اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع : ربما نكون أخطأنا بحقك يا أبنتي الصغيرة!

قضية الاسبوع : ربما نكون أخطأنا بحقك يا أبنتي الصغيرة!

نشر في: 29 أغسطس, 2016: 12:01 ص

رفض الأهل زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى يؤدي إلى نشوء عداوة وبغضاء بين الشقيقتيْن، وقد ينتج من ذلك مشكلة كبيرة بينهما، نتيجة شعور إحداهما بأنها تقف في طريق سعادة ومستقبل الأخرى .هذا الأمر قد يُجبر الأخت الكبرى القبول بالزواج من أي شاب يتقدم لها ، لخاط

رفض الأهل زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى يؤدي إلى نشوء عداوة وبغضاء بين الشقيقتيْن، وقد ينتج من ذلك مشكلة كبيرة بينهما، نتيجة شعور إحداهما بأنها تقف في طريق سعادة ومستقبل الأخرى .
هذا الأمر قد يُجبر الأخت الكبرى القبول بالزواج من أي شاب يتقدم لها ، لخاطر عيون شقيقتها الصغرى  لكن غالباً هذا الزواج لا يستمر طويلاً  ويؤدي إلى حال من النفور بين الزوجَين إلى أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه ، وربما ينتهي ارتباطهما بأبغض الحلول ألا وهو الطلاق .

في مجتمعنا، ويا للأسف  يتهيّأ للبعض بمن فيهم الأخت الكبرى، أن مجرد خطبة الصغرى قبلها، معناه أنها تفوقها بدرجات من حيث الجمال  الأناقة والذكاء. لكن هذا التصوّر، غالباً ما يكون خاطئاً، لأن الخطبة قد تكون من أناس لم يعرفوا سوى صغيرة هذا المنزل .
• حكاية فتاة تدعى أمل
أمل فتاة عمرها  (33 سنة ) من بغداد  روت تجربتها الشخصية لي حول هذا الموضوع . وقالت  أن شاباً وسيماً تقدم لخطبتها حينما كانت تبلغ من السن 23 عاماً، بينما كانت شقيقتها ( ابتسام )  التي تكبرها بسنتيْن لا تزال عزباء. الشاب الطموح الذي التقت به  مصادفةً بفرح في زيارة عائلية ، أعجب بها من اللقاء الأوّل  واستدل من خلال خالتها على عنوان سكنها وطرق باب منزل مع والدته  بعد أسبوعيْن . رحّب به الوالد، ولاحظ من هندامه أنه شخص ذو أهمية، مثقف وفاعل على الصعيد الاجتماعي. العريس الذي قد سبق أن تخرج من أفخر الجامعات الاهلية ، قدّم نبذة عن حياته، عارضاً أمامه أهدافه وطموحاته المرجوة وطلب الزواج من ابنته ( أمل )  في هذه اللحظات، شعر الوالد بالغضب على الرغم من برودة أعصابه، وتغّيرت ملامح وجهه  بعدما تفاجأ أن الشاب  حضر لخطبة ابنته الصغيرة  خلافاً لما كان يتوقع، حيث كانت تجري العادات في مجتمعنا  والد الفتاة اصر على الرفض وحبذا ان تكون ابنته الكبرى هي التي يختارها  ولكن الشاب  خرج  بدون رجعة .
هذا الجو الساخن الذي فرضه الوالد في المنزل ، لاقى استنكاراً شديداً من زوجته، وأدى إلى نشوب خلافات بينهما. وصلت على غير عادة أصداء أصواتهما إلى المباني والأحياء المجاورة  وولّد لدى ( أمل ) حالة كراهية ومقْت تجاه شقيقتها ابتسام . لكن الأخيرة التي كانت الحلقة الأضعف في هذه الحادثة أو "كبش محرقة" إذا جاز التعبير، حاولت مراراً وتكراراً ومن خلال النصوص الدينية والأدلة العقلية إقناع والدها بتبديل قناعاته  غير أنه لم يترك هامشاً للحديث في هذا الموضوع، وبقيَ متشبثاً بآرائه.
بعد سنتيْن  تنفسّت ( أمل ) الصعداء عندما خطبت ابتسام  من زميل لها في العمل وفي نهاية العام عيْنه  تقدّم شاب للزواج من صغيرة هذا البيت  وافق والدها  وجرت مراسم الزفاف بحضور الاهل والاقارب رغم أن الزوج يكبرها بتسع سنوات .

• قرار الأب تعسفي ومضرّ بالعائلة
    الباحثة الاجتماعية خديجة عباس كان لها رأي في هذا الموضوع حيث قالت أن " آلية الزواج في مثل هذه الحالات قد تكون غير صحيحة  لأن الأب لم يستطع الخروج عن المعتقدات التي تربّى عليها، لكونه هو الآمر والناهي في هذا الموضوع"، مضيفةً أن "القرار النهائي المرتبط بالزواج يجب أن يكون ناتجاً من إجماع الطرفيْن في المنزل الواحد أي بين سيّد هذا البيت وكريمته  لافتاً الانتباه إلى أن "العادات القديمة كانت تفرض زواج الأكبر سناً في المنزل مهما كان عدد الشقيقات العازبات وهذا يعود إلى خلل في العائلة والزوج في آنٍ واحد . وحول التداعيات التي قد تولّدها هذه الحالة، أكدت السيدة خديجة  أن الشقيقة الكبرى في المنزل ستصبح بنظر شقيقتها الصغرى عبارة عن سدّ يعوق طريقها، الأمر الذي سيخلق في نفسها حقداً وعداوة على شقيقتها في البداية، وعندما تعي أن والدها هو كان المسبّب الرئيسي لذلك ، سينتقل هذا الحقد  ليولّد نوعاً من النفور تجاهه .

• في حالة لم تعالج هذه المعضلة
الأستاذ الدكتور مازن بشير استاذ العلوم الاجتماعية اعتبر أن  هذه الحالة هي كارثة المجتمع العراقي  حيث ما يزال الأب يظن أن قرار الزواج هو قرار عائلي ويربط به الأمور الاقتصادية لرفع رأس مالها الاجتماعي، مضيفاً أن " بعض المجتمعات في العالم العربي تخلصت من هذا التقليد، لكن ثمة مجموعة صغيرة تجهل أن الزواج هو قرار فردي لا عائلي".
ودعا ضحية هذه العادة إلى مقاومة حكم والدها الذي يعتبر نفسه مسيطراً على قرار الزواج  مؤكداً أنه  في حال عجزت عن تحصيل موافقته للزواج من الشاب الذي تحبه ، يمكنها الزواج بعد اقناع اقاربها بالتأثير على والدها او والدتها وثمة العديد من المشاكل  التي يمر بها مجتمعنا ، أبرزها حالات الطلاق التي ارتفع منسوبها في الآونة الأخيرة  لذلك العودة إلى العصور المتخلفة  والعناد ، والتشبّث بآرائنا يصل بنا إلى طريق وعر .
عالمنا اليوم، يعيش ثورة في عالم التكنولوجيا، حتى شكّل كبار السن جزءاً عظيماً منها، خصوصاً في ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي ’ الانسان إذاً  الذي انتقل للتعبير عن أفكاره في الهواء الفضائي، وانخرط في جنون التطوّر الذي تشهده وسائل الاتصال الحديثة  يمكن في الوقت عيْنه أن يطوّر ذاته فكرياً ويتخلى عن بعض العادات التي لم تعد صالحة للاستخدام في يومنا هذا ، من أجل أن لا نكون سبباً يفسد فرحة الآخرين  ويدفعهم إلى الهجرة  خارج الوطن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram