بين حرارة الصيف والكهرباء الوطنية ومولدة المنطقة، يقضي العراقي شهور الصيف في معاناة مفتوحة ، وما حدث في الايام الماضية من نقص في ساعات تجهيز الكهرباء في اغلب مناطق العاصمة بغداد وربما البلد جعل المواطن يذوق الأمرّين خاصة اذ تلازم ذلك مع عطل المولدة ا

بين حرارة الصيف والكهرباء الوطنية ومولدة المنطقة، يقضي العراقي شهور الصيف في معاناة مفتوحة ، وما حدث في الايام الماضية من نقص في ساعات تجهيز الكهرباء في اغلب مناطق العاصمة بغداد وربما البلد جعل المواطن يذوق الأمرّين خاصة اذ تلازم ذلك مع عطل المولدة الأهلية حينها يتحول البيت الى تنور كونكريتي خاصة (المشتملات) صغيرة المساحة.

في منطقة بغداد الجديدة يقول المواطن "هيثم احمد": في الأشهر الماضية كان تجهيز الكهرباء افضل من شهر آب المنصرم الذي أذاقنا الأمرّين ،حسب وصفه. موضحاً ان التجهيز تحول من (2 =2) الى (5=1) دون معرفة السبب او معالجة الأمر رغم الاستعانة بهاتف الشكاوى من قبل اهالي المنطقة. منوهاً: حتى الساعة التي يتم التجهيز فيها تأتي الكهرباء بفولتية ضعيفة جدا بحيث لايمكن تشغيل أجهزة التكيف.
فيما يشكو المواطن "عصام مهدي" من اهالي منطقة الغدير مشكلة عويصة متمثلة بوجود اكثر من مغذٍ (فيز). لافتاً ان في بعض الأوقات ينقطع فيز ويبقى آخر الأمر الذي يمنع مشغل المولدة من تشغيلها، داعياً الى ضرورة معالجة ذلك مع زيادة فولتية ساعات التجهيز التي تسببت بعطل العديد من الأجهزة المنزلية.  
ربما يكون غياب القانون أحد الأسباب المهمة في تفشي ظاهرة التجاوز على المنظومة الكهربائية من قبل البعض، الأمر الذي يسبب زيادة الأحمال وزيادة ساعات القطع. "حميد كاظم" -مهندس كهرباء- ذكر ان من بين أسباب تردي الكهرباء في الصيف كثرة التجاوزات (والتجطيل) على المنظومة الكهربائية وبالتالي زيادة الأحمال التي غالبا ما تتسبب بعطل في المغذيات او المحطات. لافتاً الى ان غياب القانون والمحاسبة من قبل الجهات المعنية تسبب بزيادة تلك التجاوزات التي تسبب زيادة ساعات القطع والتجهيز.
الكوادر الهندسية والفنية في فرع الرصافة الشمالي قامت بحملة للحد من التجاوزات العشوائية التي بلغ تعدادها أكثر من (370) حالة تجاوز في مناطق (سبع بكار والشورجة والفضل وشارع فلسطين) مثلما ذكرت. اذ تمت خلالها مصادرة (100) متر من القابلوات والأسلاك وبأحجام وأطوال مختلفة، ما ادى الى توفير طاقة أكثر من (1300) كيلو واط، وعلى الرغم متابعة التجاوز وبشكل مستمر إلا أن حالات التجاوز أصبحت حالة طبيعية لدى المتجاوزين بسبب غياب القانون ..
ربما بإمكان الشخص الميسور الاشتراك بالخط الذهبي لكن كيف الحال مع الفقراء ممن لايملكون القدرة على الاشتراك بهذا الخط، هكذا تساءل "علي العكيلي" من سكنة منطقة الحبيبة، مبيناً: ان ساعات تجهيز الكهرباء تختلف من منطقة الى اخرى حسب العلاقات والمحسوبية او الجهة المتنفذة في المنطقة، مشيراً الى منطقة الأمين التي يقطن فيها احد إخوته حيث تتميز بساعات تجهيز اكثر من بقية مناطق الرصافة وربما بغداد، وطبعا باستثناء المنطقة الخضراء.
"مهند حسين" من سكنة منطقة كمب سارة اتهم بعض الجهات بالسيطرة على توزيع الكهرباء والتحكم بساعات التجهيز، لافتاً الى ان بعض المناطق لاتنقطع فيها الكهرباء الا ساعات معدودة في حين تستمر لساعات عدة في مناطق اخرى. داعياً الى ضرورة ايجاد نظام عادل في تجهيز الكهرباء خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية.
"يبدو ان الكهرباء تعاقدت مع الصيف على تعذيب المواطن العراقي"، هكذا بدأ "ليث سامي" حديثه وهو يشير الى شمعات الماء التي نصبت في الشوارع العامة. موضحاً ان منطقة الكفاح تعاني كثيرا من تردي الكهرباء وزيادة ساعات القطع على حساب التجهيز، مشيراً الى قِدم منظومة الكهرباء في المنطقة والتي تسببت بالكثير من الاشكالات.