TOP

جريدة المدى > مواقف > الصحفيون يندبون فندقاً تم تفجيره في بغداد

الصحفيون يندبون فندقاً تم تفجيره في بغداد

نشر في: 1 فبراير, 2010: 05:26 م

ترجمة : عمار كاظم محمدالفندق الرث والذي كان بيتا لجيل من الصحفيين الأجانب تم تفجيره هذا الأسبوع بعملية انتحارية وللمرة الثانية  خلال خمس سنوات ما يعني أن ايامه كملجأ آمن قد انتهت، لقد التقت أمريكا بغداد في بداية حرب الخليج الاولى عام 1991 مع مراسل السي أن أن بيتر أرنيت وتغطيته الحية من اعلى فندق الرشيد
 وبعد العديد من السنوات كانت بداية حرب أمريكية أخرى على العراق حيث تم نقلها الينا بشكل واسع عبر مراسلين يقطنون فندقا آخر هو فندق فلسطين ميرديان وكانت تلك الفنادق قد اكملت مع المراسلين وقائع الحرب على ضوء النيران المخيفة لمضادات الطائرات والتي اصبحت من المعالم المهمة في ذاكرتنا الجماعية.لكن الفندق الذي اسر أو على الأقل آوى الروح الجماعية لجيل المراسلين في حروب العراق كان ذلك البناء الضئيل  فندق الحمراء حيث ظل هذا الفندق الذي يشبه وتدا ذا عشرة طوابق غير انيقة من الكونكريت والزجاج عبر نهر دجلة و لمدة عشر سنوات على الأقل المحور الدائمي للصحافة في العراق. ومثل ما كان محاطا بشدة بالحذر والحراس كان مقرا للعديد من منافذ الصحافة فهو ملجأ وسجن في آن واحد ومكان للجهد والضغط اللامتناهي ومع ذلك فهو مكان للمودة ومناسبات البهجة العابرة ولم يعد كذلك ، فبعيد الهجوم الانتحاري الذي وقع عصر الاثنين عليه فقد تم اخلاء فندق الحمراء والبنايات المحيطة به والتي كانت تحوي العديد من الصحفيين. فالمراسلون الذين عاشوا فيه لعدة سنوات تبعثروا في المدينة فمن الصعب أن تسكن  على الرغم من خسارة المكان الوحيد كبيت ومكان عمل في بغداد لذلك تجد أن بضعة الآف من الناس ماتوا وبضعة الآف أخرى قد تم تهجيرهم ولم يعودوا ابدا .هناك أكثر من ثلاثين شخصا فقدوا حياتهم في سلسلة التفجيرات التي استهدفت ثلاثة فنادق وكان آخرها فندق الحمراء . مع ذلك لا احد من الذين عاشوا أو عملوا هناك منذ عام 2006 يمكن أن ينظر الى خسارة الفندق على أنها لا معنى لها .فقد امتلأ فندق الحمراء بالكثير من الحياة حيث يمثل الكثير من الأصرار والذي سمح له أن يذبل .بدأ مالكوا الفندق بعمليات اصلاح كبيرة لنوافذه المحطمة والازا لة تلال الانقاض وهم يخططون لأعادته الى العمل ،موظف الاستقبال اخبرنا انه دائما يعود للعمل فيه . لكن العديد من الصحفيين الذين تكلمنا معهم يشككون في أن الصحافة الغربية سوف تشعر بالارتياح فيه مرة ثانية وللتجمع في هذا المعلم الذي غدا هدفا للهجمات القاتلة مرتين في غضون خمس سنوات. يقول لورديس غارسيا نافارو من راديو ناشينال بوبلك والذي كان يقطن أحد البيوت عبر الشارع «اعتقد أن اغلاق فندق الحمراء سيترك فراغا حقيقيا « فأين هو المحور؟ والى أين يذهب الناس؟ المراسلون العراقيون والمترجمون والحراس والسواق أحبوا دائما أن يتشاطروا قصص الأيام الجميلة  في فندق الحمراء .وحتى بعد الغزو عام 2003 يستذكر بعض الصحفيين رفاقهم وهم يتشمسون بالبكيني ويقومون بالعاب الماء العشوائية فيما بينهم و حفلات الشواء التي تمتد لليال طويلة فيه. لكن حينما بدأ الوضع الأمني في بغداد بالتدهور حيث بدأت حوادث التفجير والاختطاف والقتل تم وضع الحواجز الكونكريتية الشاهقة حول الفندق وبمرور الوقت جعلت وكالات أن بي سي نيوز  و لوس انجلس تايمز والواشنطن بوست وصحيفة ماكلاتشي والتايمز وآخرون الفندق مقرهم وطوقوا شققهم حيث ترك المراسلون فقط  بصحبة الحراسة المسلحة. العديد من اولئك الصحفيين الذين أمضوا الوقت في بغداد في السنوات الأخيرة استمروا بالعمل على الرغم من المخاطر الكبيرة في الخروج الى المدينة حيث كتبوا وتكلموا بشكل حيوي حول احساس العيش في منطقة كانت قريبة من الحرب الأهلية.الحمراء نفسه كان يقدم غرفا كبيرة وراحة معقولة في منطقة حرب حتى لو كان يستقر على حافة حياة كئيبة بمصعده المقاوم وسجاده الرث وضعف امدادات المياه فيه وبشكل ثابت أنين المولدات الكهربائية لكن الجميع كان يفهم أنها تقف بين زبائن الفندق وحرارة بغداد القاسية.المراسلون ينظرون من غرفهم الى منافذ المدينة في ذلك الصفار اللامتناهي لكن حوض سباحة الفندق المستطيل الكبير تحت نوافذهم يضيئ دائما كالياقوت الازرق. وبالنسبة لصحفيين يعملون 18 ساعة باليوم فان هلاك ورحمة فندق الحمراء كان يتمثل في حضور فريق آخر من الصحفيين  حيث يشتاق الكل الى رفقة القادمين من الخارج  لكن حينما يتحركون خارجا باتجاه منطقة الحرب فان يفقدون بسرعة الاحساس بحقيقته المتصاعدة.في الساعة الثالثة صباحا يمكنك أن تشاهد في أغلب الأحيان مراسلا يذرع المدخل أو ينتظر أن يسمع من محرره.تقول ميغان ستاك أحدى محرري التايمز « انني لأجد نفسي كل يوم تقريبا اكثر صداقة وقربا مع بقية المراسلين الآخرين « ستان و زوجها مراسل صحيفة  ماكلاتشي توم لاسيتر وجدوا الرومانسية في هذا الفندق وكذلك مراسلة أخرى  هي كيمي ياشينو وزوجها  احد مترجمي التايمز سيف حميد اللذان غادرا منذ وقت قليل للعيش في لوس انجلس .مثل تلك الاشياء المريحة هي حالات استثنائية في بغداد ، حيث اصبح الخطر مستمرا بالتزايد ففي احدى صباحات شهر تشرين الثاني من عام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram