يقول لكم علي أكبر ولايتي ، وزير خارجية إيران السابق : "لن نسمح لواشنطن بلعب أي دور في المعركة "، ثم يسألكم " منذ متى كان قرار الحرب شأنا خاصا بكم ؟". وقبل عام تتذكرون الرئيس التركي أردوغان ،قد قال لكم أيضاً : " إنّ قواته لن تنسحب من الاراضي العراقية ، وان تركيا من ستحدد لحظة تحرير الموصل !" ، في الشهر الماضي كان البرلمان مشغولا بالحرب على وزير الدفاع ، وتأديبه، بعد أن ارتكب خطيئة الدعاء على الفاسدين ، حيث تم عزله عن منصبه ، والمطالبة بإحالته إلى القضاء ،لأنه تعرض لهيبة البرلمان التي يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ مع الاعتذار لعمنا المتنبي .
تصدر نشرات الأخبار مساء أمس خبران من يوميات العراق الجديد . الأول ، الجميع نفض يده عن الصواريخ التي انفجرت في بغداد ، وأصبح معروفاً لنا أنها مجهولة المصدر ، وعلى هذا المجهول ان يسارع إلى تعويض أهالي الشهداء والجرحى ومتضرري المباني ، بمعنى أدق " بلّو واشرب ميتو" على حد تعبير إخوتنا أهل الشام .
الحدث الثاني ، وهو الأهم باعتباره حدثا وطنياً بامتياز ، هو الرحلة الميمونة التي تقوم بها " زعيمة حركة إرادة حنان الفتلاوي " الى مدينة السليمانية ، وفي هذه المناسبة أتمنى أن لايقول لي البعض : لماذا تستكثر على ممثلة للشعب أن تزور إحدى المحافظات العراقية ، ياسادة أنا من الذين تحملوا الشتائم من الزعيمة نفسها ،لأنني لم أكن أوافق على رأيها بإخواننا الكرد ، ولا أُريد ان أُعيد على مسامعكم وصلات " الردح " والشتم التي كانت تمارسها بمناسبة او بدون مناسبة عندما يذكر فقط شيء اسمه كردستان ، فما الذي تغير ، هذه ايضا من عجائب الامور وغرائب القضايا على حد قول الراحل الكبير جعفر السعدي.
الآن، نحن بصدد تطوّر مذهل، يتمثل في أن إيران اصبحت الناطق الرسمي لمعركة الموصل ، فيما أنقرة مصرّة على أن قواتها جاءت محررة وليست غازية ، في الوقت نفسه يتنقل السبهان بين الفضائيات يحدد لنا نوع وشكل الحومة التي يجب ان تدير العراق .
كنا في هذه البلاد نتمنى ان نجد شيئا اسمه قانون ، وشيء أخر اسمه دولة . كل منهما، والحمد لله، تم خلطه في خلّاط دولة القانون الذي جرّ البلاد نحو التخلف والاندثار والظلام، والناس تذهب راضية مرضيّة تنتخبه وترفع لواءه ، وتطالبه بأن يبقى على قوائم الاستمرار
إلى متى ستدوم هذه النعمة ؟ لا نعرف. ما يعرفه العراقيون ، هو عدد الزيارات التي يقوم بها ساسة البلاد الى ايران ، وعدد القبلات التي تطبع على وجنتي اردوغان وعدد المرات التي خرج فيها السبهان مبتسماً من شاشة احدى الفضائيات العراقية .
ولايتي معترضاً .. السبهان مبتسماً .. وأردوغان متحدياً
[post-views]
نشر في: 3 سبتمبر, 2016: 07:30 م