TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المسرح في العراق بين الأمس واليوم!

المسرح في العراق بين الأمس واليوم!

نشر في: 5 سبتمبر, 2016: 09:01 م

3

4- لم يعد للفرق الأهلية الخاصة وجود، تلك الفرق التي كان المسرح العراقي يتباهى بأعمالها التي تنافس اعمال فرقة الدولة . لقد تجمدت انشطة تلك الفرق وتشتت اعضاؤها فمنهم من هاجر خارج البلاد ومنهم من تقاعد او من يئس ومنهم من لم يستطيع انتاج عمل مسرحي حيث ليس لديه مبلغ مالي يغطي كلفة الانتاج كما كان الحال في السابق، ولم تعد وزارة الثقافة تفكر في احياء تلك الفرق ودعمها وتنشيط عملها. ولم يبق الا ما سمي بـ(الفرقة الوطنية للتمثيل) ومن يعمل تحت اسمها ليسوا من اعضائها دائماً وإنما افراد من خارجها يستظلون بظلها، ولم تعد هناك فرق تابعة للمنظمات المهنية كما كان الحال في السابق ولم تعد اقسام المسرح في المعاهد وكليات الفنون تقدم اعمالاً على شاكلة اعمال الأمس في مستواها الفكري والفني العالي. وحتى تلك المجموعات التي يمكن ان تصنف ضمن منظومة المسرح التجاري فان اغلبها غير مجاز بموجب قانون الفرق التمثيلية الساري المفعول. وشكراً للمجموعات المسرحية الناشطة في عدد من محافظات البلاد لاستمرارها في تقديم اعمال مسرحية جيدة احياناً وفي اقامة مهرجانات مسرحية محلية احياناً وعربية احياناً اخرى.
5- ولولا اصرار المسرحيين الحقيقيين في العراق على ان يبقوا حاضرين في الساحة المسرحية العربية والدولية احياناً والمشاركة في المهرجانات خارج البلاد لما التفتت الجهات المسؤولة ولما اهتمت بتلك المشاركات. ولولا الاصرار على التواصل مع المسرحيين في الخارج لما اضطرت دائرة السينما والمسرح لإقامة مهرجانات مسرحية بشكل غير منتظم كما كانت بالأمس.
6- عودة النشاط لمجموعات المسرح التجاري تلك التي يمولها اشخاص من خارج الوسط. والغريب ان فرقة الدولة هي الأخرى راحت تجاري تلك الانشطة وتعتمد على ممولين من خارج كادرها لاسيما وان الميزانية التشغيلية لدائرة السينما والمسرح قد تقلصت كثيراً ما اضطر ادارتها الى الاعتماد على التمويل الخارجي. ويلاحظ اليوم ان اكثر من اربعة عروض للمسرح التجاري تعرض الى الجمهور المتزايد الذي يبحث عن مرفق من مرافق التسلية ليتخلص لساعات من الارهاق ومن القلق ومن الاحزان ولابد من الاشارة الى ان في تلك العروض قواسم ترفيهية مشتركة كالرحلات الغنائية والرقصات الساذجة والنكات السمجة والتشبيهات المعيبة والاعتماد على الحوار المنطوق والافتقار الى الصور المسرحية الموحية.
7- رغم عدم وجود سلطة رقابية على النصوص والعروض المسرحية الا في نطاق ضيق هو نطاق دائرة السينما والمسرح وبما يخص اعمالها المسرحية الا ان هناك سلطة رقابية خفية تفرضها الاعراف والتقاليد ومنها ما هو زائل او مستبدل.
ولابد في نهاية هذه المادة ان اشيد بجمهور المسرحيين الشباب الذين لولا مواصلتهم للعمل المسرحي ومد الانشطة المسرحية بدماء جديدة لحكم على المسرح العراقي بالانتهاء او بالانطفاء. وقد يتساءل القارئ الكريم: إذن ما السبيل الى اعادة الامور الى نصابها الصحيح؟ فستكون الاجابة بالرجوع الى معطيات الأمس وقد يرد بأن الأمس قد فات فأقول نعم ولكن يجب استحضاره وبرؤى جديدة، واذا كنا نريد ان يبقى العراق بلداً حضارياً لا ان يتراجع الى التخلف والعقم فلنعمل جميعاً على استحضار مسرح عراقي اصيل، مسرح يهم الناس جميعاً، مسرح ملتزم بقضايا شعبنا المحروم المكلوم، مسرح بمستوى فني عال، مسرح مكتمل العناصر الدرامية والمسرحية والفنية، مسرح خالٍ من الغموض والتهويم، مسرح يدعو الى تغيير المجتمع الى ما هو افضل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د سمير حنا

    تحياتي أستاذي الكريم اسمح لي أن أقول، انك تنفخ في قربة مثقوبة ومتهرئة . المخرج الدكتور. سمير حنا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram