العراقيين في المانيا والسويد وهولندا ينتظرون اجراءات الحصول على اللجوء الانساني ، وانهم اندمجوا مع تلك المجتمعات ، انضموا الى دورات تعلم اللغة لتحقيق المزيد من الاندماج بالمجتمع.
المرحوم مستر فانوس كان يعمل في خانقين مع احدى شركات النفط البريطانية ، من عمله اكتسب اسم مستر وسجل في تعداد عام 1957 بهذا الاسم فانتقل الى الابناء والاحفاد ، وهم اليوم ينتظرون اجراء التعداد العام للسكان للتخلص من خطأ تاريخي التصق بالعائلة منذ اكثر من نصف قرن ، سلالة فانوس تتطلع الى تحقيق توافق لا نجاز استحقاق نامت عليه "الطابوكة ".
مستر فانوس
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2016: 09:01 م