TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تلويحة علي الدباغ

تلويحة علي الدباغ

نشر في: 18 سبتمبر, 2016: 06:48 م

ali.H@almadapaper.net

لا أحد يتذكر علي الدباغ اليوم، وعندما تتذكره عزيزي القارئ فحتما أنت تعرف بماذا يذكّرك ، وما هي الأوصاف والنعوت التي تلحق به، خصوصا إذا تذكرت ما فعله مع صفقة الأسلحة الروسية ، ورغم أن الرجل حلف بأغلظ الأيمان انه لا يعلم شيئا عن كواليس هذه الصفقة، وانه لايزال يعاني من الصدمة، حين اكتشف ان رجالاً أعزاء على قلبه مثل نوري المالكي وسعدون الدليمي ، خدعوه وأكلوا عليه عمولته ، وباعوه للجنة النزاهة ، التي أنصفت الحاج علي الدباغ ومكّنته من أن يعوّض خسارته بأن يبيع لقاءً تلفزيونياً مع طارق عزيز إلى قناة العربية ، ولمن لا يعرف الحاج جيدا فهو رجل بسبع صنائع - فهو حسب سيرته المنشورة في موقعه الرسمي حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية ، و ماجستير علوم هندسية ، والتلوث البيئي ،ودكتوراه في إدارة الأعمال ، وخبير في شؤون المرجعية ، وماجستير في الحاسبات ، ورياضي وإعلامي وفوق هذا كله حاج - إلا أن بخته ليس ضائعا ، فخلال فترة ست سنوات هي مدة إقامته في الحكومة ، استطاع أن يجمع بالحلال ، مبلغاً بسيطاً لايتجاوز ملايين " قليلة " من الدولارات ، كلها إكراميّات ومقاولات وصفقات ، لكن الجديد أن السيد الدباغ يعود بصورة على الفيسبوك تقطر " إيمانا وتقوى " وهو يلوّح  لبعض زملائه من حجّاج البرلمان  ، ليذكّرنا بنفسه ونتذكر معه الـ8 سنوات التي هي الأسوأ في تاريخ العراق منذ عام 2003.
الدباغ الذي يعيش في الإمارات العربية ، ويتنقل بين عواصم العالم يتابع أعماله التجارية ، يحرص منذ مدة على عدم الظهور العلنى، والمقرّبون منه يقولون إنّ الرجل لايريد أنْ يقدّم خبرته للجيل الجديد من السرّاق ، المهم أنّ السيد الدباغ لم يبلغ من العمر أرذله، حتى يفكر في الزهد والاعتزال، ، هو فقط في الستين من العمر، وهي سنّ ليست كبيرة بالمعايير البرلمانية العراقية ، ولهذا يمكن ان يحظى بفرصة جديدة ، ورغم انه يعرف جيدا أنه في أذهان العراقيين مرادف للفشل والخراب ، وإلّا ما تورط ونشر صوره الجديدة وهو يلوّح مرّة ، ويتقمّص دور التقي الورع مرة أُخرى ، لأنه –للأسف- لايعرف أنّ العمل السياسي ، ليس به سيرة حسنة وأخرى سيئة، وإنما هناك سيرة ناصعة يستطيع صاحبها الدفاع عنها، ، وسيرة سيئة من الأفضل لصاحبها أن يختفي عن الأنظار ، وأن يساعد الآخرين على
نسيانه.
منك لله يادباغ ، ألا تدري وأنت تنشر صورتك الطريفة، بأنك قلّبتَ علينا مواجع توهّمنا أننا نسيناها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram