TOP

جريدة المدى > سينما > "طرزان الجديد".. معادٍ للإمبريالية ومهذّب مع بلادة حيوانية!

"طرزان الجديد".. معادٍ للإمبريالية ومهذّب مع بلادة حيوانية!

نشر في: 1 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

كيف نحوّل طرزان إلى بطل سينمائي فائق القدرات بينما نحن نتجنب الاتهامات بالخطأ السياسي؟إنها معضلة بالنسبة لصانعي فيلم " أسطورة طرزان The Legend Of Tarzan " أول فيلم طرزان حيوي الحركة منذ Greystoke في عام 1984، ذلك أنهم اختاروا جزئياً ألا يحكوا فيه قصة

كيف نحوّل طرزان إلى بطل سينمائي فائق القدرات بينما نحن نتجنب الاتهامات بالخطأ السياسي؟
إنها معضلة بالنسبة لصانعي فيلم " أسطورة طرزان The Legend Of Tarzan " أول فيلم طرزان حيوي الحركة منذ Greystoke في عام 1984، ذلك أنهم اختاروا جزئياً ألا يحكوا فيه قصة أصلية بسحرها البسيط المعروف في كتب الأدغال ــ الفتى الذي ربّته الغوريلا وأعيد دمجه في المجتمع الراقي الانكليزي.
وهم يريدون عدم التأرجح، وتقديم طرزان كبطل منمذَج تماماً يمكن بعثه في مغامرة. فكيف يمكن القيام بذلك من دون ظهوره إمبريالياً من الناحية الثقافية؟ الجواب هو إرسال طرزان في مهمة كفاحية ضد إمبرياليين بشعين يقومون بتقطيع الكونغو لإشباع جشعهم واستعباد الشعب الكونغولي.
والرجل السيّئ الذي وراء العرش ــ أو بالأحرى فوقه ــ هو الملك ليوبولد الثاني البلجيكي لكننا لا نقابله، بل نقابل مبعوثه ليون روم ( ويقوم بدوره كريستوف وولتز المهيب ) الذي وعد بالقبض على طرزان من أجل رئيس قبَلي ( جيمون هونسو ) لإسكات ضغينة شخصية. وبالمقابل سيتسلّم الملك ليوبولد صندوق كنز من الألماس لتجنب الإفلاس بعد سنوات من الاستعمار الكولونيالي غير المربح. ولا أحد يمكنه أن يتهم طرزان هذا ( ويمثّله ألكسندر سكارسغارد ) بالمفارقة التاريخية غير المناسبة. فعندما  نقرنه بدبلوماسي أميركي يدعى جورج واشنطن وليامز ( صمويل ل. جاكسون ) مصمم على العثور على دليل على العبودية في الكونغو، يُعد طرزان نوعاً من الرجل النبيل الذي يريد فقط أن يحرر البشر والحيوانات من الاستغلال. والمشكلة هنا أنه كسول جداً، جداً، إلى جانب أنه مزوَّد بكل الجاذبية الشخصية التي يتمتع بها نموذج مصفّى من كل ما هو كريه بحيث يمكنه أن يدفعك إلى النوم بمجرد نظرةٍ منه.
وليست هناك لمحة من الإساءة أو الشعور بالتعقيد لدى طرزان هذا، فقط تبلّد في الإحساس بالواجب يرافقه وهو يتأرجح عبر الأحراش مثل "رجل عنكبوت" متواضع الحال لا يمكنه أن يتدبر أمر شراء ثياب ملائمة.
بل أنه، حتى حين يتم اختطاف جين ( مارغوت روبي )، لا يُبدي كثير انفعال بينما تشتعل هي هوىً وغضباً. والواقع، أن جين هي التي تنقذ الفيلم تقريباً، سويةً مع آسرها الشرير روم؛ فأحاسيسهما هما الأكثر حيويةً هنا.
ولا ينفع في هذا السياق أن لا تكون لدى طرزان أزمة شخصية ذات معنى أو قضية هوية، كالانتساب إلى جنسٍ ما. هل هو حيوان أكثر من كونه إنساناً؟ إنه نوع مهذب لكن بليد لا تزعجه مثل هذه الأسئلة.
ويمكن القول أخيراً، كما يقول فتزهيربرت كاتب هذا العرض، إن الفيلم، وهو من إخراج ديفيد ييتس، يبدو رائعاً، والحيوانات ــ وجميعها مولّدة كومبيوترياً ــ مقنعة تماماً. وهو بوجهٍ عام مغامرة وافرة ومتينة ذات فصول أكشن معقولة. فقط على المشاهد ألا يتوقع صياحاً من أعالي الأشجار!
 عن: Express

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram