علي حسن الفواز(2-2)تعقيدات الوضع الامني العراقي هو الفيصل في تحديد خارطة العلاقات السياسية والامنية التي باتت تتحكم بتوازنات المنطقة، ولعل الاعترافات المنسوبة لما يسمى ب(ابي عمر البغدادي) الذي القي القبض عليه من قبل القوات الامنية العراقية فيما بعد، والتي تقول بانه المسؤول عن مايسمى ب(دولة العراق الاسلامية)المرتبطة بتنظيم القاعدة والاتهام لسوريا والسعودية ومصر بتمويل ودعم العمليات المسلحة في العراق دليل على على هذا الالتباس الذي يحوط بسياسات الدول وعلائقها،
اذ ان هناك جهد سياسي وامني ولوجستي مازال نشطا في احتضان توجهات معادية للوضع في العراق ولاعاقة الواقع الامني واثارة الصراعات الطائفية والقومية بين مكونات الشعب العراقي، فضلا عن ما اشارت اليه احدى الصحف الاميركية بان تنظيم القاعدة قد فعّل ممرا سريا بين العراق وسوريا لعبور مسلحي تنظيم القاعدة منه. وطبعا فان هذه المواقف وكما اشرنا سابقا ترتبط بالعلاقة الخاصة بين هذه الدول وامريكا، اذ ان الحديث عن هذا الموضوع الذي كشفت عنه الصحيفة الاميركية تزامن مع تجدد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا لمدة عام اخر، وهذا مايؤكد على ان العلاقات بين الدول الاقليمية والعراق مرهونة بعلاقاتها مع الولايات المتحدة اولا، ومرهونة بحساسيات طائفية وسياسية وامنية من جهة اخرى ثانيا، اذ ان المرحلة السابقة شهدت واقعا جديد بين العراق وسوريا خاصة مع زيارة سابقة لرئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري بمعية عشرة وزراء بهدف تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والتوقيع على عدد من الاتفاقيات في الجوانب الاقتصادية والتجارية، والتي اشار فيها العديد من السياسيين بانها ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسهم في تطوير التعاون بالمجالات السياسية والامنية والاقتصادية. والتي تمخض عنها صدور بيان مشترك تضمن مجموعة من التوجهات التي جاء فيها(التأكيد على عزمهما على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين وعدم استخدام اراضيهما كساحة لاي نشاط معاد لاي منهما لكن هذه العلاقة تحولت الى نوع من الازمة خاصة بعد زيارة السيد رئيس الوزراء العراقي الى دمشق، وحدوث الانفجارات الدامية في بغداد. هذا التوصيف الامني اعطى صفة رسمية بان تعقيدات الوضع الأمني في العراق لاينفصل عن ازمات داخلية لهذه الدول، ودورها في صناعة اجندات معينة، لكن بالمقابل تظل الكثير من هذه الاجندات السياسية وبعض الفاعليات الدينية والامنية تخرق التوصيف الرسمي الى التصريح بنوع من السياسات والمواقف المناهضة للوضع الجديد في العراق، والتي تكشف بالضرورة عن ارتباطها بعلاقات ومصالح مع قوى داخلية تتبنى خطابا معاديا للعملية السياسية وتشرعن للعنف السياسي والعسكري على انه جزء من المقاومة العراقية، رغم ان هذه المقاومة مازالت غامضة وذات خطاب سياسي غير واضح المعالم. الحضور العربي/الغياب العربي احسب ان زيارة عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية الى بغداد في العام الماضي كانت الخطوة الاولى باتجاه محاولة اضفاء نوع من الاجواء الايجابية على امكانية تنسيق وتطوير العلاقات العراقية العربية، وتجاوز الكثير من المشاكل التي تواجه هذه العلاقات وامكانية تنظيمها عبر مجموعة من الاليات التي ترتبط بقضايا داخلية كاجراء مصالحة واسعة مع قوى غير مشاركة في العملية السياسية، واجراء مجموعة من الاصلاحات السياسية، ناهيك عن الاعتراف بالواقع الامني في الواقع العراقي الجديد والذي اشاد به السيد الامين العام ودعا الى ضرورة تفعيل كل الجهود لانضاجه، مع تامين ارسال مبعوث للجامعة العربية للاشراف على دور رسمي للجامعة في العراق. كما ان مشاركة العراق في مؤتمر قمة الدوحة وحضور نوري المالكي رئيس وزراء العراق هذا المؤتمر، قد شكل تحولا معنويا في اطار تخفيف العزلة السياسية العربية والاقليمية على العراق. وبقدر اشادة مؤتمر القمة العربية بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الامن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واستقرار العملية السياسية بمشاركة اغلب مكونات الشعب العراقي، فان هناك ما يشوب هذه العلاقة والتي تخفظ العراق عليها خلال إصدار البيان الختامي لمؤتمر قمة الدوحة، اذ اهمل البيان مؤشرات التحول في الواقع الامني. وعن تقويم طبيعة العلاقات مع دول الجوار يقول لبيد عباوي(علاقاتنا مع دول الجوار توصف بالعلاقات الجيدة والايجابية والمتطورة، ونحن نشعر بارتياح من خلال تحسن علاقاتنا مع دول الجوار بشكل مضطرد خلال الاشهر الماضية رغم وجود بعض الاشكالات فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والسياسية او مشاكل حدودية او ابار نفط مشتركة) 4 وفي اطار العلاقات العراقية السعودية، فان هذه العلاقات مازالت محفوفة بتعقيدات والتباسات ذات بعد سياسي وتاريخي، وفي اتجاه اخر ذات بعد امني او ما يتعلق بالفقه المفهومي لتوصيف الارهاب والجهاد ودعم بعض الجهات السياسية، ناهيك عن بعض المواقف التي يطلقها بعض جماعة علماء الدين في السعودية ازاء الواقع العراقي او بعض الجهات الدينية العراقية خاصة للمرجعيات الشيعية والتي تعمد الى شكل من اشكال التهييج الطائفي الذي يمكن ان يقود الى انتاج المزيد من العنف الطائفي تحت واجهات طائفية صريحة وفتاوى تكفيرية واضحة. وفي هذا السياق يدخل التوصيف الامني للجما
أزمة التدخلات الامنية.. أزمة الجرح النرجسي
نشر في: 1 فبراير, 2010: 05:33 م