بغداد/ آكانيوزلم تتوقع العريف كهيدس، المجندة الأميركي ة في العراق، من أصول لاتينية، أنها ستلتقي يوما بالرجل الذي سيشاركها حياتها وان تتزوجه اثناء عملها بين صفوف الجيش الأميركي . فالمجندة التي تركت ابنتها الصغيرة اناليس بين يدي عائلتها كي ترعاها أثناء غيابها والتحاقها بالجيش الأميركي ،
دق قلبها لجندي يحمل الرتبة ذاتها ويدعى العريف اوليفرز، الذي بدوره عاش ظروفا مشابهة لظروفها وترك ابنته الوحيدة مكنزي لدي عائلته في الولايات المتحدة كي ترعاها قبل مغادرته إلى العراق. تقول كهيدس بحسب وكالة (آكانيوز) "كانت ظروفنا متشابهة وكنا نحكي لبعضنا بعض الأشياء الخاصة عن حياتنا التي تركناها خلفنا قبل قدومنا الى العراق، فشعرنا بالانجذاب لبعضنا وقررنا الزواج وفعلا تم ذلك قبل ثلاثة اشهر". كهيدس لم تر ابنة اوليفرز وجها لوجه، لكنها تحكي معها بشكل مباشر عبر الهاتف وتحاول التعرف عليها عن قرب وتؤكد "ابنتي صغيرة وهي لا تفهم مسألة كوني بعيدة عنها، وابنته أكثر إدراكا منها فتشرح لصغيرتي الموقف وتفهمها إننا لا نستطيع القدوم لرؤيتهم يوميا بسبب بعد المسافة". ويتحدث اوليفرز عن الصعوبات التي يواجهها الصغار في فهم حياة الكبار وتعقيداتها والتضحيات التي يقدمونها لأجل صغارهم ويقول "إنهم يعتقدون إننا نبعد عنهم ساعة واحدة، ولا يستوعبون إننا نتحدث معهم عبر مسافة شاسعة تفصل بيننا المحيطات والقارات". ويضيف "لقد وعدت ابنتي بحضور عيد ميلادها بعد أربعة اشهر، وسنعود الى هناك قبل هذا الموعد، واريد ان افي بوعدي لها". وعن تجربة الزواج في الجيش يقول الجنديان ان الزواج وفر لهما فرصة للاقتراب اكثر من بعضما والشعور بمساندة احدهما الآخر،اذ يمر الوقت بشكل اسرع مما لو كان الجندي وحيدا ،لكن هذه التجربة تحمل بين طياتها بعض السلبيات. وتقول كهيدس "اشعر حقا بالمساندة والطمأنينة لان الرجل الذي أثق به موجود بجانبي، ونستطيع الاعتماد على بعضنا، فنحن نلتقي أثناء الغداء ونتحدث الى بعضنا ونغادر الى غرفتنا بعد انتهاء العمل". اما العريف اوليفرز فيبرر حديثه عن سلبيات الزواج في الجيش بالقول "نضطر الى المشاجرة في احيان كثيرة تحت ضغوط العمل، ورغم الحب الذي يجمعنا والمساندة التي نشعر بها ازاء بعضنا، الا ان المشاجرات تحدث غالبا بيننا". ويصف حياتهما داخل غرفتهما في المعسكر بأنها طبيعية وتحمل بعض المفارقات فزوجته تحب ان تضع كل شيء مكانه، اما هو فيعشق الفوضى واليوم بات عليه ان يتعلم كيف يرتب الاشياء، كما انها نظيفة جدا وتهتم بدقائق الامور. وتقاطعه كهيدس بالقول "نعم انه فوضوي لكنه بدأ يتعلم شيئا فشيئا، إذ لا يوجد إنسان كامل". ورغم نجاح تجربة زواجهما داخل المعسكر والايجابيات التي شعرا بها نتيجة هذا الزواج، الا ان الزوجين يرفضان ان تدخل احدى بنتيهما الجيش مستقبلا او تتزوج من جندي". وعما يخطط له الزوجان بعد عودتهما الى الولايات المتحدة تقول كهيدس "سأترك الجيش وأتفرغ للإشراف على تربية الفتاتين، فهما بحاجة لي، لاسيما وان ابنته ستدخل المدرسة بعد شهور قليلة، اما هو فسيكمل مشوار عمله في الجيش". وتشير الإحصائيات الرسمية لوزارة الدفاع الأميركي ة الى حدوث حالات الزواج بين عشرات الجنود والمجندات الذين يؤدون الخدمة في العراق وفي أفغانستان، فضلا عن نشوء بعض قصص الحب بين الجنسين اثناء الخدمة ينتهي بعضها بالزواج وترك احد الزوجين العمل في الجيش.
زواج مجندة من أصول لاتينية بجندي أميركي في معسكر بالعراق
نشر في: 1 فبراير, 2010: 06:16 م