صدر العدد الجديد من مجلة "المورد" لسنة 2016 والتي شهدت تغيراً بيّناً في إدارة تحريرها وهيئتها الاستشارية لتتماهى مع ذلك رغبة التغيير في إخراجها وتبويبها نحو مسعى مواصلة حضورها الدال عليها وحدها عبر تاريخها الطويل الحافل بإنجاز معرفي خلاق لتبقى "المور
صدر العدد الجديد من مجلة "المورد" لسنة 2016 والتي شهدت تغيراً بيّناً في إدارة تحريرها وهيئتها الاستشارية لتتماهى مع ذلك رغبة التغيير في إخراجها وتبويبها نحو مسعى مواصلة حضورها الدال عليها وحدها عبر تاريخها الطويل الحافل بإنجاز معرفي خلاق لتبقى "المورد" وكما اريد لها في توصيفها الأخير (مجلة تراثية فصلية محكمة) تواصلت معها وما زالت أجيال من الباحثين والاكاديميين المهتمين بالتراث تسايرهم في ذلك أجيال من نخب قارئة جادة في تلقي التراث وتمثل الدرس المعرفي الرصين والتواصل مع مكنوناته الثقافية والمعرفية الثرة.
وتضمن العدد الجديد من المجلة افتتاحية بقلم رئيس تحريرها أ. د. علي حداد، كما ضم العدد ابواباً عدة ودراسات فكرية ثرة. اذ نقرأ في باب دراسات فكرية دراسة حملت عنوان (مقدمة في أصول البحث العلمي) بقلم أ. د. علي زوين نقتطف منها: المنهج في ابسط مفاهيمه يعني الطريقة التي بمقتضاها يعالج موضوع من الموضوعات او عمل من الأعمال وينبغي لهذه الطريقة ان تعتمد اسساً واضحة دقيقة مفضية الى الحقيقة واليقين ومؤدية الى انجاز العمل على نحو كامل وتضمن الباب ايضاً دراسة اخرى بعنوان (فضائل القرآن الكريم) كتبها الأستاذ علي عفيفي علي غازي ومما جاء فيها: نجد للقرآن تأثيراً خاصاً في النفس البشرية حتى ان الكفار كانوا يسترقون سماعة من وراء بعضهم البعض وكانوا يقولون ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلو ولا يعلى عليه وذلك من اعجاز القرآن الكريم فقد جاء ليعطي إعجازاً لكل جيل فيما نبغوا فيه فاذا نظرنا للعلوم الحديثة التي اكتشفت في القرن العشرين وأصبحت حقائق علمية نجد ان القرآن قد أشار اليها بإعجاز مذهل بحيث لا يتصادم اللفظ مع العقول وقت نزول القرآن الكريم وفي الباب نفسه جاء الحديث عن (ابن عربي الصوفي الفيلسوف) بقلم المرحوم عزيز عفيفي فيما مضى و(قوة إرادة الانسان تقهر العوق) كتبها أ. د. عبد اللطيف حمودي الطائي. وفي باب "دراسات نقدية وادبية" نطالع عدة مواضيع منها: (غرض الوصف في المعيار النقدي القديم) بقلم أ. م. د. حسين لفته حافظ و(تجليات الخطاب الاشهاري في الشعر القديم) لسعيد محمد بكور ثم جاء الحديث في باب دراسات منهجية عن (جهود العراقيين في تحقيق الدواوين الشعرية وصنعها والاستدراك) كتبها د. عباس هاني الجراح، ولغرض الاستزادة في المعرفة نقرأ في باب دراسات في تاريخ العلوم ومنجزها تتطرق المجلة الى (المساحة وتطور قياساتها عند العرب المسلمين) للأستاذ احمد محمد جواد محسن الحكيم.
ومما تطرق اليه الباب دراسة موسعة عن (أساليب الفحص السريري عند الأطباء العرب والمسلمين) كتبها د. محمود الحاج قاسم محمد وبعد تلك الرحلة تناولت المجلة في باب شخصية ومنجز (الخطاب الاكاديميي وتلقي النص التراثي العراقي عند د. ابتسام الصفار) جاءت بقلم أ. د. نادية هادي سعدون وفي باب (اخبار التراث الشعبي) نطالع كتابة موجزة عن هذه الاخبار التي امتعنا بها الباحث حسن عريبي الخالدي واخيراً نقرأ في طوية الغلاف الأخير افتتاحية بقلم عبد الحميد العلوجي كتبت في سنة 1971 ايماناً من المجلة لاستدعاء ما يريدون له ان يكون في افق المتلقي والاستعادة القرائية الجادة.