اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العامري إذ يتباهى .. !

العامري إذ يتباهى .. !

نشر في: 2 سبتمبر, 2016: 05:57 م

تفاخر منذ أربعة أيام عضو مجلس النواب حالياً والوزير السابق ورئيس منظمة بدر وقائد قوات الحشد الشعبي هادي العامري، بما لا يتعيّن على سياسي وطني ورجل دولة أن يتفاخر به على الإطلاق.
 السيد العامري تباهى بأن منظمته التي كانت في ما مضى فيلقاً عسكرياً ثم أُعلِن عن حلّه وتحويله إلى حزب سياسي خاض الانتخابات العامة والمحلية وصار له ممثلون في مجلس النواب الاتحادي وفي عدد من مجالس المحافظات، وبات محظوراً عليه حمل السلاح بموجب الدستور وقانون الانتخابات .. تباهى بأن قوات منظمته المسلحة غدت الآن ” أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية"!
منظمة بدر وقواتها المسلحة ليست الوحيدة في الميدان، فثمة ما يزيد على عشر ميليشيات نشطة وقوية تعمل تحت عباءة الحشد الشعبي، البعض منها كان موجوداً منذ عهد الحكومة السابقة وحظي ببركاتها، المعنوية والمادية، وببركات مماثلة من خارج الحدود، والبعض الآخر وجد فرصته بعد احتلال داعش ثلث مساحة البلاد وإطلاق المرجعية الدينية في النجف فتوى الجهاد الكفائي، فذهبت بعيداً بهذه الفتوى لتشكيل ميليشيات جديدة.
لابدّ أنّ تصريحات زعيم بدر ستُحرّض الآخرين على تقوية مليشياتهم، فـ "ما من حدّ أحسن من حدّ"، ومآل هذا كله لابدّ أن يكون قيام جيوش عدة، وليس جيشاً واحداً، أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية. لنتصور حال الدولة العراقية والمجتمع العراقي ومستقبلهما مع هذه الجيوش.
قبل وفاته بثلاث سنوات، كتب مؤسس الدولة العراقية الحديثة، الملك فيصل الأول، مذكّرة وجّهها إلى سياسيي البلاد البارزين في العام 1930 ضمّنها أفكاره بشأن بناء الدولة المستقلة التي سيحين موعد الإعلان عنها بنهاية فترة الانتداب البريطاني في العام 1932.
تُظهر المذكرة أن واحداً من أكبر الهموم التي كانت تشغل الملك هي قوة الدولة المسلحة المتدنية في مقابل القوة المسلحة المتفاقمة للعشائر، فما من دولة يمكن بناؤها وصون استقلالها وهي في وضع أضعف من قوى أخرى. الملك حذّر في مذكرته من بقاء الحكومة "أضعف من الشعب بكثير"، مشيراً الى أنه "يوجد في البلاد سلاح كثير، فلدى الشعب 100 ألف بندقية بينما لا تملك الحكومة سوى 15 ألف بندقية"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد في بلد من بلاد الله حالة حكومة وشعب كهذه".
منطق الملك المؤسس هو منطق رجل الدولة الذي يريد التأسيس لدولة، بخلاف منطق العامري الذي لا يفضي إلا إلى تعويق بناء الدولة.
أمس شهدت بغداد حادثاً مروّعاً لم يكن الفاعل فيه تنظيم داعش، وإنما إحدى الميليشيات التي كدّست بعض اسلحتها وذخيرتها داخل منطقة العبيدي السكنية الشعبية. لسبب ما تفجّر مخزن الأسلحة والذخيرة ما أدى الى هدم منازل على رؤوس ساكنيها ليس في المنطقة نفسها وحدها بل أيضاً في مناطق أخرى انقذفت اليها صواريخ من موقع الانفجار. حصيلة الحادث عشرات القتلى والجرحى وهدم عشرات المنازل!
قبل يوم من ذلك كان مسلحون في النجف يُطلقون النار عشوائياً في الهواء في جنازة أحد مسؤولي المحافظة، فأصيب أكثر من ثلاثين شخصاً في الحادث الذي أثار الرعب في نفوس السكان.
هذا أدنى ما يمكن أن نجنيه من ضعف قوة الدولة، فما معنى أن نتفاخر ونتباهى بقوة غير نظاميّة إذ تفوق قوة الدولة؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد سعيد

    اثبتت ممارسه فتوي الجهاد الكفائي انها تحولت الي مبرر غير مشروع من قبل تنظيمات طائفيه عديده في تأسيسي مليشيات , اصبحت تنافس الجيش العراقي ... فهل يعقل ان المرجعية خططت عبر فتواها في تفتيت الجيش العراقي , وبالتالي تهديم الدولة العراقية... ان ك

  2. بغداد

    استاذ عدنان حسين سؤال لكل لبيب من اعطى هذه القوة الفولاذية لهذا العميل الأيراني هادي العامري الذي عاش معظم حياته في ايران عبدا مطيعا خانعاً خاضعا لولاية الفقيه مولاه خميني والآن خاضعا تحت ولاية السفيه خمنائي وقاتل الجيش العراقي الباسل في الحرب العراقية ال

  3. أبو أثير

    تصريح العامري بأن قواته تضاهي الجيش العراقي والشرطة العراقية .. هي رسائل وبرقيات الى أننا الوحيدون في الساحة العراقية التي تملك القوة والسلاح طبعا بفضل الجارة المسلمة أيران ألأسلامية .... وبعد فضيحة ألأنفجار المدوي في منطقة العبيدي رفعت آخر ورقة من ورقات

  4. مجيب حسم محمد

    الانفجار الذي حدث في العبيدي ،دليل واضح ان هذه الميليشيات ليست جزءاً من المتظومة الامنية العراقية التي يفترض ان تكون اسلحتها في معسكرات الجيش والقوى الامنية ، ولكنهم يريدون ان يحجبوا عين الشمس بالغربال.

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram