سألني أحد الزملاء: ألا تعتقد أنَّ وزير الدفاع خالد العبيدي أخطأ حين فتح أكثر من جبهة ضدّه، فهو من ناحية ناصبَ سليم الجبوري ومعه الحزب الإسلامي العداء، حتى أنّ الحزب " العتيد " أصدر بياناً بهدر دم الوزير المشاغب، ومن ناحية أُخرى ألّبَ عليه الببغاوتين " الجميلتين " عالية وحنان، والأهم من هذا كله طالب بكشف ما جرى في الموصل ومحاسبة مَن سلّم ثلث العراق إلى داعش؟ قلتُ للزميل العزيز إنّ خطأ وزير الدفاع الأكبر، اعتقاده أنّ البرلمان مؤسسة مستقلة لاتخضع لأمزجة وأهواء رؤساء الكتل، والخطأ القاتل الذي ارتكبه خالد العبيدي أنه لم يحمل ملفّه ويذهب إلى عاصمة القرار العراقي، طهران.
من باب تنشيط ذاكرة القارئ فقط، أذكر بأن العديد من ملفات فساد وزارة الدفاع في زمن سعدون الدليمي لم تفتح، ولم يتم الاقتراب منها، كون الوزير لم يشكّل صداعا للسادة النواب، كما انه كان من حاشية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. ولهذا لو كانت أسباب إزاحة وزير الدفاع هي تلك التي أخبرتنا بها السيدة حنان الفتلاوي، فإن وجود السيدة الفتلاوي فوق مقعدها البرلماني حتى الآن يُصبح غير شرعي، ولا صحي، لأنها مطالبة بأن تكشف لنا من أين لها كلّ هذه الاموال التي تموّل بها حركة إرادة، ومن يموّل مشروعها السياسي الساعي إلى تقسيم البلاد، ومَن يقف وراء الملايين التي تُضخّ على فروع حركة إرادة في المحافظات.
طوال السنوات الماضية، كانت السيدة حنان الفتلاوي ومعها رفيقتها في " النضال " عالية نصيف تزبدان وترعدان في حكاية استجواب القادة الأمنيين، لأنّ مثل هذه الاستجوابات حسب نظريتهما " الستراتيجية " هي محاولة لكشف الأسرار العسكرية أمام الإرهابيين، وكانت السيدة حنان حينها تتحول إلى ذوات مرجعية أمنية وعسكرية، تلهو في المساحة التي حددها لها السيد نوري المالكي، وتتنافس في إظهار الولاء والانتماء للقائد العام للقوات المسلحة، وفي ذلك الوقت هُدرت الأموال من دون حساب، وقُتلت الناس، وأُفقرت البلاد، وتفشتِ الانتهازية والمحسوبية، وخُرّب المجتمع، ولم يبق مرفوعاً سوى شعار السيدة الفتلاوي " 7× 7 "
لعلّ موضوعي الأساسي في هذا المقال ليس هو الدفاع عن خالد العبيدي، وهل هو جيد أم سيئ،، أنا شخصيا مع أي توجه حكومي لمحاسبة المفسدين والاقتصاص منهم عبر سياسة متكاملة واضحة، فهذا أمر جيد، لكن غير الجيد، هو تلك الفردية التي تُدار بها البلاد، التي يصبح فيها صاحب الشكوى متّهماً، ويتحوّل المتّهمون إلى قضاة يُصدرون أوامر بالإعدام.
مشهد حنان الفتلاوي وهي ترفع شارة النصر في البرلمان، معلنةً نجاح مشروعها التدميري، هو ضربة النهاية في سباق إجهاض مشروع بناء دولة مستقرّة ومستقلة،وهو أيضاً المسمار الأخير في نعش العراق، وهو قبل هذا كله، حفلة رقص " رخيصة " فوق جُثث شهداء العراق!
خطأ خالد العبيدي
[post-views]
نشر في: 26 أغسطس, 2016: 06:00 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
اكثرية سياسيينا وسياسيتنا هواة ولم تكن عندهم اية ممارسة فى ادارة البلاد التى كان صدام فيها القائد المنفرد والعسكرى المحنك ورجل الدولة الممارس كل انواع الحروب خارجيا وداخليه---وفلسفة القائد الضرورة كانت زرع الخوف فى القلوب والارهاب فى زنزانات التعديب
بغداد
استاذ علي حسين ( إنه لم يحمل ملَفَّهُ ويذهب الى عاصمة القرار العراقي ، طهران) هذا هو بيت القصيد لقد أوجزت الحقيقة يا ايها العراقي الوطني يا علي حسين ووضعت النقاط على الحروف وقلتها بوضوح ان طهران هي صاحبة القرار ولذلك رأينا الأفعى ٤ إرهاب المتهم بالفساد اي
ام رشا
استاذ علي المحترم..كل ما يدور من خلافات وتقاطعات وتحزبات وصفقات واقصاآت بين كتل العمليه السياسيه والذي بدا واضحا في استجواب العبيدي لم يعكس سوى حالتين الاولى المستوى الضحل الذي وصلت اليه ادارة الدولة والحالة الثانية الاستهتار الواضح بعقلية الشعب المسكين
أبو أثير
الثنائي المرح في مجلس النواب النائبتين الفتلاوي والنصيف .... يكفي أنهما من خريجات حزب البعث العربي ألأشتراكي ..... وقد أستفادوا من تجربتهم من تمرسهم في العمل الحزبي للبعث المقبور بأن جيروه لصالح قائمة المالكي في الولايتين ألأخرتين للمالكي ... وعرف المالكي