ولد في خانقين 30 حزيران 1905/1906 . وهو من مؤسسي اتحاد ادباء العراق وكان من اعضاء الهيئة الإدارية. عاش عبد المجيد لطفي ليكتب ، وهو من بين الرواد الذين رسموا بداية ال
ولد في خانقين 30 حزيران 1905/1906 . وهو من مؤسسي اتحاد ادباء العراق وكان من اعضاء الهيئة الإدارية. عاش عبد المجيد لطفي ليكتب ، وهو من بين الرواد الذين رسموا بداية القصة في العراق. توفى في 27 تشرين الأول عام 1992 ودفن في خانقين عند (سفح تله باوه/بابا محمود) بناء على وصيته وكانت المنطقة مليئة بالألغام المزروعة نتيجة الحرب العراقية الأيرانية حيث رفض آمر المفرزة الدخول لكن ابنه خالد الذي يتصف بقوة الشخصية والجرأة أراه الوصية وقال له :هل لديك استعداد لرفض وصية ميت؟ وعندها وافق الآمر مضطراً فأرسل أمامهم فريقاً لإزالة الألغام حيث تم الدفن بسلام.. لقد أوصى عبد المجيد لطفي بعدم اخبار الإعلام بوفاته الا بعد موته وأن تنقله سيارة اجرة الى خانقين لدفنه..
لم ينل الأديب عبد المجيد لطفي حقه من الإعلام ولم يأخذ نشاطه الأدبي تغطية اعلامية كما يستحق... طلب منه مرتين المثول امام صدام حسين عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية فرفض بحجة الشيخوخة. في المرة الثالثة تم احضاره بسيارة خاصة. حيث دار حوار ساخن بينه وبين صدام. وربما ستلاحظون معظم تفاصيل المقابلة في القصة القصيرة لاحقا فهي مستوحاة من هذه المقابلة التي اتصفت بالجرأة. لقد قابله وهو بملابسه الاعتيادية البسيطة ولحيته الكثة وقد ركز صدام على عينيه تجنباً للإحراج، وبعد الحوار الساخن الذي أغضبه أصبح يركز على هندامه ويرمقه بنظرات غاضبة. وقد سبق لعبد المجيد لطفي أن كتب قصة للأطفال حول حيوان يربي صغاره فيحرسهم ويطعمهم وكان الدب ينتظر الصغار الى أن يكبروا ليأكلهم.. وكانت لصدام مجموعة من الأدباء المعروفين ، سخرهم لمراقبة ما ينشر وكتابة تحليلات كاملة عنه وعن الكاتب ايضاً، حيث تقدم له الخلاصة بصورة منتظمة فيبدأ رجال الأمن بمراقبة البيت عند الضرورة وحساب تصرفات الكاتب أو السياسي أو غير ذلك. وعندما أصبح عدي رئيساً لاتحاد الأدباء زادت الرقابة أكثر حتى على من يطلب الانتماء للاتحاد.. وعندما طلب منه تأسيس حزب يقوده هو رفض باصرار وقال لا أريد أن اشوه تأريخي الذي أفتخر به . وقد حدثني عبد المجيد لطفي عما جرى في المقابلة وطلب مني عدم البوح بها الا بعد موته وقد تحدث معي ابنه خالد بهذا الأمر أيضا..
ومن أشد الحوادث التي أثرت في نفسيته وزادته هماً هي وفاة ابنه زيد الذي كان يكتب قصصه تحت اسم زيد خلوصي، في الصحف وفي مجلة الطفل التي تصدرها جمعية حماية الأطفال. وكانت أول قصة كتبها بعد وفاة ابنه زيد هي "الذي لا يمكن أن يعود" ونشرها في جريدة العراق وللأسف فقدت مني هذه الجريدة لذلك لا أتذكر تأريخ نشرها بالضبط. وكانت القصة حواراً بينه وبين امرأة شابة جلست في حديقة عامة عرف من خلال الحوار معها انها تنتظر شاباً له مواصفات ابنه زيد وكانت آخر عبارة في قصته "انه زيد ابني وقد مات. أدرت لها ظهري وبدأنا سوية بالبكاء.."
