حين تغيب الدولة سنجد عضو مجلس محافظة ، يحوّل مدينة النجف إلى ساحة حرب يسقط خلالها عشرات الجرحى ، والسبب بسيط ، نوع من التكريم لوالده المتوفى ، حين تغيب الدولة تسمع من يقول لك إنّ قوتنا تضاهي كل إمكانات قوات الجيش العراقي والشرطة ، حين تغيب الدولة لا تبحث عن الذين يقفون وراء تهديم عشرات البيوت بسبب صواريخ وقذائف كانت تخزن في مناطق سكنيّة ، وعليك أن تصمت ، لأنّ هناك مَن سيقول لك : لولا هذه الصواريخ لما حصلتم على فرصة للكتابة بالفيس بوك
حين تغيب الدولة سنجد نواباً يسخرون منّا فيصرّون على استبدال وزير الدفاع خالد العبيدي بعضو لجنة الاوقاف البرلمانية بدر الفحل ، الذي حذّرنا قبل أيام من إننا سندخل النار جميعا ، إن لم نلتزم بوصايا " الإخوان المسلمين " ، حين تغيب الدولة لا يسأل احد ، من هو بطل الستة مليار دولار التي هربت الى الاردن ، تحت سمع وبصر الاجهزة الحكومية
سيقول البعض ، لماذا تواصل الكتابة عن سياسيين لايقرأون ؟ ماذا أفعل ياسادة ؟ هل أمضي في الاستسلام؟ هل تريدون منا أن نقضي أعمارنا محنيّي الرؤوس، نتلفّت مثل الغرباء . أنا مثلكم أُعاني من كوني مواطنا في بلد يرفض ساسته أن يكون له جيش قوي ، ويرفع الكثير من نوابه صور زعماء دول الجوار في مناسباتهم الوطنية ، .
لكنّ أولئك الذين تسيطر عليهم " فوبيا الجيش " ، رغم كل التضحيات التي يقدّمها هذا الجيش ، يتناسون أنّ في إيران التي يتّخذون منها منهجاً وطريقاً ، يُجرَّم السياسي الذي يسيء إلى سمعة الجيش ويحاول السخرية منه .
يكره مسؤولونا الحديث عن أرقام ضحايا صواريخ العبيدي ، فهم لايحبون سوى أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق ، ولهذا كعادتي بحثتُ بالامس في معظم صفحات المجاهدين ، بدءاً من حنان الفتلاوي ومروراً بهيثم الجبوري ومحمد الكربولي وليس انتهاءً بعالية نصيف ومحمود الحسن ، الجميع والحمد لله لم ينسَ أن يضع عبارة " جمعة مباركة " ، أما الناس التي تهدّمتْ بيوتها ، والجرحى الذين سقطوا في النجف ، فلهم ربّ يرعاهم.
هل يستحق العراقي كل هذا الموت ؟ ألا يكفيه الخديعة وسرفة ثرواته ، اعطينا للعالم مثالا مخجلا لسيطرة ضعاف النفوس على مقدرات البلاد ، لم يعد الولاء للخارج خيانة. لم تعد التعابير الطائفية والانتهازية عيبا ، وبدل نداء الأوطان ، نجد رئيس البرلمان سليم الجبوري يلبي نداء الخارج ، فساعة يقدم الولاء لطهران ، وفي اخرى يحاول أن ينال بركة السلطان اردوغان .
حين تغيب الدولة
[post-views]
نشر في: 2 سبتمبر, 2016: 06:57 م
جميع التعليقات 4
بغداد
استاذ علي حسين بغداد صارت قندهار والدلائل والبراهين كثيرة ووفيرة وفعلا كما قلت في مقالك اليوم [ ، لم يعد الولاء للخارج خيانة. لم تعد التعابير الطائفية والانتهازية عيبا ، وبدل نداء الأوطان ، نجد رئيس البرلمان سليم الجبوري يلبي نداء الخارج ، فساعة ي
محمد سعيد
اخي الكاتب النبيل اتابع ما تريد من توصليه الي الناس , لكن يحز في النفس ان نقول ان ساسة العراق الحاليين عموما وبدون استثناء ينقصهم الالتزام بالخلق , وبعدهم تماما عن سلوك وممارسه الأخلاق الحميدة سوآءا تلك الواردة في كتب الاوليين او الاخيري
رمزي الحيدر
بعض السياسيين يطالبون محكمة العدل الدولية بالتحقيق في المقابر الجماعية في العراق من مقابر صدام ومقابر داعش ولاكنهم ينسون بأنه توجد مقبرة جماعية هائله لثلاثين مليون عراقي ،المجتمع العراقي كله غاص في مستنقع الطائفية والفساد و الاٍرهاب و هو يحتضر ،هذه هي
أبو أثير
لم تتطرق ياسيدي الكريم الى مناسبة زيارة وفد الحوثيين الى بغداد وأستقبالهم في وزارة الخارجية أستقبال ألأبطال .... ولست أدري ما في عقلية القصخون ابراهيم الجعفري في دعوتهم في وقت أن كل الدول العربية بأستثناء سوريا الجريحة لها مواقف رافضة لهم لدورهم في خراب ا