العراق يستحق الدخول الى موسوعة غينتس للارقام القياسية في تسويف اعلان نتائج اللجان التحقيقية . فبعد كل حادث امني يحصد عشرات الضحايا ، تعلن الجهات الرسمية عن تشكيل لجنة تحقيقية لبيان ملابسات الحادث ، هل يحتاج العراقي الى استرجاع احداث عاشها ، ودفع ثمنها؟ في كل يوم يعلن عن تشكيل لجنة تحقيقية في بلاد "القيق واق" ، الامر لايتعلق بأحداث أمنية ، بل ان هناك لجاناً شكلت للنظر في قضايا مهمة جدا ، سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل في حزيران من عام 2014 مثلا ، لكنها خضعت للمماطلة والتسويف . في اجواء احتدام الصراع السياسي ، يتذكر طرف مشارك في الحكومة الحالية ملف الموصل ، فيدعو السلطة القضائية الى تفعيل اجراءاتها لمحاسبة المسؤولين المدانين ، الدعوة تتناقلها وسائل الإعلام ، ثم تتبدد في الفضاء ، كأنها سحابة صيف ، اما الجهة المعنية بالأمر، فليس امامها الا التزام الصمت ، فهي الاخرى تنتظر مرور السحابة .
بلاد "القيق واق" تستحق الدخول الى موسوعة غينتس ، لانها الوحيدة في الكرة الارضية ، خرابها اكثر من عمرانها ، جماعاتها المسلحة تتفوق على المؤسسة العسكرية الرسمية بالعدد والعدة ، سيطراتها الأمنية تنتشر في كل مكان داخل وخارج الأحياء السكنية ، لحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم ، بحسب تصريحات المسؤولين الأمنيين ، حين يردون على اسئلة تبحث عن جدوى الانتشار الأمني ، فيما تحصل خروقات على مقربة من السيطرات ، إلا أنها لاتحرك ساكناً ، مادام الحادث لايقع ضمن قاطع مسؤوليتها !!
على خلفية حادث تفجير مخزن يضم قذائف كاتيوشا وهاونات في منطقة العبيدي يوم الجمعة الماضي ، قللت جهات أمنية رسمية من الحادث ، وذكرت ان انفجار كدس العتاد، ادى مع شديد الأسف الى الحاق أضرار بمنازل المدنيين ، وشكلت لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث ، لمحاسبة الجهة "المقصرة" . بهذا البرود الرسمي يتم التعامل مع هكذا حدث في محاولة للتقليل من اهميته ، على الرغم من انه خلف ضحايا ، ودمر عشرات المنازل.
في بلاد القيق واق، يقدم المسؤول اعتذارا لجهات مسلحة، تركت ذخيرتها وسط الأحياء السكنية ، اما نتائج اللجنة التحقيقية فهي كالعادة ستخضع للتسويف ، على قاعدة أن الزمن كفيل بجعل المتضررين يفقدون الأمل في الحصول على تعويضات مالية لإعمار خرائبهم .
في بلاد القيق واق، ينتظر المتضررون من العمليات الإرهابية ، والذين تعرضوا لحوادث تفجير واعتداءات ارهابية في سنوات سابقة ، الإجراءات الرسمية المتعلقة بمنحهم مبالغ التعويض ، اللجان المشكلة لهذا الغرض قدرت الأضرار ، وحجم المبالغ ، لكن التنفيذ اصطدم بعقبة قلة الموارد المالية .
المتضررون من حادث العبيدي، ربما سيتسلمون مبالغ التعويض بعد ظهور مذنب هالي ، على الرغم من ان النجمة المعروفة محلياً باسم "ام ذويل" ، يراها العراقيون في ظهيرة كل يوم. رئيس مجلس الوزراء بوصفه القائد العام للقوات المسلحة وجّه عبر بيان قيادة العمليات المشتركة بجرد واخراج المستودعات ومخازن الأعتدة ومعامل تصنيعها خارج المدن، والسيطرة عليها ضمن المعسكرات في بغداد والمحافظات. احدهم سمع البيان وعلق باستذكار اغنية :"توه ارتاح دلالي" ، ليعبر عن سعادة شعب بلاد "القيق واق" .
بلاد "القيق واق"
[post-views]
نشر في: 5 سبتمبر, 2016: 09:01 م