لا أعرِفُ لِمَ وطئتُ أرضكِفقيراً يبحثُ عن شبر يؤويه، تُربةٌ لا تسألُ عن وجهةِ عابري سبيل،وكان عشُكِ الوادع، أرض وعدحشرتُ نفسي فيه، عنوةً.ما زِلتُ أجهلُ ما حدث،لِمَ مددتُ إليكِ جُسوري وسلّمتُكِ راية الفتح تغرِزيها أنّى شئتِ؟لِمَ رسمتكِ نخلةً باسقةً بي
لا أعرِفُ لِمَ وطئتُ أرضكِ
فقيراً يبحثُ عن شبر يؤويه،
تُربةٌ لا تسألُ عن وجهةِ عابري سبيل،
وكان عشُكِ الوادع،
أرض وعد
حشرتُ نفسي فيه، عنوةً.
ما زِلتُ أجهلُ ما حدث،
لِمَ مددتُ إليكِ جُسوري
وسلّمتُكِ راية الفتح تغرِزيها أنّى شئتِ؟
لِمَ رسمتكِ نخلةً باسقةً بين أحداقي
وبقيتُ أرعى فيكِ بلحي؟
لم أكُ أعرِفُ اني كنتُ أنعى ذاتي
واني أنبشُ بين شاهدي غمازتيكِ،
قبري،
لم أكُ أعرِفُ اني حين ملّكتُكِ قلبي،
كنتُ كملكٍ مخلوعِ يُسلّمُ مفاتيح قلعته
وينكسُ رايته
ويثكلُ وريثه،
كنتِ تسقينهُ كأس الموتِ
كي تُعفيه من ذُلّ الهزيمة
وكنتُ أرعاكِ، وردة يتيمة لا تشبهُها الفُصول
فكنتِ بين قُمصاني تكبُرين،
أُبارِزُ الريح إن أفزعتكِ
أُنازِعُ حبة المطرِ إن أقلقت حلمكِ،
أطرُد عنكِ الفراشاتِ الغيوراتِ
وكنتِ بين حنايا الروح تتشمسين
تتفتحين وتكبُرين،
حتى اذا ما أبصرتُ فيكِ عُمري
بكيت،
وحين هممتُ أن أضمكِ إليّ بعنفٍ
بكيت
هل كنتُ أعرِفُ اني سأفقدكِ؟
هل كنتُ أعرِفُ إن عطركِ لم يكُ لي؟
هل كنتُ أعرفُ إن طيري المُحلّقُ فوق هيامكِ
سيهوى من سماه
فلا تتلقفيه؟
هل كنتُ أعرِفُ أنك ستتحولين،
من أرض موعودة
الى أرض ملغومةٍ بخيباتِ أمل؟
يصلبُني شوقي اليكِ،
على عقارب الساعات
ومِدادي تسلُقه ألسنة الجفاف،
كنتُ أعرِفُ بأن الصليب
على أعمِدة انتظاري واشتهائي
لبحيراتكِ المسكونةِ بزُرقة الرغبةِ
والصمت،
ليس لهُ فيء يظلّهُ عند واحاتكِ فيستريح،
هل أقولُ أنني رجلٌ كان يطمعُ بالكثير؟
هل أندُب حظيّ،
كعجوز تتعكزُ ثمالةُ أيامها
وتلعقُ انكسارها،
شمّاعة قسمةٍ ونصيب؟
هل تُراني قادراً أن أنهض من جديد؟
أكتبكِ في دفاتر الأمس
حكاية عابرة
قصة حُبٍ لم تكتمل
مات قضاءً وقدرا،
فأقيمُ حدادي عليك
وأحزنُ عليكِ بالأسود الأنيق
وأقبلُ فيكِ التعازي
وأبدأ مرةً أخرى أيامي،
أفلحُ الأرض وأبذر الحقل
وأنطُر المطر.
لا تعجبي أيتُها الوردةُ الأميرة
فرجلٌ قُروي مِثلي
ينتظركِ دائماً في مواسم الزهر.