اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكرّادة . . الفشلُ الأمنيُّ نخبٌ أوّل

الكرّادة . . الفشلُ الأمنيُّ نخبٌ أوّل

نشر في: 6 سبتمبر, 2016: 06:17 م

adnan.h@almadapaper.net

بكلّ يسر، وبمنتهى السهولة وببالغ السلاسة، ضرب الإرهاب منطقة الكرادة ببغداد مجدداً الليلة قبل الماضية، متحدّياً الدولة بكامل سلطاتها وأجهزتها الأمنية بأجمعها وإجراءاتها "المشدّدة" التي قيل إنها قد اتّخذت منذ تفجير تموز الماضي، وهو الأكبر في هذه المنطقة.
هل كانت الإجراءات الأمنيّة مشدّدة حقّاً؟
كلّ الإجراءات التي تعقب العمليات الإرهابية، ومنها الإجراءات المتخذة في الكرادة في الشهرين المنصرمين، غالباً ما تكون مشدّدة في حق المواطنين العاديين مستخدمي الطرق العامة ومرتادي الأسواق. الأجهزة الأمنية قد أدمنت الركون إلى الحلول الأسهل، وأسهل الحلول أمنياً هي القائمة على إغلاق الطرق والشوارع والأحياء السكنية والتشدّد في إجراءات التفتيش والتسبب في الزحام عند نقاط التفتيش، لكنّ هذه الإجراءات لا تشمل في العادة المسؤولين الحكوميين وسياراتهم وأرتالهم، بل يُستثنى منها أيضاً عناصر الأحزاب المتنفذة (الإسلامية) والميليشيات ومواكبهم التي لا يجرؤ حتى ضباط الجيش والشرطة على إخضاعهم للإجراءات الأمنية المشدَّدة خشية العواقب الوخيمة، الفورية منها والآجلة.
 ومن هذا الباب بالذات كثيراً ما يتسرّب الإرهاب وعملياته الدموية المدمّرة إلى أسواق المدن وأحيائها. الإرهاب يمرّ بنقاط التفتيش مُستَقبَلاً  بمثل ما يُودّع به من حفاوة وترحاب وتحايا عسكرية، فأنّى لأفراد الجيش والشرطة المرابطين في نقاط التفتيش إيقاف وتفتيش سيارة حكومية، أو تبدو هكذا بزجاجها المعتّم، والأخرى المثيلة المرقّمة أو غير المرقّمة التابعة للقيادات الحزبية والميليشياوية؟ وأنّى لهم  إلزام ركّابها بالشعار المرفوع في كل نقاط التفتيش: الكل يخضع للتفتيش؟!    
المشكلة مع القيادات الأمنية، ومن خلفها القيادات السياسية، إنها غير راغبة في استعمال هذا الجزء من الجسم البشري المعروف باسم: الدماغ. الدماغ عادة ما يشير إلى الفرد الذي يستعمله على نحو سليم ألّا يجرّب المُجرّب وألّا يعاود الفشل.
قياداتنا الأمنية، ومن خلفها قياداتها السياسية، لا تريد الاقتناع بأنّ عليها تغيير نمط تفكيرها وابتكار طرقاً وأساليب جديدة لحفظ الأمن ومكافحة الإرهاب.
لحلّ المشكل الأمني يجب التخلّي عن كلّ ما هو معتمد الآن وثابت فشله مئات المرات، ووضع نظام أمني جديد يقوم على:
-تسجيل كلّ السيارات والدرّاجات النارية في البلاد وإمهال أصحابها فترة شهر مثلاً للتسجيل، والإعلان عن أنّ عدم التسجيل سيعني مصادرة السيارة أو الدرّاجة واتّهام صاحبها بموجب قانون مكافحة الارهاب.
-اعتماد نظام مراقبة شاملة ودائمة بنشر كاميرات تلفزيونية في كل الشوارع والساحات ومداخل الأحياء السكنية بدلاً من نقاط التفتيش والحواجز وأعمدة الكونكريت التي تسوّر المقارّ الحكومية ومباني المرافق العامة والأحياء السكنية. هذا النظام من شأنه التعرّف على مسارات السيارات المفخخة وواضعي العبوات الناسفة.
-تعزيز هذه الإجراءات بنظام الكشف عن المتفجرات بواسطة سيارات السونار الثابتة والمتحركة.
-منح السلطات الامنية كلّ الصلاحيات اللازمة لإخصاع حتى كبار المسؤولين ومواكبهم للإجراءات الأمنية، شأن سائر الناس، ووقف كلّ معاملة مميّزة أو استثناء للقيادات والعناصر الحزبية والميليشياوية.
إنّ نظاماً يقوم على هذه العناصر سيكون أكثر فعالية وأقلّ كلفة، مالياً، من النظام الحالي المعتمد على نقاط التفتيش التي لم تثبت أيّما فعالية في مكافحة الإرهاب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram