العدد الجديد من المجلة الشهرية "الثقافة الجديدة" لشهر تموز 2016، ضم كلمة حاسمة لهيئة التحرير، موجهة لكل من يراهن على تفتيت الحركة الاحتجاجية، ذاكرين خلالها أن لكل حركة احتجاجية تاريخا محددا، لحظة بدء وامتداد مسار من البناء وتراكم الخبرات ولحظات تحول
العدد الجديد من المجلة الشهرية "الثقافة الجديدة" لشهر تموز 2016، ضم كلمة حاسمة لهيئة التحرير، موجهة لكل من يراهن على تفتيت الحركة الاحتجاجية، ذاكرين خلالها أن لكل حركة احتجاجية تاريخا محددا، لحظة بدء وامتداد مسار من البناء وتراكم الخبرات ولحظات تحول يحسم تأريخها وحضورها في المشهد العام.
وهنا يثبت لنا قول الدرس السوسيولوجي، أن شروط إنتاج الحركات الاجتماعية تظل مفتوحة في الغالب على عوامل الإقصاء والتهميش واتساع الفساد وإخفاقات التنمية وتعاظم الفقر، فنجد أن اتساع الشرائح والفئات التي تعيش تحت عتبة الفقر أو تظل مهددة به، فضلا عن سيادة واقع من لا تكافؤ الفرص وعدم احترام الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغير ذلك، كلها مولدات أساسية للاحتجاج الذي يتطور إلى مستوى الأبعاد الاجتماعية، التي تتخذ أكثر من صيغة وواجهة للتعبير عن مطالبها، وبالطبع فالهدف المركزي لأي فعل احتجاجي يظل هو تغيير الاوضاع الراهنة، فالاحتجاج ممارسة تنشد التغيير، من أجل صياغة واقع آخر، إنها ممارسة مسكونة بالتغيير.
هذا العدد ناقش الكثير من الموضوعات السياسية من بينها ( حوكمة الحاكم والحكم الرشيد ) للدكتور حاكم محسن محمد الربيعي وهنا نجد رؤية ستراتيجية تعمل بها المنظمات وفق رؤية ستراتيجية توضح طبيعة ونوعية الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها المنظمات والتي منها اهداف تكنيكية، تساعد في تسهيل الوصول إلى تحقيق الاهداف طويلة الأمد، وأخرى ستراتيجية تحتاج إلى زمن طويل، وبالتالي فإن الرؤية الستراتيجية للحكومة هي التي تضع أمامها مصلحة البلاد، وتعمل على وفق هذه الستراتيجية للخروج من الازمات التي تواجهها. وهذه الرؤية تحتاج إلى صياغة علمية ووفق رؤية بعيدة المدى، آخذةً بنظر الاعتبار كل المقومات اللازمة لإنجاحها من اعتبارات فنية وإدارية ومالية، فضلاً عن الإحاطة بالمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية، لأن رؤية بهذا المستوى ليست من السهولة صياغتها بنجاح.
تعود المجلة الى الجانب الثقافي حصراً والمعني بالادب ومجال الشعر، من خلال حوار مع الناقد د. عبد القادر جبار حاوره سعدون هليل، فيذكر الكاتب أن القصيدة هي اكبر من النظريات الأدبية والنقد، كما أنها سهلة النشر .
كما ناقش هذا العدد الوعي الوظيفي للرواية، ذاكراً على سبيل المثال الرواية التاريخية التي تعنى بإعادة سرد الأحداث التاريخية الكبيرة بل الإيقاظ الشعوري للناس الذين برزوا في تلك الاحداث، ذاكرين أن ما يهم هو أن نعيش مرة أخرى الدوافع الاجتماعية والانسانية التي أدت بهم إلى أن يفكروا ويشعروا ويتصرفوا كما فعلوا ذلك تماما في الواقع التاريخي.
كما قدم محسن ناصر الكناني قراءة في قصة ( الطائر ذو الرأس الأصفر ) لعمار الناجي، ويذكر الكناني أن البنية الصيانية انهزمت أمام البنية التمردية في الرواية وتجلت في نسيج النص ولغته وشخصياته، كما أن هنالك ظاهرة اخرى عززت من نسيج النص وهي استخدام القاص للجملة الفعلية فمن مجموع 75 كلمة نجد أن16 منها في المشهد الاستهلالي وهذا يدلل على سرعة الحركة والايقاع الخارجي.
تختتم المجلة عددها هذا بتقديم مجموعة من النصوص الشعرية والنثرية والقصص القصيرة والقراءات المسرحية.