ترجمة /المدىفي خلال الدقائق الهادئة، يسمع الجندي السابق، فاضل كاظم، صوت شخص ما يردد اسمه في إذنه اليمنى، الصوت سار، وهو اعتياديا لوالدته أو والده، ولكنه عندما يدير الطرف لا يجد أحدا هناك. صفاضل كاظم، الجندي السابق الذي قطعت أذنه لفراره من الجندية عام 1987، يخضع اليوم فقط للعلاج.
أدار فاضل رأسه لنا ليكشف عن إذنه المشوهة، التي اقتطع جزء منها، بدون مخدر، عقابا لفراره من الجيش عام 1987، أثناء الحرب العراقية – الإيرانية ومنذ ذلك الحين وعادل يسمع تلك الاصوات والاسوأ منها يقول عادل، لقد ذهبت إلى الأطباء ويسألون فقط عن مشكلتي، إنني يائس،/أعطوني الأدوية ولكنها أدت بي إلى الهلوسة. أن نظام الرعاية الطبية العقلية كانت في يوم ما متقدمة في العراق، ومع مجيء عام 2006، بقي حوالي 100 طبيب نفساني في البلد سكان35 مليون تقريبا، وبذلك انعزل المرضى في مؤسسات لأطباء فيها، بعيدا عن عوائلهم ومجتمعهم .ولكن الحكومة العراقية اليوم وضعت برنامجا طموحا لأعاده بناء حقل الصحة العقلية ونظامه في هذا البلد الذي يتعرض بناؤه للضغوط اليومية والإجهاد النفسي. ومن المفروض أن تبني الحكومة شبكة من العيادات مع التأكيد على راحة المرضى واحترام حقوقهم – بعيدا عن العلاج المتبع حاليا والمعتمد على المخدرات والاجهزة الكيماوية، ومن دون نيل موافقة المريض، وقد تم مؤخرا 18 كانون الأول، افتتاح مركز سارة للعلاج ويضم طبيبا نفسيا وطبيبا للصحة العامة، وعاملين في الدراسات الاجتماعية. يقول د.عقيل الصباغ، أنها المرة الأولى التي نجد فيها شيئا كهذه المؤسسة، وفي العراق، نجد أن الطبيب النفساني أشبه بالدكتاتور. لقد رأينا في الولايات المتحدة الأميركية . الطبيب يتحدث إلى الممرضات والى الأخصائيين الاجتماعيين في بحثه عن حالة المريض، وقد أمضت ستة فرق عراقية شهرا في المؤسسات هناك، للاطلاع على مراحل عدة من العلاج. ومن المتوقع ان تسافر فرق أخرى إلى هناك من قبل وزارة الصحة العراقية للاطلاع خلال هذا العام، ولكن بناء نظام للصحة العقلية يحتاج إلى عدة أعوام، وفي العام الماضي، أمضى 360 طبيبا، دورة لأسبوعين حول–الانهيارات العصبية، والقنوط والظواهر النفسية الأخرى، وتم تدريبهم على احدث الطرق المتبعة للعلاج في لندن، وهذه الطرق المتبعة حديثا للعلاج في العراق ساعدت كاظم كامل أخيرا، فتحدث إلى صحيفة نيويورك تايمز قائلاً انه فر من الخدمة العسكرية بعد مقتل شقيقه في الحرب، ولكنه اعتقل سريعا وقطعت إذنه، «لقد بدأت بالبكاء والصراخ ألما، لقد تم وضعنا في غرفة صغيرة، والمئات من السجناء دون وجود فسحة للنوم، وكان علينا قضاء حاجتنا في ذلك المكان أيضا. وبدأت بعد ذلك أهذي، فاقدا الإحساس، وبعد خروجي من السجن بعد عام ونصف، أصبت بالكآبة وفقدت توازني إثناء السير. ويقول أيضاً، «لم اكن راغبا في العلاج على تلك الطريقة السابقة، أردت ان أتكلم فقط .عن أسلوب علاجه في مركز سارة، يقول،»لم ار مثل هذا الشيء الا في الأفلام السينمائية،لقد اخبروني أن كل، ما أقوله أثناء العلاج، يبقى سرا بيني وبينهم، وبإمكاني التحدث بحرية، وقد تبين في اثناء مراحل العلاج ان بعض الطرق المتبعة في أمريكا لا تتلاءم مع العراقيين، ومنها العلاج بالكلاب التي يعتبرونها قذرة وخطرة. يضم المركزعددا من الباحثين الاجتماعيين الذين يلتقون بصورة دورية بالمدرسين وضباط الشرطة وأشخاص آخرين في المجتمع، للاهتمام بالصحة العقلية. ويقول د. الصباغ، ان عددا من مرضاه ذهبوا أولا الى المعالجين الذين يضربون المرضى بالعصي للتخلص من»الجني» الذي يسكنه. ويضيف ان للعراق حاليا مقاربة جديدة للأمراض العقلية ويريد وضع نهج جديد لمعالجة هذه الأمراض. عن: النيويورك تايمز
العــــراق يــــــداوي جـــــــــراحـــــــه
نشر في: 31 يناير, 2010: 07:15 م