وكانت الفترة التي اختفى بها زيد من أصعب فترات حياته. أجل.. كيف يصبر بعد اختفائه والى الأبد وهو بآخر عمره وبأمس الحاجة لإنسان يعيش معه كصديق وأديب يشاركه الهموم والأفكار.. وكانت الجريدة في يدي عندما ذهبت اليه حيث فتح الباب . نظرت لعينيه فحاول أن يصطنع ابتسامة بدت حزينة لكنه لم يستطع مقاومة دموعه فقلت:
- لا. لا تبك يا عبد المجيد.. فرد منتفضا: أبدا. أبدا.. فقلت: و...... ها انك بكيت؟ قدمت له الجريدة. فرد منفعلاً.. أنا. أنا بكيت. لا. مستحيل. فقلت تفضل أقرأ يا استاذي. تطلع في الجريدة ونظر الي وصمت برهة ثم قال: أجل يا سيدي بكيت.. لكنها لم ترني فقد أدرت لها ظهري..وقد ختم كلامه هذا بنفس الجمل التي ختم بها قصته..
لقد عاش عبد المجيد لطفي عصامياً مناضلاً لا يقبل الضيم والظلم وكان حاداً في مواقفه كالسكين لا يساوم على المبادئ. وانتقلت هذه المبادئ لعائلته . ولو قدر لعبد المجيد أن يقرأ ما كتب عنه لشعر بالحزن والأسى لأن كل الكتابات تحاول إثارة عواطفنا بأنه يعيش بعوز مادي. وفي كل زيارة له يقوم في الغالب بنفسه في خدمة الضيف واكرامه. وفي اليوم الثاني للفاتحة جاء ممثل "عدي" وهو "تحسين معله" كاتب رواية الأيام الطويلة" وسلّم على ابنه خالد وقدم له ظرفا وقال بأن عدي يبلغكم التحية وأوصاني بأن أسلم لكم أجور الفاتحة وعندها انتفض "خالد" ورفض بشده تسلم المبلغ وقال : عندما كان أبي راقداً في المستشفى وهي خلف مقر اتحاد الأدباء ، لم يزره أحد والان وبعد موته تدفع فلوس الفاتحه! وقد كان كلاماً جريئا لم يتوقعه الحاضرون، حيث ذهب "تحسين معله" صامتاً.. وكان خالد مفتش إعاشة يتأكد من وزن رغيف خبزالشعب في المخابز ان كان حسب الوزن المضبوط ، وكان بامكانه الحصول على مبالغ طائلة لو سمح لهم بالتلاعب. وعندما زرت عبد المجيد لطفي ذات يوم وبعد غياب لم يعتد عليه وجدته غاضباً ساكتاً.. نظر الي وقال: "استاذ البدر. أما زال قلمك نظيفا؟" وبالحقيقة لم أفاجأ بسؤاله فكان يخشى أن أسخر قلمي للنظام فيستغلون كتاباتي.
ولدى الأديب عبد المجيد لطفي عشرات المخطوطات في شتى صنوف الشعر والأدب والروايه والمسرحية. لقد قال لي بانفعال اثناء زيارتي له وهو يتصفح مجموعتي القصصية الأولى قبل طبعها: "سيأتي يوم يبحثون حتى عن قصاصات الورق التي أكتبها.."
سلاما منا اليك يا عبد المجيد لطفي وستبقى مفخرة للعراق الموحد فقد ارتقيت فوق ميول القومية والدين والمذهب وعشت حراً منحازاً للعدالة ولسمو المبادئ.
أهم اصداراته المطبوعه:
أصداء الزمن 1938/ قلب الأم 1940 / خاتمه موسيقار 1941 /نظرات في الأدب الكردي1948 /عفيفة (خواطر ادبية) 1953/في الطريق 1958 /انشودة تموز 1959 /عيد في البيت 1961 /الإمام علي رجل الإسلام المخلد1967 /الرجال تبكي بصمت 1969/ضجه النهار 1971 /خمسة ايام في المربد 1972 /تصابي الكلمات 1974 /المتنبي شاعر الفكر العربي 1977 /فتحة أخرى للشمس 1980 / نبوءه العراف الغجري 1982 / خليج المرجان 1984 / الخطأ في العد التنازلي.
جميع التعليقات 1
محمد سهيل احمد
الاستاذ علي شكرا لهذ التكريس للكاتب الانسان عبد المجيد لطفي . اواخ السبعينات عملت في مجلة بالكويت بنظام القطعة في وقت كان الراحل قد توقف عن زيارتها . ولكن كتبت مادة نقدية لمجموعة المرحوم ابنه زيد ( لم اكن اعلم انه ابنه ) واعتقد ان عنوان المجموعة كان ( ل