ali.H@almadapaper.net
لا أدري بمن كان يفكر السيد رئيس الوزراء عندما قال: " موضوع الكرادة ما زال قيد التحقيق لمعرفة من أين جاءت السيارة ومن أين دخلت"،
هل كان يفكر في التفجير الذي حصل قبل شهرين ولا تزال دائرة الطب العدلي تحتفظ بعشرات الجثث مجهولة الهوية ، أم في تفجير مدينة الصدر ، أم في تفجيرات ساحة عدن والأعظمية وبغداد الجديدة والسيدية والعامرية والعبيدي ؟ إذا كان في التفجير الاخير الذي حصل ليلة أمس الأول فقد أهدرنا عشرات المليارات على " أمن فضائي " ، وإذا كان يفكر في وعود قيادة عمليات بغداد ، فربما لايتذكر وعود الناطق السابق لقيادة هذه العمليات قاسم عطا حين أخبرنا ذات يوم : "إن العراقيين سيشعرون بثمار قيادة العمليات هذه وكيف انها ستدحر الإرهاب "، وإذا كانت هذه المقولة التاريخية قد صدرت عام 2010 ، فإن نتائجها اتضحت بعد سنوات: "مئات الآلاف من الضحايا ، مدن مستباحة من قبل عصابات الإرهاب ، سيطرات يعتقد القائمون عليها أنّ وجود امرأة في سيارة أجرة ، أخطر على هذه البلاد من سيارات الإرهابيين والمسلحين التي تتجول بكل حرية "، هذه هي ثمار الخطة الامنية التي وعدنا بها قوم دولة القانون .
لا شيء في جمهورية العراق الجديد مثل سائر الأُمم، مئة برلماني في رحلة الى الحج ، وزارة الداخلية لن يقودها إلا قاسم الاعرجي ، عواطف النعمة اختفت في ظروف غامضة ، التحالف الوطني لايزال يعيش أوهام " المجد " ويرفض ان يقرأ الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين.
مدن غارقة في الفساد ويريدونها أن تغرق بفوضى الأمن ، ومسؤولون لا يمتلكون خبرات في التعامل مع ما يجري من أحداث كارثية ، فقط سلاحهم شعارات من نوعية :" كلّ شيء تحت السيطرة " . يريدون منّا أن نتحول الى أسرى خطاباتهم الأمنية ، أسرى لمدن محاصرة من الإرهابيين ، وتنتظر كرندايزر ينقذها أو علم دار يصفّي اصحاب الاجندات ، مثلما أخبرنا ذات يوم " نحس " النائب مهدي الخفاجي.
وإذا كان هؤلاء الفاشلون يحاولون اقتياد المجتمع كله إلى محرقة الارهاب وفوضى الامن ، فإن الرهان يبقى في قدرة العراقيين على رفض أن يتحوّل المجتمع إلى غابة تتناطح فيها قطعان من الوحوش الضارية، لصالح كيانات طائفية مسكونة بالأوهام والاكاذيب .
لا جدل حول سبب الخراب والقتل المجاني ومحاولة تنظيف بغداد من أهلها. كانت بيانات قيادة عمليات بغداد تقول "كلّ شيء تحت السيطرة " ، فصارت اليوم تقول "مازال التحقيق مستمراً "،.
ضحايا التفجيرات يمضون من دون شعور بالأسى والغضب . لقد اعتدنا الدم ، وتبلّدنا وجبنّا .
جميع التعليقات 2
ماركس
اذا ما راجعنا كل خريط فخامة الحاج العبادي المكرر والمستنسخ والفارغ سنجد الغباء السياسي بعينه .. كأنه يحاول يقنع روحه الكل واعي ان هذه الحكومة ليست فقط عاجزة عن حماية المواطنين بل غير ابهة لارواحهم ولانهم تعودوا القمع والذل رخصت لديهم قيمهم الانسانية
ناظر لطيف
وسيظل التحقيق مستمرا حتى يرث الله الأرض ومن عليها أو يقضي أمرا كان مفعولا.وشكرا لكاتب المقال