في ظاهرة جديدة لافتة تلجأ بعض الكتل السياسية الى حل مشاكلها الداخلية والخارجية عن طريق الجلسات العشائرية بعد اصطدامها بالتقاطعات التي تحصل داخل قبة مجلس النواب.
نواب اكدوا لـ(المدى) ان اغلب المشاكل والصراعات السياسية تمت تسويتها بين الفرقاء عشائريا،عازين ذلك الى قلة الوعي والفهم السياسي لدى بعض النواب مما جعل البعض يتجه الى العشيرة لحل الخلافات.
وفي الوقت الذي حمل نائب عن القائمة العراقية "المتشددين الاسلاميين" المسؤولية الكاملة في اشاعة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي في حين انهم يتمتعون بعلاقات حميمية فيما بينهم، اكد ان " العلاقات العشائرية هي من قربت وجهات النظر وقللت من حدة الطائفية لدى بعض النواب وساهمت في حلحلة الكثير من المشاكل والازمات السياسية".
الى ذلك كشف احد النواب عن ائتلاف دولة القانون عن وجود "زيجات برلمانية " جديدة سترى النور قريبا معللا ذلك الى وجود نوع من العلاقات الطيبة بين اعضاء مجلس النواب مستبعدا وجود اية مشاكل بينهم.
يشار إلى أن العديد من القوانين المقدمة إلى مجلس النواب العراقي للتصويت عليها لم تقر حتى الآن، بسبب الخلافات السياسية، وأبرزها قوانين مجلس القضاء الأعلى، والمحكمة الاتحادية العليا،والنفط والغاز،والعفو العام، والأحزاب السياسية،والبنى التحتية وغيرها من القوانين المهمة.
وفي هذا الاطار قال النائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في حديثه مع (المدى)" ان "الاختلافات الفكرية داخل قبة البرلمان اثرت على عمل مجلس النواب بشكل كبير، وحتى على سلوك بعض النواب"، مؤكدا ان "العلاقات الاجتماعية ساعدت على حل الكثير من المشاكل الكبيرة ومنها ما حدث بين حكومة اقليم كردستان والاتحاد الاسلامي الكردستاني تم حله وفق العلاقات الاخوية ".
واضاف " الامور بشكل عام في ما يتعلق بالعلاقات بين اعضاء مجلس النواب قوية وجيدة فلدينا علاقات صداقة مع بعض من اعضاء التحالف الوطني وكذلك العراقية والبيضاء والحرة وكتلة التغيير الكردستانية الا ان هناك اختلافات في وجهات النظر وهذا امر طبيعي في الديمقراطيات". ودعا طه الى"تكوين سياسة مجتمعية مبنية على احترام الاخر قادرة على حل جميع الازمات السياسية بشكلها الصحيحة لا ان تكون سياسية او عشائرية"، منوها بان العراق "يعاني من مشكلة فقدان السياسة المجتمعية بسبب وجود الحاجز بين المسؤول والمواطن والتي من المفروض ان تكون علاقة مترابطة مع ابناء الشعب العراقي لانه يمثلهم". وزاد"ان العلاقات بين اعضاء التحالف الكردستاني قوية لانها مبنية على اسس حزبية وسياسية. "
الى ذلك اكدت النائب عن ائتلاف دولة القانون ايمان الفضلي "ان الكثير من التقاطعات و المشاكل التي حدثت داخل قبة مجلس النواب يتم حلها عشائريا بين الكتلة الواحدة او الكتل الاخرى،مؤكدة ان وجود اشخاص من عشيرة واحدة موزعين على عدة كتل اخرى ساهم في اذابة الكثير من الخلافات ".
وبينت الفضلي في لقاء مع(المدى)"ان صلة القرابة لعبت دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الكتل المختلفة فيما بينها على بعض المسائل او التشريعات، مستبعدة ان يكون لشيخ العشيرة دور في التدخل في المسائل السياسية بشكلها العام الا ان هناك تصرفات شخصية من قبل اعضاء المجلس لحلحة الازمات التي حصلت.
