يدخل منتخبنا الوطني في اختبار نفسي وفني جديد عندما يواجه شقيقه الأخضر السعودي على ملعب (شاه علام) في العاصمة الماليزية كوالالمبور ضمن منافسات الجولة الثانية من المرحلة الأولى للتصفيات النهائية المؤهلة الى كأس العالم 2018.
ستكون نتيجة المباراة لأسود الرافدين انعطافة مهمة للبقاء في أجواء الصراع لمنتخبات المجموعة الأولى في رحلة البحث عن بطاقة التأهل المباشرة عطفاً على الأداء غير المقنِع والغريب الذي كانوا عليه في لقائهم الأول أمام المنتخب الأسترالي وفقدانهم ثلاث نقاط مهمة مع اهتزاز عنيف في مقياس الثقة الممنوحة للقيادة الفنية وأسلوب إدارتها وتوظيفها للاعبين داخل الميدان.
من الإنصاف أن تكون قراءتنا لانتكاسة بيرث واسبابها أكثر إتزاناً وتتجه حالياً نحو إدانة الظروف وضيق الوقت وإجهاد اللاعبين المحترفين مع أخطاء تكتيكية واردة هي من أسهمت في الخسارة وبعثرت أوراق راضي شنيشل إضافة الى قوّة وصلابة الكنغر الاسترالي الذي نادراً ما ينجو ضيوفه من الهزيمة أمامه وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره.
كبوة الجواد الأصيل لابد أن تدفع به نحو تأكيد هويته وإعادة هيبته وفرضها على المنتخبات المنافسة انطلاقاً من لقائه المرتقب أمام الأشقاء السعوديين بعد أن يتم تشخيص مكامن الخلل والابتعاد عن الإجتهاد غير المدروس والاستقرار على العناصر المناسبة فنياً وبدنياً القادرة على فرض الأداء والأسلوب والتحكّم بالمباراة عبر الضغط المتواصل والاستحواذ على الكرة طوال شوطي المباراة.
المهة لا يمكن أن تكون عسيرة إذا ما نجح الملاك التدريبي في الخروج من دائرة الضغط النفسي وإتجه نحو الواقعية والاحترافية سواء في التعامل مع لاعبيه أو في طريقة رسم الخطط التكتيكية التي يمكن أن تشكل اسلوباً ناجعاً في الوصول الى مرمى الخصم واقتناص النقاط الثلاث.
إن خيوط الأمل في العودة الى مسار المنافسة سريعاً لا زالت معقودة بسواعد لاعبينا طالما إننا نقرأ بعيونهم لغة الإصرار والتحدي ومتى ما أُستفزّت تلك الصفات داخل ملعب المباراة أنتجت فريقاً منسجماً باحثاً على الانتصار وقاهراً لكل الظروف وقد يكون التاريخ شاهداً على أجيال كروية ركبت الصعاب وحققت إنجازات باهرة برغم مصاعب الإعداد وقوة الخصوم كما حدث في أولبياد أثينا باحتلالنا المركز الرابع وانتزاع لقب كأس آسيا 2007 وأخيراً التعادل مع العملاق البرازيلي صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في ملعبه وأمام أاكثر من 70 الف متفرج.
تلك الصورة لابد أن تكون حاضرة في أذهان اللاعبين ومسؤولية ايصالها وترسيخها تقع على عاتق كل المعنيين من رئيس الوفد والملاك الإداري والفني إضافة الى الدعم المعنوي المطلوب من الاتحاد والجهات الرياضية الرسمية والإعلام الرياضي.
بإختصار .. الجماهير الكروية تتطلع الى رؤية أسود الرافدين وهم يُسطّرون ملحمة كروية جديدة ترسم الفرحة على الشفاه وتبعث برسائل الى بقية منتخبات المجموعة بأن طريق الوصول الى روسيا لن يكون مفروشاً بالورود، بل سيكون قاسياً وصعباً بوجود الأسود.
عندما يُستَفز الأسود!
[post-views]
نشر في: 4 سبتمبر, 2016: 09:01 م