صحيفة محلية اعتادت نشر عشرات العناوين في صفحتها الاولى، لتؤكد  للقراء  بأنها الوحيدة بين زميلاتها على اطلاع كامل بخفايا الغرف المغلقة ، نشرت خبرا يقول ان وفد اقليم كردستان في بغداد  اجرى اتصالات مع القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب،  لمنع التصويت على اقالة وزير المالية هوشيار زيباري ، وبخلاف ذلك ستقوم حكومة اربيل بإبعاد جميع النازحين من المحافظات السُنية  من الاقليم فوراً .  ما ذكرته الصحيفة كرره نائب عن ائتلاف دولة القانون من اعضاء جبهة الاصلاح ، واضاف اليها معلومة اخرى بقوله ان زيباري منح درجات  وظيفية لرؤساء كتل نيابية مع هامش ينفذ فورا ، لضمان بقائه في المنصب .
 وعلى خلفية وصول وفد من الحوثيين الى بغداد،  ذكرت الصحيفة ان الوفد كشف  لمسؤولين في الحكومة وشخصيات سياسية من التحالف الوطني عن مخطط سعودي،  لاستهداف المراقد الدينية بعمليات ارهابية ، فضلا عن تنفيذ عمليات اغتيال ابرز قادة الحشد الشعبي ، لجعل الحكومة تنشغل بتلك الاحداث ، وتتخلى عن عملية تحرير الموصل.
 المشهد السياسي العراقي اصبح مسلسلا كوميديا  يثير البكاء اكثر من الضحك ، ابطال المسلسل  ابناء القائمة المغلقة ، حالفهم الحظ واصبحوا اعضاء في مجلس النواب باصوات رؤساء كتلهم ، خلال وجودهم في البرلمان يرغبون في تأكيد  الولاء المطلق لرؤساء كتلهم ورد جميلهم في الدخول الى البرلمان والتمتع بامتيازاته ، هؤلاء يحملون صفة تمثيل الشعب . طيلة السنوات الماضية ، كان حضورهم في ستوديوهات الفضائيات اكثر من وجودهم في مجلسهم ، لكنهم اكتسبوا خبرة اثارة الغبار لتعكير الأجواء ، واشعال الحرائق في مواسم اندلاع الأزمات ، وخير شاهد على هذا السلوك السياسي تحويل البرلمان الى  ميدان صراع لتحقيق المكاسب، وليس لأغراض تعزيز الديمقراطية.
هناك الكثير من الاشخاص ، يتفوقون على الصحيفة المحلية في معرفة تفاصيل ما يجري داخل الغرف المغلقة ، يدّعون ان لديهم قدرة على استشراف الاحداث المستقبلية ، منهم من يرجح عودة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي،  ليتصدر المشهد السياسي بتوجيه ضربات قاضية لخصومه . الجولة الاولى كانت مع اسامة النجيفي بإقالة وزير الدفاع خالد العبيدي من منصبه ، يليه وزير المالية ، ثم الاستعداد لإبعاد رئيس البرلمان سليم الجبوري . اما الجولة ضد رئيس الحكومة حيدر العبادي،  فستكون بعد اعلان نتائج الانتخابات الاميركية .
استشراف المطلعين على خفايا الغرف المغلقة،  استبعد تولي المالكي رئاسة الحكومة ، ولكنه سيكون لاعباً رئيسياً في اختيار بديل العبادي ، ورشح قصي السهيل النائب الثاني لرئيس مجلس النواب في الدورة السابقة ، والنائب هيثم الجبوري لتولي منصب رئيس الوزراء لحين انتهاء  عمر الحكومة الحالية.
 خفايا الغرف المغلقة متاحة للجميع سواء كانت صادقة او كاذبة ،  تقترب من تنبؤات المختصين بقراءة ما تخفيه الأبراج ، المشاهد الكوميدية مستمرة مادام هناك من يعتمد  مسبحة 101  في اتخاذ القرارات التاريخية في الاجتماعات الرسمية.