كلُّ تفوّقٍ نراه اليوم في بلدان العالم من صنع نساء ورجال يُحبّون أوطانهم، بتصميم " لي كوان " احتلت سنغافورة قائمة المدن الأكثر تطوراً، وبنزاهة امرأة بدينة مثل ميركل أصبحت ألمانيا تملك أفضل نظام عناية صحي في أوروبا وأحد أفضل معدلات النمو، ولا تسأل عن النظام القضائي أو نظام التعليم، الذي غيّر في هذه البلدان ومثلها العشرات كان الضمير الحي للمسؤول، وليس الخطب التي تقوم على نشر القتل الجماعي والعنف والطائفية.
الآن التقارير الدولية تُقرّر أن تخرجنا من قائمة البلدان الأسوأ للعيش، لماذا ياسادة يقول أصحاب التقرير الذي نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية، عن أفضل وأسوأ 10 مدن للعيش، إن مدناً مثل بغداد وكابل، لم يتم إدراجها هنا نظراً لأنّ المسح المستخدم في الدراسة صمم ليشمل المدن التي يمكن زيارتها أو العيش فيها.
وبعدما كان العراق يأمل أن ينقله التغيير من سنوات الاستبداد والدكتاتورية الى سنوات الرفاهية والعدالة الاجتماعية، فإذا بنا نستبدل الاستبداد، بفساد هو الأسوأ في تاريخ الكرة الارضية، وتحوّل حلم العراقيين بالاستقرار والازدهار إلى معرض متنقل للجثث، لقد قيل إنّ نهاية عصر صدام، هو بداية لعصر الديمقراطية، لكن صدام، ظهر في ثياب أخرى وشعارات، ووجوه أخرى.
زعماء التغيير صاروا زعماء الفساد،، تتذكرون الصورة الشهيرة التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي لوزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود حسين، وهي ترتدي النّقاب لكشف الفساد في المستشفيات، لم تمض أشهر على قصائد المديح في خصال الوزيرة، حتى اكتشفنا أن الوزارة سُلِّمت إلى زوج السيدة وأشقائها، فأصبحوا هم أصحاب الأمر والنهي فيها، ووجدنا صاحب أعلى سلطة في الدولة ممن أُنيطت به مهمة الحفاظ على الدستور، يُعيِّن ابنته مديرة لمكتبه وشقيقه مستشاراً أعلى، هكذا تم بناء دولة مفاتيحها وأسرارها يجب ان تبقى بيد الاقارب والاصحاب.
من المصادفات كنتُ أقرأ امس في كتاب عن وثائق البلاط في عهد الملك فيصل الاول، وقد أثارت اهتمامي وثيقة عجيبة، ففي عام 1932 زار المطرب المصري الشهير محمد عبد الوهاب العراق، وقدم حفلا استهله بقصيدة مغنّاة بعنوان" ياشراعاً وراء دجلة" التي كتبها أحمد شوقي عن الملك فيصل الاول، وتشاء الصدف ان يلتقي عبد الوهاب بقريب له في بغداد اسمه فهمي خالد، كان هذا القريب يبحث عن عمل فطلب من المطرب الشهير ان يتوسط له، فأرسل عبد الوهاب رسالة الى الملك فيصل الاول يطلب فيها تعيين قريبة في وظيفة حكومية، وعندما سأل الملك، الديوان الملكي عن وجود وضيفة شاغرة، أخبره رئيس البلاط عن عدم وجود وظيفة في الوقت الحاضر، الأمر الذي دعا الملك إلى أن يرسل رسالة اعتذار إلى محمد عبد الوهاب! واترك لكم التعليق.
عبد الوهاب يغني لعديلة
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2016: 07:18 م
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين فعلاً شر البلية ما يضحك الم نقل ان بغداد اصبحت قندهار اذا وزيرة الصحة تتصرف مثل هذا التصرف التخلفي الذي لم نسمع مثله حتى في قندهار التي هي أشهر بقعة في العالم في التخلف والتأخر والجحيم وهو ان وزيرة صحة تلبس نقاب حسبتها طاقية الأخفاء وتقتحم
خليلو...
تعليقان: - 1 - من العروف أن الملك غازي كان من هواة السيارات . وحينما كان طبيب العائلة سندرسون في إجازة في بريطانيا زار المدرسة التي يدرس فيها غازي للإطلاع على دراسته ومعرفة مدى تقدمه فيها وبعد انتهاء الزيارة صاحبه في جولة في لندن وفي إثنائها وقع بصر الأ
محمد سلمان
الاستاذ العزيز ان مشروع الاستاذ كامل شياع كان اعادة بناء المدرسة العراقية واعادة بناء المجتمع الذي زرعت فيه الحروب والسياسات السابقة والاحقة كل عوامل التخلف وتمزيق العلاقات االاجتماعية وزرع بذور التخلف وهنا كل هذه الموءشرات كانت واضحة لديهً وعليه جاء