اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وما أدراك ما الادّعاء العام!

وما أدراك ما الادّعاء العام!

نشر في: 5 سبتمبر, 2016: 06:42 م

adnan.h@almadapaper.net

نعم، فما أدراك ما جهاز الادّعاء العام في هذي البلاد؟ .. إنه من أكثر ما يحيّرنا ويدوّخنا. ماهو؟ أين هو؟ ماذا يفعل؟ ما هي مهمته؟ كيف يؤدّيها؟ لماذا لا يشبه أقرانه في بلاد العالم الأخرى، كمصر ولبنان وأميركا وبريطانيا وفرنسا وسواها؟
في هذه البلدان وفي الكثير غيرها، ما أن يقع حادث يُقتل فيه عدة أشخاص وتتدمر أملاك خاصة أو عامة، كتصادم قطارين أو سقوط طائرة أو انهيار ملعب رياضي أو تفجير أو هجوم مسلّح، عادي أو إرهابي، حتى تنقل إلينا محطات الإذاعة والتلفزيون بالبثّ الحيّ المباشر وقائع مؤتمر صحافي عاجل يعقده المدّعي العام (النائب العام) ليقدّم للجمهور كلّ ما لديه من معلومات عن الحادث: أين حصل، ومتى حصل، وكيف حصل ولماذا حصل والاحتمالات المتوقعة لدوافع ما حصل. وبعد ساعات (في اليوم التالي في الغالب) يعاود عقد المؤتمرات الصحفية  لتكملة الصورة، وصولاً إلى مرحلة إحالة القضيّة إلى المحكمة المعنيّة وصدور الحكم الباتّ فيها.
عندنا لا يحصل مثل هذا. ربما كنّا البلد الوحيد الذي لا يبادر فيه المدّعي العام الى إبلاغ الجمهور بوقائع الأحداث الجنائية الكبيرة وتطوراتها التي يموت فيها ويُصاب عدد كبير من الناس. على سبيل المثال، لم نرَ المدّعي العام عندما حدث انفجار مخزن الأسلحة والذخيرة لإحدى الميليشيات في حي العبيدي السكني ببغداد يوم الجمعة الماضي، ولم نرَه قبل ذلك في حادثة الكرادة المروّعة (احتاج الأمر إلى  عدة أيام بعد الحادث وتحت ضغط السخط الشعبي المتصاعد، ليجري الإعلان عن أنّ جهاز المدّعي العام سيباشر تحقيقاته في الحادثة!). الشيء نفسه كان قد حصل في حادثة مجزرة سبايكر قبل سنتين. وثمة العشرات بل المئات من الحوادث المماثلة التي لم يطلّ فيها علينا المدّعي العام بطلّته البهيّة لينوّرنا بما حدث وبما سيتّخذه جهازه من إجراءات للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وهي جميعاً كانت حوادث مروّعة ومدمّرة.
 لا أجد سبباً لعدم ظهور المدّعي العام أمام وسائل الإعلام يوم الجمعة ليزوّدها بالمعلومات اللازمة المتصلة بتفجير مخزن الأسلحة والذخيرة في العبيدي، مع أنّ العديد من الناس قد قُتل أو أصيب فيه، وأن دماراً كبيراً لحق بممتلكات الناس ومنازلهم. نعرف أنّ وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد امتنعتا عن جلاء الحقيقة كاملة في ما يتعلق بالحادثة لأن من شأن ذلك أن يحمّلهما جزءاً كبيراً من المسؤولية عن الحادثة وعواقبها، لتهاونهما في تطبيق القانون الذي يقضي بحصر وجود السلاح وذخيرته في يد قوات الدولة وفي مخازنها ومعسكراتها حصراً.
نحن بلد الألف حادث وحادث سنوياً، ويلزمنا جهاز ادّعاء عام في مستوى هذه الحوادث، لا يتّخذ منها الموقف الأقرب إلى موقف المتفرّج المحتار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو احمد

    أستاذ عدنان حياكم الله رجاءً لاتزعجون المعى العام لانه يفكر وهذه المرحلة ربما تأخذ دورة انتخابية. كامله ،فلا. تلحوا علية لكي لايفز .

  2. سجاد العراقي

    احسنتم المقال

  3. بغداد

    استاذ عدنان حسين انك اشرت في مقالة اليوم على اخطر معضلة في العراق مابعد ٢٠٠٣ وهو اختفاء اهم جهاز قضائي حساس في دولة اذا كانت تمتلك السيادة وهو المدعي العام وجهازه الأستقصائي لمتابعة واستقصاء جميع الجرائم والكوارث التي تحل في البلد فعلاً اين هو ومن هو المس

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram