(المسيح الأعمى) من التشيلي مخيّب للآمال والترقّب
مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي- (فينيسيا) - منذ تأسيسها قبل اثني عشر عاماً، منحت تظاهرة «أيام المخرجين في فينيسيا» السينما العربية والقضايا العربية مساحة حضور هامة. فمن رشيد
(المسيح الأعمى) من التشيلي مخيّب للآمال والترقّب
مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي- (فينيسيا) - منذ تأسيسها قبل اثني عشر عاماً، منحت تظاهرة «أيام المخرجين في فينيسيا» السينما العربية والقضايا العربية مساحة حضور هامة. فمن رشيد مشهراوي إلى سوزان يوسف وصولاً إلى ليلى بوزيد بشريطها المميّز «على حلّة عيني»، والذي أطلق جناج الممثلة الشابة بايا مظفّر، ومنح الموسيقي العراقي الشاب خيام اللامي مساحة إبداع هامّة.
ويعتبر المدير الفني لـ"الأيام" الحضور العربي والقضايا العربية والشرق أوسطية “جزءاً من خاصّية هذه التظاهرة” ويُضيف “لقد أحببت فيلم ليلى كثيراً ، كنت أعرف والدها جيّداً والتقيته قبل بضعة شهور في روما، وليلى مخرجة كبيرة وإنسانة رائعة . لقد عشقنا أنا ونائبي سيلفان أوزو فيلم «على حلّة عيني» لمجرّد المشاهدة الأولى، وفكّرت بأنه فيلم هام لأسباب عديدة، لأنه يروي لنا عن مجتمع خلال عملية تحوّل كبرى، وعن يوتوبيا كبيرة، لكن عبر حكايات أناس حقيقيّين وملموسين وفي فضائهم الملموس، لذا فأنا في غاية السعادة بعودتها إلينا لأن لجنة تحكيم جائزة الاتحّاد الأوروبي «جائزة لوكس» اختارت الشريط ضمن الأفلام الأوروبية الثلاثة والتي سينتخب النواب الأوروبيون واحداً منها ليُمنح الجائزة الأوروبية. أنا مسرور لأن محكّمين أوروبيين اعتبروه ،كفيلم أوروبي، شريطاً تونسياً لم ينسَ أو يغضّ الطرف عن واقعه، أي تونس، وهو فيلم عن الثقافة والموسيقى واليوتوبيا التي يحلم بها ذلك المجتمع. وهذا مؤشر كبير، نعم مؤشر سياسي كبير”. وليست ليلى بو زيد لوحدها من حظيت باهتمام «أيام المخرجين في فينيسيا»، بل امتلكت هذه التظاهرة على الدوام نظرة واهتمام خاصّين صوب السينما التي نُسمّيها بالـ «العربية» والمتوسّطية، وليس ذلك فحسب. أذكر جيّداً أننا عرضنا فيلم رشيد مشهراوي «رسائل من غزّة» وفيلم «حبيبي راسك خربان» لسوزان يوسف. ولمهرجان فينيسيا بشكل عام اهتمام خاص بالسينما العربية، لأنها سينما في حال تطوّر متنامٍ ، أو بالأحرى ينبغي لنا أن نفكّر بمجموعة من «السينمات» ، المتقاربة فيما بينها، فمثلاً عندما يجري الحديث عن السينما الإوروبية، فإننا نتحدّث عن السينما الإيطالية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية وغيرها، لذا فالحديث عن «السينما العربية» إنّما هو حديث ذو بعد سياسي، لكن هناك العديد من الفروقات والتميّزات التي تسم الإنتاج السينمائي في هذه البلدان التي تنضوي تحت الهوية الثقافية العربية”.
