اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع: الجاني... والقانون والأدوية القاتلة !!

قضية الاسبوع: الجاني... والقانون والأدوية القاتلة !!

نشر في: 19 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

وسط الشوارع  العامة والأسواق المكتظة في بغداد تقع عيناك على أقراص وزجاجات دواء تفترش الأرض والطاولات بشكل عشوائي، وعلى مَن يرغب في دواء معيّن أن يبحث عنه وسط أكوام الأدوية، فهذا للصداع وذاك لتقوية الأعصاب  المرتخية وآخر لزيادة النشوة الجنسي

وسط الشوارع  العامة والأسواق المكتظة في بغداد تقع عيناك على أقراص وزجاجات دواء تفترش الأرض والطاولات بشكل عشوائي، وعلى مَن يرغب في دواء معيّن أن يبحث عنه وسط أكوام الأدوية، فهذا للصداع وذاك لتقوية الأعصاب  المرتخية وآخر لزيادة النشوة الجنسية ، وهو مشهد أصبح مألوفاً على أرصفة الكثير من شوارع ومحال  بغداد!

• الفساد والأدوية
أدى الفساد المستشري داخل الدوائر الحكومية إلى ظهور مافيا متخصصة في بيع الأدوية المدعومة حكومياً وتسريبها من صيدليات ومذاخر الدولة إلى  الصيدليات والباعة الجوالين .
ووسط هذه الكميات الهائلة من الأدوية غير الصالحة ، تتهم وسائل إعلامية في العراق شخصيات تابعة لميليشيات مسلحة، بسرقة الأدوية بطرق احتيالية وبيعها للمواطنين، ما يعني أن المريض الذي يقتني هذه الأدوية هو في الحقيقة يتجرَّع موته .
وتفاقمت مشكلة الأدوية الفاسدة منذ عام 2003  بعد تدمير قوات الاحتلال للمؤسسات العراقية واختفاء الرقابة، فوجدت الأدوية الفاسدة والمغشوشة طريقها إلى باعة الأرصفة بدلا من الصيدليات.
إذا لم تمت جرّاء انفجار أو عبوة ناسفة، فإنك حتماً ستلقى حتفك بالأدوية والحقن القاتلة .

• صعوبة كشف الأدوية القاتلة
ذكر لي أحد الأطباء قبل ايام أن المشكلة الخطيرة تكمن في صعوبة تعرّف المريض على حقيقة هذه البضاعة القاتلة، بسبب قيام العصابات باستيراد علب أدوية من الخارج وتغليف أدويتها المغشوشة، وهو ما يجعل المريض يعتقد أنها أدوية أجنبية ، مؤكدة وجود أنواع من الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية تُباع في الصيدليات وعلى أرصفة الشوارع، وقد تسببت في وفاة العديد من المرضى نتيجة تعرضهم لمضاعفات خطيرة .
وقال لي احد  المواطنين في مستشفى اهلي  الذي توفي ابنه إثر حقنة منتهية الصلاحية في أحد مستشفيات بغداد “إذا لم تمت جراء انفجار أو عبوة ناسفة، فإنك حتماً ستلقى حتفك بالأدوية والحقن القاتلة” .
وكانت وزارة الصحة قد اعترفت قبل اشهر بوجود أدوية وعقاقير فاسدة يتم تصنيعها داخل المنازل ولا سيما في العاصمة بغداد ، كما أقرّت أيضا بوجود عصابات تقوم بتصنيع الأدوية في العديد من مناطق العراق وبيعها للمرضى بأسعار زهيدة .    

• دواء بالرشوة
 وتؤكد ذلك احدى المواطنات التي رفضت ذكر اسمها  “أن المتاجرة بأدوية منتهية الصلاحية أو فاسدة ظاهرة منتشرة سواء في بغداد أو في باقي المحافظات العراقية”، لافتة إلى أنها تقطع مسافة 20 كيلومترا لشراء دوائها من صيدلي تثق فيه ”. وقال لي صاحب  صيدلية قريبة من منزلي  إن “استمرار العمل بنظام استيراد الأدوية وعدم فتح منافذ تصنيع جديدة سيجعلان العراق عرضة للتخلف وعدم التطور”. وألقى مسؤولية الوضع السيء في ما يخص تصنيع الأدوية على سياسة الدولة، معتبرا أن صيادلة العراق كانوا الأوائل بين دول المنطقة في التصنيع والتشخيص.
وقال ابو حسين بائع أدوية في سوق مريدي “ لن تستطيع الأجهزة الأمنية أن تصادر أدويتي . هل هناك مَن يستطيع أن يحد من انتشار الأسلحة والعصابات  في إشارة إلى دعمه من قبل  عصابات بيع الأدوية المنتشرة في بغداد ؟
ويواصل أبو حسين حديثه “ أنا اعمل في بيع الأدوية منذ سنوات وهناك عصابات تموِّن لي الأدوية وتحميني من مفتشي وزارة الصحة  ما يعني أن مافيات الادوية تقوم بدور كبير ومباشر في تسريب الأدوية من المذاخر الحكومية وتزويد الباعة بها! وقال علوان الذي افترش الرصيف في منطقة الميدان عارضا بضاعته، “نحصل على بضاعتنا من أصحاب المذاخر التي تبيع الأدوية بسعر الجملة ونحن نبيعها بأسعار أقل من أسعار الصيدليات الرسمية، لأننا لا ندفع إيجاراً ولا ضرائب  لذلك فالسعر أو الربح الذي نحصل عليه نراه مناسباً ”.
بائعو الأدوية على الرصيف لا يمتلكون أية معرفة طبية، بل إنهم لا يحسنون قراءة الوصفة ويجهلون كيف ومتى تستهلك بضاعتهم ؟

• الأطباء ماذا يقولون؟
طبيبة الصحة العامة سحر عزيز  أكدت أنها شاهدت لدى باعة الأرصفة  أدوية تم استيرادها خصيصا لوزارة الصحة، ويفترض أن تصل إلى المواطن من خلال وصفة طبية حكومية، مشيرة إلى أن هناك طرقاً ملتوية عديدة تتسرب من خلالها هذه الأدوية إلى الباعة. وتقول: “يحصل في بعض الحالات أن يشترك الأطباء والممرضون والصيادلة في مثل هذه الممارسة غير الأخلاقية، وأحيانا يتم تزوير وصفات طبية تسهل من تسريب الأدوية بشكل يبدو قانونيا”. وأكدت قائلة “في مرات عديدة افتُضحت هذه السرقات، وتمت مواراتها بعد تهديدات كشفت وجود عصابات ومافيات  تشترك في هذه الجرائم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram