مع بدء العد التنازلي لحلول موعد إجراء الانتخابات المحلية المقبلة ، سيدخل اللاعبون السياسيون في جولات صراع، تصل الى ما يعرف بمعركة كسر العظم . مجلس النواب سيتحول الى رقعة شطرنج ، و"كش وزير" شعار جديد رفعته الكتل النيابية ، لترتيب اوضاعها للمرحلة المقبلة.
خلال الدورات التشريعية السابقة، تراجع الدور الرقابي للبرلمان ، في وقت احتل فيه العراق المرتبة الاولى في قائمة دول العالم الأكثر فساداً ، فيما عجزت الحكومة بجميع اجهزتها الرقابية والقضائية عن ملاحقة المتورطين بهدر المال العام ، على الرغم من ان الكتل النيابية المتنفذة ، وكبار المسؤولين ، اكدوا امتلاكهم وثائق تدين المتهمين بملفات فساد. رئيس الحكومة السابقة وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ، كان صاحب اول تلويح بفضح مرتكبي جرائم الفساد في اشارة واضحة لتهديد خصومه ، لكنه احتفظ بالملفات الى يوم آخر ، وعلى ذات المنهج سار آخرون على خطى المالكي في عرض ما بحوزتهم من ملفات عبر شاشات الفضائيات ، فخالفوا القول الشائع "بدل الكش اكسر رجلها" .
معركة كسر العظم ، إحدى أدواتها رفع شعار "كش وزير"، وهي تتطلب حصول اللاعبين الكبار على المزيد من التأييد سواء داخل البرلمان او الشارع لامتلاك قوة حصانية كافية لخوض الماراثون المقبل .المراهنة على الشارع ، مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية في بغداد ومحافظات اخرى، اصبحت ورقة خاسرة نتيجة سوء الأداء الحكومي خلال السنوات الماضية ، وابتعاد المرجعية الدينية في النجف عن الخوض في الشأن السياسي، لوصولها الى قناعة تامة ، بأن الطبقة السياسية الحالية ليست مؤهلة لقيادة البلاد والعباد.
"تعال وغير الحال "، دعوة مفوضية الانتخابات الموجهة للناخبين لتجديد بياناتهم ، لم تحقق بعد استجابة واسعة . الشعور بالإحباط من الأداء السياسي، مصحوباً بخيبة أمل جراء المشاركة في "الثورة البنفسجية" ، رسخ القناعة لدى العراقيين بأن فرصة التغيير المحتمل باتت مستحيلة ، مادامت اللعبة السياسية لا تخرج عن اطار "كش وزير" والتهديد بفضح ملفات الفساد.
في قرى جنوب العراق ، قبل دخول السلطات الأمنية الى تلك الأماكن ، ممثلة بشرطي يعتلي صهوة حصان من خيل الشرطة ، كان أبناء القرى يعتمدون على رجل هو "كبير السلف" ، يتولى تسوية خلافاتهم وتنظيم حياتهم . المرحوم "زاير عبد السادة" عرف بحكمته وقراراته الجريئة في حل المشاكل بأقل الخسائر ، حفاظاً على العلاقات الاجتماعية بين أبناء السلف ،بقدرته على القراءة والكتابة ، واقامة مجلس عزاء في صريفته ايام عاشوراء ، امتلك قدرة التاثير والزام الجميع بتنفيذ قراراته. في احد الايام شكا له رجال السلف بأن احد الشباب الذي كان يدعي الجنون ، رصدوه يتلصص على صرائفهم ليلاً اثناء نومهم . "السالفة ما ينلبس عليها عكال يزاير" ، قالها احد الرجال مع تهديد بقتل الشاب . المرحوم زاير عبد السادة حاول التخفيف من غضب الرجال ، وفي جولة ليلية قُبض على المتلصص متلبساً بالجرم المشهود ، في الصباح غادر الشاب السلف مع والدته الى قرية اخرى ، بقرار كسر رجل الدجاجة ، وليس بكش ملك او وزير.
"كش"
[post-views]
نشر في: 3 سبتمبر, 2016: 09:01 م