اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ياسيدي الخطيب.. وماذا عن نصرة الوطن؟!

ياسيدي الخطيب.. وماذا عن نصرة الوطن؟!

نشر في: 31 أغسطس, 2016: 04:12 م

أستمع إلى ما يقوله رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الفقرة التي أضافها أعضاء "كرام" في مجلس النواب تبيح أطلاق سراح عصابات الخطف،، وأقرأ في "صوت من المنفى" مذكرات المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد، الذي تعرض بسبب كتاباته التنويرية الى محكمة تفتيش هددت حياته ودفعته للهروب الى المنفى، لم يكن نصر أبو زيد خارجاً على الإسلام، كما اتهمه قناصة التفكير، لكنه رفض أن يستبدل الولاء الوطني بالولاء العقائدي أو المذهبي.
حديث العبادي عن إصرار ممثلي الشعب على مساعدة عصابات الجريمة المنظمة، لكي تنال حريتها جعلني، أشعر بانقباض خانق. على الرغم من معرفتي، أنها حقيقة نعيشها منذ سنوات، حيث اتحدت السياسة بعصابات الجريمة المنظمة .
هل يمكن لمثل هكذا مجلس أن يكون ممثلا لشعب قدم مئات الآلاف من الضحايا، من اجل أن يعيش بأمان واستقرار .
وكنتُ أنوي أن أكتب عن مذكرات أبو زيد، لكن خفتُ أن يقول لي قارئ كريم، أن الاوضاع لاتتحمل غير الحديث عن ما يجري للوطن، الذي اكتشفنا أنه في الخانة مماقبل الأخيرة في تفكير العديد من ساستنا، فهو يأتي بعد العشيرة والمذهب والطائفة، منذ عام 2005 ونحن منقسمون على كل شيء، لكننا نذهب –بحزم- كل أربع سنوات الى صناديق الاقتراع، لكي ننتخب "جماعتنا"، لأنهم بارعون في تثبيت دول الطوائف.
ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رُفعت في التظاهرات تطالب بإرساء أسس دولة مدنية، وتتهم الاحزاب الحاكمة بأنها تقف وراء خراب العراق وهذا ليس سرّاً، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ أكثر من عشر سنوات، وانتخاب جماعتنا مبدأ يراد له ان يترسخ، وإلا ما معنى ان يخرج علينا القيادي في المجلس الأعلى السيد صدر الدين القبانجي، ليطالبنا بأن نذهب الى الانتخابات من أجل نصرة الدين، مؤكدا ان الذهاب الى الانتخابات والتصويت لـ "جماعتنا" يقرّبنا من الله تعالى، وبعسكه فنحن حتما من الخاسرين.
والآن ياسيدي دعني أسألك سؤالا: ماذا يحدث لو أنني لم أذهب لأنتخب هذه الوجوه ؟ لماذا تريدني ان اقع في غرام ساسة بضاعتهم قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب العراقيين بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي، هل المواطن المسكين الذي لايريد ان ينتخب هذه الوجوه المستهلكة  سيكون بعيدا عن رحمة الله وعنايته ومغفرته؟
 ماذا يحدث ياسيدي الخطيب، لو أننا اختلفنا مع هذه القوى السياسية؟ هل نختلف مع الله؟ هكذا أفهم أنا المواطن الذي تريدون أن تلعبوا على مشاعره الدينية وتمنعوه من التفكير، إنها ياسيدي محاولة لاستخدام الدين لمنع الناس من نصرة وطنهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين بارك الله بك على هذا المقال لقد أصبت الحقيقة وأخرست هذا خطيب المجلس الأدنى التابع لحكومة فيشي الفاشية جمهورية محاكم التفتيش التي هدمت العراق وحضارته وبنت له السجون السرية والعلنية واخترعت له افضع وأشرس وسائل للقمع والأبادة والتعذيب هؤلاء ال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram