يخوض منتخبنا الوطني للناشئين لقاءه الثاني ضمن المجموعة الثالثة لنهائيات آسيا المقامة في الهند عندما يواجه نظيره الماليزي اليوم الأثنين في مباراة مهمة ليس لقوة الخصم، بل لتأكيد الإصرار على حسم التأهل للدور الثاني واستمرار استعراض مفاتن القوة الفنية لمنتخب الليوث عبر تقديم لوحة كروية ممتعة تزيد من رصيد الترشيحات له للذهاب بعيداً نحو ملامسة اللقب القاري لأول مرّة بعد أن عجزت الاجيال السابقة من الظفر به .
إن مَن شاهد أبناء المدرب جثير وهم يروضون الشمشون الكوري المرشح الدائم لحصد البطولة ويقتنصون منه نقاط المباراة الأولى لا يستغرب من حزمة التفاؤل التي ذهبت باتجاه امكانية اعتلاء منصة التتويج وخطف الكأس ، وقد يكون الثبات والإصرار وكسر حاجز الرهبة هي مفاتيح اسهمت في فرض واقع جديد جعل من المنتخب الكوري فريقاً  لا يمتلك السطوة والقدرة بالتحكّم في نسق المباراة أو تسييرها وفق أسلوبه المعتاد فظهر مقيّداً ومرتبكاً في بعض الاحيان ليس لضعف امكانية لاعبيه، بل لقوة الليوث وانضباطهم التكتيكي العالي الذي إذا ما استمرّ بذات الالتزام والرغبة  سيكون الطريق سالكاً لهم نحو تحقيق الهدف بالترشّح لنهائيات كأس العالم أولاً ومن ثم اقتناص اللقب.
ربما لا يكون خافياً على الملاك التدريبي بعض الملاحظات والثغرات التي ظهرت علي أداء منتخبنا أمام المنتخب الكوري والتي تتطلب تحركاً سريعاً من أجل معالجتها وصولاً الى أقصى درجات الانسجام والجاهزية لمواجهة بقية المنتخبات. وقد يكون سوء التمركز لخط الدفاع وضعف المراقبة داخل منطقة الجزاء اضافة الى التحرّك الخاطىء لحارس المرمى وخروجه المتكرر دون حسم الكرات العالية  أهم النقاط التي لابد من تجاوزها مع أعطاء جرعات توجيهية اضافية لترصين الجانب المعنوي والفني وترفع من درجة  تركيز اللاعبين داخل الميدان.
إن حصد نقاط مباراة المنتخب الماليزي من دون النظر الى أهمية السعي بتقديم أداء عالي المستوى ومحاولة تسجيل وفرة من الأهداف سيكون خطأ حسابياً خاصة أن هناك متغيّرات ربما ستطرأ على ترتيب فرق المجموعة في حالة فوز المنتخب الكوري الجنوبي على المنتخب العُماني تؤجّل حسم المتأهلين الى الدور الثاني لحين الجولة الثالثة ، وهو ما يعني عملياً أن الحصول على ست نقاط من مباراتين لا يعني بالضرورة ضمان الانتقال للمرحلة القادمة وإن فارق الأهداف قد يلعب دوراً في تحديد المنتخبات المتأهلة الأمر الذي يتوجب على الملاك التدريبي واللاعبين التفكير به هو كيفية حسم اللقاء مبكراً وزيادة الغلّة من الأهداف تجنّباً لأية مفاجأة في اللقاء الأخير لا سمح الله.
باختصار .. ليوث الرافدين أمام مهمة كسر كل القيود التي واجهتهم من بداية رحلة الاستعداد الخجولة وشح الدعم المالي والمعنوي ومروراً بسوء التنظيم الإداري للبلد المضيف  والتأكيد على أن الانجاز يولد فعلاً من رحم المعاناة وانهم منتخب الشعب وتحدّوا الصعاب من أجل اسعاد الشعب ، فلا فضل لاتحاد أهمل في تجهيز وإعداد لائق لجيل يمثل المستقبل، ولا جهات معنية ساندت وتركت بصمة لها في سجل المسؤولية المهنية والوطنية .. انجاز إن تحقق إن شاء الله سيكتب لصانعيه من ملاك تدريبي ولاعبين فقط لاغيرهم.