وكان مجلس النواب قد ارجع تعطل تشريع عشرات القوانين المهمة الى عدم التوافق السياسي عليها، اذ قال مقرر مجلس النواب محمد الخالدي في تصريحات اعلامية سابقة ان" القوانين المهمة لا يصوت عليها الا بالتوافق السياسي، وان اي قانون مهم لا يشرع الا من خلال مناقشته في المطبخ السياسي ثم يعرض على الكتل ومن بعد ذلك يقدم الى التصويت عليه". مشيرا الى ان"هناك عشرات القوانين المهمة الاخرى التي تلامس حياة المواطنين بشكل يومي وحساس مازالت تنتظر توافقات سياسية عليها". ولفتت الفضلي الى ان"رئيس الكتلة لديه سطوة على كل القرارات السياسية دون اخذ رأي نائب،لافتة الى ان" العلاقة بين معظم اعضاء مجلس النواب هي اخوية مبنية على اساس احترام الاخر".
وبشأن وجود زيجات حديثة داخل قبة البرلمان، توضح الفضلي ان"المجلس السابق والحالي نتجت عنه زيجات برلمانية وصلت الى اكثر من اربع زيجات، هذا يعطي مبررا عن وجود علاقات جيدة بين اعضاء مجلس النواب، كشفة عن وجود زيجات جديدة يجري الترتيب لها حاليا دون ذكر اسماء.
ومن جانبها اكدت النائب عن القائمة العراقية سهاد العبيدي "ان العلاقات بين اعضاء مجلس النواب داخل البرلمان هي طبيعية وجيدة ولا توجد اية خلافات كما يشاع في الاعلام، لافتة الى اننا ندعم هذه الحالة في بعض الاحيان وننتقده في احيان اخرى،فالتواصل شيء جيد بين النواب في الافراح او الاحزان الا ان بعض النواب يستغل حضوره من على شاشات التلفاز حتى يسوق دعاية اعلامية لنفسه من خلال تهجمه على احد الضيوف الحاضرين معه وهذا غير لائق. واضافت في حديث مع(المدى)"ان هذه الصراعات هي هالة اعلامية، حيث مجرد دخولهم الى مجلس النواب تراهم جالسين ويستعرضون في بعض الاحيان ما تم مناقشته على بعض هذه الفضائيات للتسلية والضحك، مبينة ان هذه الصورة تنعكس بشكل سلبي على المواطن في الدخول في خلافات سياسية علانية وامام الناس. وتابعت"ان خلف الكواليس هناك صورة ثانية لتعامل النواب مع بعضهم بطريقة مخالفة عما يظهرون بها في الاعلام التي غالبا ما تكون للدعاية والشهرة،داعية جميع اعضاء البرلمان الى ترك التراشق الاعلامي لان لديه تأثيرات سلبية على الشارع العراقي.
وتوضح العبيدي الى ان" الطائفية المذهبية غير موجودة في الشارع العراقي الا انها متواجدة لدى السياسيين وغالبيتها منحصرة عند الذين يسمون انفسهم "بالاسلاميين" المتشددين والبعيدين عن روح الاسلام،موضحة ان المجتمع العراقي متعايش منذ مئات السنين عربا وكردا وتركمان ومسلمين ومسيحيين".
وبينت"ان هناك علاقات عشائرية وهناك تنوعا طائفيا في العشيرة الواحدة،فهناك ما يقارب العشرين نائبا من عشيرة الجبور قسم منهم في دولة القانون والقسم الآخر التيار الصدري والآخر في القائمة العراقية،منوهة الى ان هذه العلاقات العشائرية تقرب من وجهات النظر وقللت من حدة الطائفية لدى بعض النواب وساهمت في حلحلة الكثير من المشاكل والأزمات السياسية".
نواب يصوتون على قوانين مهمة داخل جلسات عشائرية
نشر في: 31 أكتوبر, 2012: 11:00 م