أوابد الدهر ثلاثة : الرقم ، الوقت ، الكلمة .
مَن يمتلك مفاتيحها يمكنه فك أقفالها المحكمات ، ومن ثم سبر أغوار أسرارها ، وبالتالي يمكنه التحكم بمصائر البلاد والعباد.
……….
توفي قبل شهور معدودة ( أدوارد لوركينز) العالِم الأميركي الرائد في مجال التقنيات الحديثة عن عمر ناهز التسعين عاما ، وصاحب نظرية ( الفوضى غير الخلّاقة )، وهي النقيض الموضوعي لما شاع مؤخراً حول مصطلح ( الفوضى الخلّاقة ) .
أهمية بحث ادوارد لوركينز ، تكمن في تحفيز الوعي لدى النخب الواعية في المجتمع ( حصرا ) . وذلك للحد من او تلافي الكوارث الكبرى التي تحدث في عالمنا المعاصر نتيجة عشو او عمى او تجاهل او إهمال لمجسّات متناهية في الصغر: كالصفر مثلا . عمد لوركينز على تلقيم الكومبيوتر بذات البيانات ، لمرتين متتاليتين بفارق زمني أمده بضع دقائق لمجرد الدقة وزيادة التإكد … وصُعِق إذ لاحظ فرقاً هائلاً في النتائج النهائية للبحث .
بعد الإفاقة من الصَّدمة ، عكف على تقصي السبب الذي أنتج هذا الكم الهائل من الإختلاف في النتائج النهائية …. بعد بحثٍ مُضنٍ ، وجد فرقاً عشرياً في أحد الإرقام الملقمة للكومبيوتر بنسبة (واحد بالألف ٠٠٠١) . وهذا ما قاد لذاك الفرق الهائل في الناتج النهائي للبحث .
……… أين نقف نحن بين هذا الخضم الهائل من عشوائيات الأصفار المهملة ، ومدارج الخطأ والصواب ، وتغييب العقل ، ومنح التعقل إجازة إجبارية ، وترك العنان للعواطف المريضة ان تسرح وتمرح دونما لجام ولا ضوابط . وان تفرض نفسها من دون منافس كسيدة للموقف . وتسليمها الزمام لتختار ، فيا لعَظَمَةِ المصيبة في سوء الاختيار!
أخطاء أم خطايا؟
[post-views]
نشر في: 28 أغسطس, 2016: 09:01 م