وباستثناء الديكتاتور آوغوستو بينوشيت وحاشيته وجزّاريه فأنا أحب كلّ ما يأتي من التشيلي، إلاّ أنني لن أتمكّن من أن أحبّ فيلماً كـ «المسيح الضرير» لكريستوفر مورّي الذي عرضه المدير الفني لمهرحان فينيسيا السينمائي الدولي آلبيرتو باربيرا في اختياراته ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وبالتأكيد لم يكن هناك أي مبرّر فني او ابداعي لعرضه في المسابقة غيرَ التأكيد على أنّ تلك المسابقة احتوت فيلماً من التشيلي، وأنّ باربيرا توقع بأن هذا الفيلم قد يُحقّق بشكل من الاشكال ما حققه فيلم « إبتعد عنّي» للفينزويلي لورينسو فيغاس الذي فاز في العام الماضي بالأسد الذهبي، لكن شتّان ما بين الفيلمين وما بين جرأة «ابتعد عني» وقدرته على سبر دواخل البشر خلال اللحظات الأكثر إشكالية في حياتهم، وبين الضياع المطلق، بكل المعاني، للشريط القادم من التشيلي، الذي لم يخلُ من النوايا الحسنة ومن رغبة التأكيد على ضرورة البحث عن الرب في دواخلنا، لكنه فعل ذلك بشكل جعل من ذلك البحث الضروري ضياعاً في الغبار. مايكل شاب فقد امّه عندما كان صبياً وتحوّل والده إلى مدمن على الخمر. يشعر مايكل في قرارة نفسه بأنّه قادر على الإتيان بالأعاجيز وعلاج المرضى والموبوئين، كما فعل يسوع المسيح. أهل قرية مايكل يسمّونه «مسيحاً»، لكنّهم يعتبرونه ممسوساً ومجنوناً ويقسون عليه. وحين يكتشف بأن صديق طفولته أصيب بحادث في ساقه، يرحل مايكل صوب قرية صديقه حافي القدمين مترب الرأس والثياب، ويلتقي خلال مساره اناساً عديدين ويبيت في العراء وعاشر امرأة تتجاهل هوسه الديني وتنظر اليه كإنسان وكرجل. وحين يحاول تحقيق معجزته بعلاج ساق صديقه يفشل مايكل فشلاً ذريعاً، ويعود ادراجه، مقتنعاً بما أسرّ به اليه احد الاشخاص الذين التقاهم في مساره، "فإذا كنت تبحث عن الرب، عليك ان تبحث عنه في داخلك وحواليك في الناس الذين يِحيطون بك". فيلم لم تكن صورته سيئة بالمطلق، لكن المخرج استطال به مُبْطئاً إيقاعه عن عمد ليُكيل من مدّته، وكان يكفي لما كان يودّ قوله ان يُنجز فيلماً قصيراً، وربما لو كان الفيلم قصيراً لمكّن التكثيفُ المخرجَ من تحقيق عمل مختلف، إلاّ أنه قرّر أن يُنجز فيلماً روائياً طويلاً.
و بعد انقطاع سبع سنوات، يعود توم فورد للإخراج السينمائي بفيلم «نوكترنال أنيمالز» (حيوانات ليلية) الذي شهد مهرجان البندقية السينمائي عرضه الأول أول من أمس، ووعد مصمم الأزياء أنه لن ينتظر فترة طويلة مماثلة قبل طرح عمله المقبل.
وقال على هامش المهرجان : "افتتحت مائة متجر ولدي طفل ولدي حياتي... ولم أجد المشروع المناسب لسنوات. وأضاف: لذلك آمل بأن أطلق الفيلم المقبل بعد ثلاث وليس سبع سنوات". وتؤدي إيمي أدامز دور البطولة في الفيلم الذي تجسّد فيه شخصية مالكة معرض فني تتعرض لاضطرابات نتيجة رواية من زوجها السابق تلقتها عبر البريد. والفيلم واحد من بين 20 عملاً سينمائياً تتنافس على جائزة «الأسد الذهبي» المقرر إعلانها في العاشر من أيلول الجاري في أقدم مهرجان سينمائي في العالم يُنظر إليه باعتباره منصة انطلاق موسم الأوسكار.
وأثار فيلم المخرج الايطالي غابرييلي موتشينو الكثير من الفضول وامتلأت قاعة العرض بالجمهور الشاب خلال عرض فيلم «الصيف في داخلنا» الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية في الدورة الثالثة والسبعين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
حضر المخرج برفقة شباب فريق عمله الذي يروي عن رحلة مجموعة من الاصدقاء في الولايات المتحدة بعد النجاح في الثانوية. وقد أُنجز الفيلم بنيزانية صغيرة قياساً الى الميزانيات الاعتيادية. وموتشينو هو احد المخرجين الايطاليين الذين ابتدأوا مسارهم في منتصف تسعينات القرن الماضي وحقق نجاحه الاكبر بفيلم «القبلة الأخيرة» ، وانجز موتشينو احد افلامه في الولايات المتحدة برفقة النجم الهوليوودي وول سميث.