TOP

جريدة المدى > عام > قصة قصيرة: خصوبةُ الكلابِ العقيمة

قصة قصيرة: خصوبةُ الكلابِ العقيمة

نشر في: 5 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

السرابُ يحمل عيون الجِمال ويضعها في واحة الصحراء التي ترحلُ أينما حلّت الشرانقُ المادّةُ رحمها نحو رأس النخيل،فالسرابُ يضحك على تلك الرؤوس المترنّحة بكأسِ إله المتاهة التي لم يدخلْها الصحوُ يوماً في حين أنَّ المدينة تختل خلف العقل حينما تهبُّ العاصفة

السرابُ يحمل عيون الجِمال ويضعها في واحة الصحراء التي ترحلُ أينما حلّت الشرانقُ المادّةُ رحمها نحو رأس النخيل،فالسرابُ يضحك على تلك الرؤوس المترنّحة بكأسِ إله المتاهة التي لم يدخلْها الصحوُ يوماً في حين أنَّ المدينة تختل خلف العقل حينما تهبُّ العاصفةُ الترابيّةُ نحوها مربّيةً لحية الحقيقة وتهربُ أطباقها ومجاريها ومدارسها إلى أبعد نقطةٍ في الوجودِ الراكض خلفي وأنا أنحت على ذلك الجدار بأزميل الدموع النازلة من بركة الخمر المعلّقة في عجلات الدماغ.
تكالبتِ الانقساماتُ علينا بعد أن تعثّرنا جميعاً ومتنا متناثرينَ إلا جنيناً واحداًً كانَ قد أقحمَ رأسَهُ ليصنعَ (نانا) الجديدَ الذي هرب من نهرِ الجحيم ليغرزَ مجدافَه في صندوق الأكاذيبَ ليكوّنَ مخلوقاً يسكر على مشيمة الطائفيّة المغذّية سُرّة الأحلام فيمشي في الرحمِ عفريتاً يقتاتُ على رقّة (سود) الجميلــة المتشوّهة كمسخٍ دعستهُ قاطرةٌ مفخخةٌ  لا تعرف رائحةَ السماءِ رمتها عليه ساحرةٌ عجوزٌ  ملعونٌ شَعرُ خوارِها تنتظر موتَها بشراهةٍ أفريقيّةٍ فطرحتهُ وحيداً في صحراء الفرح لتتعالجَ في مدينة طِبِّ اللاهوتِ الفارغ من الطِبِّ حيث تموت جميع النساء بما فيها القابلاتُ ويعيشُ القمرُ وحيداً على الجرفِ مع ذيول الأفاعي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. علي سرمد

    نص جميل، يخط كلماته على الماء، يمخض الطائفية في جذورها. أحييك.

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram