TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: إحياء ذكرى اغتيال الحريري

خارج الحدود: إحياء ذكرى اغتيال الحريري

نشر في: 1 فبراير, 2010: 06:08 م

حازم مبيضينيحيي اللبنانيون منتصف هذا الشهر ذكرى الشهيد رفيق الحريري، وبينما تستعد قوى 14 آذار لليوم المنتظر بحملة واسعة لحشد الجمهور المؤيد لها، فان رئيس الحكومة سعد الحريري يتعرض للكثير من الضغوط، التي جاء بعضها على شكل نصيحة، للتغاضي عن إحياء المناسبة شعبياً،
 والإكتفاء بلقاء يضم شخصيات نخبوية في مكان مقفل، حفاظاً على أجواء التهدئة في البلاد، خصوصاً وأن إحياء الذكرى، مرتبط في أذهان اللبنانيين بالخطاب السياسي المندد بالتدخل السوري، والرافض لهيمنة حزب الله على مجريات السياسة اللبنانية الرسمية، وبغض النظر عن زيارة الحريري الابن لدمشق وترؤسه حكومة يشارك فيها حزب الله. يغيب عن التحضيرات وبشكل ملفت للنظر وليد جنبلاط، متذرعاً بقرار اتخذه حزبه والتجمع النيابي الذي يترأسه، وليس غريباً هذا الغياب بعد أن باتت كل الخطوات محسوبة بدقة متناهية بهدف وصول جنبلاط إلى دمشق، التي كان إلى وقت غير بعيد من ألد أعدائها، صحيح أن السياسة لاتحتمل جمود المواقف، وأن السياسي يبحث أولاً عن مصالحه، لكن الصحيح أن كثرة التقلب تفقد السياسي صدقيته، ليس بين من يتعامل معهم، وإنما وهذا هو الاخطر والاهم، بين جمهور مؤيديه، ولن يكون مجدياً لوليد بك تحدره من عائلة ذات نفوذ، أو أنه نجل كمال جنبلاط، لان سياساته الحالية ومواقفه تتناقض مع ما كان يفترض أنه إرثه الذي يستند إليه في زعامته الحزبية والطائفية. قوى 14 آذار تفخر بما أنجزه اللبنانيون خلال السنوات العشر الماضيات بانجازهم المصالحة الوطنية، والتخلص من النظام الأمني، وتحقيق الانسحاب السوري وما تلاه من إقامة علاقات ديبلوماسية مع سوريا، وكل ذلك مترافق مع نجاح الانتخابات التشريعية في وقت كان الكثير يعتقدون أنها ستكون مناسبة لتفجير الاوضاع القلقة، وهي تطمح اليوم للحفاظ على هوية لبنان العربي، وتسعى لفرض سيادة الدولة على جميع أراضيها وتحميلها وحدها المسؤولية عن الدفاع الوطني، على أن تدعم حق الشعب الفلسطيني وتتمسك برفض التوطين، وباختصار يمكن القول إنهم يسعون إلى دولة العدل والحرية والديمقراطية. الذين ينتقدون تحرك القوى الوطنية اللبنانية لاحياء ذكرى استشهاد الحريري، باعتباره استغلالاً للشهادة، يتجاهلون أن عدم استثمار المناسبات الوطنية، وإن كانت مؤلمة، بهدف توحيد اللبنانيين ليس أكثر من غباء سياسي ووطني وأخلاقي، ويتجاهلون سعي قوى 14 آذار للبقاء كتلة فاعلة في الحياة السياسية، لان انفراط عقد هذا التحالف – لادخل لانسحاب جنبلاط منها بالموضوع – يعني فقدان لبنان المستقل السيد الحر، ويعني سيطرة قوى خارجية على وطن الأرز، تتجاهل أحلام وطموحات اللبنانيين، التي يبدو جلياً أن هذه القوى تحافظ عليها، في وجه كل المزايدين، دون أن تفقد بوصلتها، ووجهتها العربية، وهي الوجهة التي نرى أن ليس أمام لبنان سواها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram