يوسف فعلاجتاح الاحتراف عالم كرة القدم ولم يعد للهواة مكان فيه لانه اصبح كالاعاصير التي تجرف مدن الفقراء المبنية من الصفيح التي لا تستطيع مقاومة الرياح وشدتها وحماية مواطنيها ، وفي دوري الموسم الحالي بدأت ملامح انفتاح فرقنا الى عالم الاحتراف الخارجي
من خلال الاستعانة باللاعبين المحترفين الأفارقة بعد أن تعاقد فريقا اربيل وزاخو مع ثلاثة منهم لكنهم لم يقدموا ما يؤكد ان مستوياتهم الفنية أفضل من لاعبينا المحترفين في الدوريات العربية أو الذين يلعبون في الدوري المحلي. وانتقلت العدوى من أندية كردستان الى بغداد بعد ان أعلن نادي الكرخ عن نيته استقدام لاعبين محترفين من الامارات لتقوية صفوفه على اعتبار ان هناك العديد من السماسرة الذين باستطاعتهم جلب اللاعبين الافارقة الى الدول العربية حسب قوة الدوري وقيمة العقد وطموح النادي في احراز اللقب المحلي. وخطوة فريق الكرخ لها مدلولات عديدة منها ان المدرب نصرت ناصر فشل في تطوير مهارات لاعبيه الشباب، وقد أكد أكثر من مرة انهم نجوم المستقبل وستكون لهم بصمات واضحة على مستقبل اللعبة على الصعيد المحلي، لكنه اتضح أن سوء الأعداد وعدم استثمار مهارات اللاعبين بالشكل الصحيح جعلت نصرت يستنجد بالأفارقة لقيادة مركب الكرخ الى برّ الامان بمباركة شرار حيدر رئيس ادارة النادي ، وهذه العملية الاحترافية غير المدروسة تضر بمستقبل المواهب الشابة في نادي الكرخ بصورة خاصة وبقية الاندية المحلية لانها تعطي المبرر للتفكير بتقليد التجربة وعدم الاهتمام بفرق الفئات العمرية طالما ان باب الاحتراف الخارجي مفتوح على مصراعيه امام أشباه اللاعبين الأجانب ويؤدي الى بطالة كروية للاعبينا. وكان الاحرى بمدرب الكرخ وادارة النادي التحرّك على لاعبينا المحترفين في الدول المجاورة لأجل مفاتحتهم وإعادتهم الى الدوري المحلي لسهولة التفاهم معهم وتعزيز قوة المنافسات وعدم ارهاق ميزانيات الأندية لاسيما ان اغلبها يعاني من أزمات مادية ما انفك رؤساء الاندية يعلقون فشل فرقهم في البطولات وإلغاء عدد من الألعاب الفردية والجماعية على الصعوبات المادية. والغريب ان النظام الاحترافي المعمول به في الدوري غير واضح المعالم وفيه خلط كبير لعدم تكامله لابتعاده عن المعايير الدولية ، ووفق تلك المعطيات لابد من فك الاشتباك بين اللاعبين الهواة والمحترفين وتوضيح الحقوق والواجبات للنهوض بواقع الدوري نحو مديات أفضل من النواحي الفنية والادارية والتنظيمية. وبما ان الفرق أصبحت تتعامل مع اللاعبين كسلعة وليس مشاريع بناء فإن الاهتمام بفرق الشباب أفضل وسيلة للانتعاش الاقتصادي للأندية بعد إخضاعهم الى مناهج تدريبية علمية باشراف مدربين يمتلكون القدرة على تطوير تلك المواهب لغرض بيعها الى الأندية الغنية ورفد الساحة المحلية بهم ، وهذا افضل بكثير من جلب لاعبين أجانب لا يقدمون شيئا لفرقهم من الناحية الفنية لكنهم يستنزفون ميزانياتها الكثير من الأموال الطائلة، فليس كل لاعب اجنبي يمكن ان نصفه بالمحترف المنقذ وتعلّق عليه الآمال والطموحات لتحقيق الانتصارات في منافسات الدوري. ويبقى الاحتراف لغة العصر في عالم الكرة على ان تتوفر له الأرض الخصبة لجني ثماره ، اما التعامل مع متطلباته بما يحصل في دورينا فليس هناك من فائدة نجني لتطبيقه . yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: بطالة الكروية
نشر في: 31 يناير, 2010: 06:27 م