ككلّ المدن التي لا تشرقُ فيها الأرض،أو يُغنّيها الماء تلك مدن تُحبُّ الله بلا دليلتسألُ عن الضوءِ والغصنِ،عن الحروف والأجساد الجميلة..تسألُ عن نَحلةٍ نحيلة تطردُ عن جبينها وجهَ السماءِولا تسألُ عن السماء ..عن عطرِ زهرةٍ يخافُ من ظلّهِ البعيد ،ككلّ ال
ككلّ المدن التي لا تشرقُ فيها الأرض،
أو يُغنّيها الماء
تلك مدن تُحبُّ الله بلا دليل
تسألُ عن الضوءِ والغصنِ،
عن الحروف والأجساد الجميلة..
تسألُ عن نَحلةٍ نحيلة تطردُ عن جبينها وجهَ السماءِ
ولا تسألُ عن السماء ..
عن عطرِ زهرةٍ يخافُ من ظلّهِ البعيد ،
ككلّ المدن التي يعبُرها النهار حَرَجًا ،
لا ترى في أظافرها سوى عُنقِ المسافة ..
وحدها،تكسّر وَحْشَةَ البردِ
وتَلمُّ ابتسامَها من منافض الدموع
وحدها، تنتظرُ النّهرَ،
وتنسى عنده ما لم يقله ..
ككلّ المدن التي تقلعُ أثداءها لغواية الشّجرِ،
وتلبسُ فجرَ جداولها عبادة ْ ..
كيف تُضلّل الروح عن هويتك المجروحة ؟
آهٍ ..يا فِلْقَة المجهول التي تحملُ وصولَها بين إلهين ..
أيّها التبدّل ،
ثمة "هي" في آخر عروقك!
ككلّ المدن التي تراقبُ فتنتَها في عيونِ الحواس ،
فيخطفُ دروبها برقُ اللهفةِ
تهدّد أبناءها بالرحيل،
ثم تقلّبُ في جلودهم صدى صمتها،
وتغفو ...
تلك مدنٌ لا يُقيم فيها المكان طويلاً
تُفَتَّتُ في مداها الظلال
ويصعدُ هواؤها أجنحةَ الرملِ
بلا أثر ..