حضور المطرقة "الجاكوج "باللهجة المحلية في البرلمان تقليد قديم ، اعتمد في الدول صاحبة التجربة العريقة بالديمقراطية ، حمل المطرقة من صلاحيات رئيس الجلسة ، يستخدمها في حال الانتهاء من التصويت على مشروع قانون واقراره ، واثناء حصول فوضى ومشادات بين الاعضاء حفاظا على الهدوء وضبط الجلسة ، لتفادي تحويلها الى مسخرة ، تنتقل بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتعرف ابناء الشعب على ممارسات ممثليهم في البرلمان .
في بعض الاحيان يكون صوت المطرقة عاجزا عن اجبار الاعضاء على التزام بالهدوء لإصرار النواب على تحويل الجلسة الى ميدان لتبادل الاتهامات والشتائم، تتطور الى التراشق بعلب قناني الماء والاحذية ، في اجواء الفوضى تبرز عضلات المتخاصمين دفاعا عن مواقفهم بأسلوب ديمقراطي ، سرعان ما تنقله الفضائيات عبر شاشاتها لتنتقل الى الرأي العام خبر فوز النائب الفلاني على خصمه بالضربة القاضية في الجولة الاولى من المنازلة التاريخية حول التصويت لصالح مرشح لأشغال منصب وزاري او اقرار مشروع قانون.
خلال الدورات التشريعية السابقة يحسب لرئيس مجلس النواب الاسبق امين عام الحزب الاسلامي اياد السامرائي انه الوحيد بين رؤساء السلطة التشريعية تخلى نسبيا عن المطرقة لتمتع الاجواء العراقية بنوع من الهدوء السياسي، انعكس على العلاقة بين الكتل النيابية داخل البرلمان ، طبقا لاحداث ووقائع شهدها البرلمان العراقي فان استخدام المطرقة الجاكوج ، يرتبط بالأوضاع السياسية والامنية .
داخل وحدات الجيش يستخدم البوق وهناك شخص من ضباط الصف يدعى" البوقجي" مكلف بأطلاق الايعازات بنغمات متنوعة ، ما ان يسمع الجنود في المعسكر النغمة حتى ينفذون الايعاز المطلوب ، ومن يخالف يتعرض الى عقوبة السجن وزيان الصفر ، رئيس مجلس النواب الحالي سليم الجبوري قبل وبعد اعلان تشكيل جبهة الاصلاح لم تسعفه المطرقة في ضبط الجلسات ، الهرج والمرج أصبحا حالة سائدة خرقت النظام الداخلي ، خصوصا ان قاعة المجلس فقدت نظام التصويت الإلكتروني ، واعتمدت رئاسة البرلمان العد اليدوي للتأكد من وجود النصاب ، في هذه الاجواء ليس أمام الجبوري إلا مفاتحة وزارة الدفاع على الرغم من توتر العلاقة بين الطرفين لنقل خدمات ضابط صف "بوقجي" الى مجلس النواب ليكون بديلا عن المطرقة .
المطرقة سجلت حضورا في الحياة السياسية العراقية ، اكتسبت شهرة واسعة حين استخدمها العقيد الراحل فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب ، ووجود المطرقة مع المنجل في شعار الحزب الشيوعي ، جعلها تهمة توجهها الاجهزة الامنية في سنوات سابقة لكل شخص يحمل الجاكوج ، لقناعتها بان المطرقة تحمل دلالة واضحة الى انتماء حاملها لحزب معارض، بسبب الجواكيج تعرض النجارون والبنجرجية لاجراءات تحقيقية .
التخلص من استخدام المطرقة داخل مجلس النواب يتطلب قرارا سياسيا تتبناه الكتل الكبيرة مع رفع طلب عاجل الى وزارة الدفاع يتضمن ارسال" بوقجي" يضبط الهدوء تحت قبة البرلمان ليمارس الاعضاء دورهم التشريعي والرقابي، طططووووط نغمة ايعاز بداية عقد الجلسة .
"بوقجي" البرلمان
[post-views]
نشر في: 26 أغسطس, 2016: 09:01 م