TOP

جريدة المدى > مواقف > تعلمنا الدروس الخاطئة من العراق

تعلمنا الدروس الخاطئة من العراق

نشر في: 1 فبراير, 2010: 05:24 م

ترجمة : علاء خالد غزالة تخوض بريطانيا حربا في أفغانستان، لا يبدو الامر كذلك بالنسبة لعامة الشعب، الذين يبقى مفهوم الحرب لديهم مرتبطا بالحرب العالمية الثانية، مع كل ما نجم عنها من ملايين القتلى والقنابل المتساقطة على لندن. لكنها حرب بالفعل. حينما قدمتُ الأدلة للجنة التحقيق في حرب العراق في الأسبوع الماضي،
 سُئلت عن الدروس التي تعلمناها، فعبرت عن مخاوفي باننا، بسبب الجدل المحيط بالحرب في العراق، انما تعلمنا الدروس الخاطئة حول الكيفية التي نتعامل فيها مع أفغانستان. يعلم القادة السياسيون والعسكريون سبب تواجدنا هناك، لكن كثيرا من افراد الشعب عادة ما يقولون انهم لا يعلمون. وهذه سياسة تواصل فاشلة، لم يخطط لها او ينفذها الجيش. على الرغم من الجدل المحتدم حول العراق، اعتقد ان مهمة التواصل باستخدام الصورة الشاملة هي المهمة الاكثر أهمية، لا اقلّ من ذلك. اذا كان السياسيون يعتذرون باستمرار لكونهم منغمسين في السياسة، واذا كان مجمل عملية التواصل ينظر اليها على انها التفاف، واذا كانت وسائل الإعلام الكبرى تظهر الجانب السيئ من القصة فحسب، واذا كان كبار ضابط الجيش يقدمون تقاريرهم على عكس رئيس اركان الدفاع ورؤسائهم العسكريين، الامر الذي يقع مرارا وتكرارا، فان كل ذلك لا يساعد في بناء الأرضية المطلوبة لتواصل قوي حينما نكون في حالة حرب. ان هذا التركيز على التواصل الستراتيجي انما يزداد اهمية في عهد الانترنت ووسائل الإعلام التي تعمل على مدار الساعة، والتي يبعث مراسلوها بتقارير لا تمثل الا لمحات من الحرب، وحيث يتم نشر الخبر عن كل ضحية على انه الحدث الاهم في نشرة الاخبار. تتحمس وسائل الإعلام لتغطية «الاخفاقات» بينما تتجاهل النجاحات، فهناك دمج كامل بين الاخبار والتعليقات، واعداؤنا ماهرون في استغلال وسائل اعلامنا، حيث أضحى الإرهاب يصور على انه ناتج عن خطئنا، وليس بسبب القوى الشريرة. حينما يقوم اسامة بن لادن بارسال شريط فيديو من مغارة، ينظر الى ذلك باعتباره ضربة علاقات عامة عبقرية، لكن حينما نحاول ان نشرح السبب الذي يجعلنا قلقين حول التهديد يتم رفض ذلك على انه مجرد التفاف. اذا، ما الذي علينا ان نتعلمه بدلا من ذلك؟ اولا، عليك ان تأخذ التواصل الستراتيجي بجدية، حينما تحدثتُ في مؤتمر القادة العسكريين لحلف الناتو مؤخرا، كان الجنرالات متحمسين لقرار باراك اوباما بارسال ثلاثين الف جندي اضافي، وشعروا بأنهم حصلوا على ما يحتاجون لقتال حركة طالبان، لكنهم اشتكوا من ضعف التواصل الستراتيجي، ونظروا الى هذا الامر على انه امر حيوي، ليس بسبب خطر خسارة الدعم المحلي فحسب، ولكن لتوضيح الهدف على الارض أيضاً، ففي الستراتيجية العسكرية، عليك ان تخلق المناخ، والامر ذاته ينطبق على التواصل. يجب ان يتم وضع الاجندة من قبل الذين يتواصلون معك، لا الذين يقبعون فوقك. ثانيا، في الحلف المتعدد الجنسيات، يجب عليك ان توسع نطاق التواصل ليصبح امميا حتى يمكن ان توضح الأهداف الرئيسة عبر المناطق الزمنية والأنظمة السياسية. تفكرت حكومة بلير بهذا مليا في كوسوفو، عندما شنت قوات حلف الناتو الحرب على سلوبودان ميلوزوفيتش عام 1999. لدينا جميعا افتراضات عن الناتو. انه علامة كبيرة، لكن مستويات الافراد فيه وهيكليته التي تشكلت في اوقات طبيعية لم تكن ملائمة. وصل الامر الى نقطة قرر فيها كل من الرئيس بيل كلينتون وتوني بلير انه، على الرغم من كون تلك الحرب من جانب واحد، فان معركة العلاقات العامة هي معركة خاسرة، بسبب حرية وسائل الإعلام في الأنظمة الديمقراطية مقابل السيطرة المطلقة للديكتاتور على وسائل إعلامه، اهتمت البلدان بمصالحها الوطنية، لا بالمصلحة الشاملة، ومن ثم صار التعاون العسكري-المدني ضعيفا، وهكذا اتفقنا على ان لا يتم نشر عنوان اخباري عريض بدون موافقة فريق إعلامي صغير، بالنيابة عن قادتهم. قمنا بعقد مؤتمرين إعلاميين دوليين يوميا، ولم نصدر أية اخبار عاجلة بدون الاتفاق على عناوين الأخبار، وبدون تبادل المعلومات بيننا. وتم تبني مثل هذه الأنظمة بعد هجمات 11 أيلول وفي حرب العراق، وكانت ناجحة في مرحلة تصاعد العمليات، ولكن اقل نجاحا بعد الانتهاء منها. وقال القادة العسكريون في كوسوفو لاحقا انهم لم يتمكنوا من التركيز بشكل تام على مهمتهم العسكرية الا بعد ان وضع النظام الاممي لإدارة الإعلام موضع التطبيق. من الصعب التمييز بين الفترة التي سبقت إعلان زيادة القوات في افغانستان وتلك التي تلتها. كان يتوجب ان يتبع زيادة القوات عملية تواصل منسقة بين أقطار التحالف. لم يتم انجاز هذه المهمة بالنشاط والاصرار اللازم، كما ان أنظمة التواصل قد ضعفت منذ الحرب في العراق. ثالثا، هناك حاجة الى تركيز ثابت على الستراتيجية والأسباب الأمنية للحرب، لا يكون الامر سهلا حينما تميل وسائل الإعلام لدينا الى افتراض مكافئ أخلاقي بين الديمقراطية والدكتاتورية او الإرهاب، بينما يكون للدكتاتورية ميزة ذاتية في قدرتها على قول ما تريد، سواء ادعى ميلوسوفيتش اننا القينا قنابل النابالم على المدارس، او انكر علي الكيماوي استعمال العراق للأسلحة الكيمياوية في يوم من الأيام.وفي العراق، تتبع صدام الإعلام الغربي عن قرب واستعمله في دعم حملته لل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram