خصصت صحيفة "Evening Standard" اللندنية صفحتها الأولى للائحة من الخمسة والعشرين الأوائل بين ألف شخصية لندنية مبدعة (The Progress 1000)، في ميدان "تشكيل مستقبل المدينة" ليحتل صادق خان، محافظ لندن، وهو الباكستاني المسلم، المرتبة الأولى، متخطياً العائلة المالكة (المرتبة الثالثة) ورئيسة الوزراء تيريزا ماي (المرتبة الثانية) والنجم الأولمبي مو فرح (المرتبة الرابعة).. و...إلخ من لائحة مبدعي لندن من علماء وكتاب وفنانين وتقنيين وسياسيين وسائر ميادين الابتكار والإبداع.
اختير صادق خان، ابن المهاجر سائق حافلة النقل العام، شخصية أولى، بعد أن وصفته الصحيفة بـ "أكثر الشخصيات اللندنية تأثيراً".
منذ فوزه الدراماتيكي، لصعوبة المنافسة الانتخابية مع شخصيات جديرة أخرى، وضع هذا البريطاني، الباكستاني الأصل، برنامجه الطموح، لكن الواقعي، لرسم مستقبل أفضل لواحدة من أعرق عواصم العالم وأكبرها، بما في ذلك "تحسين نوعية الهواء" إلى جانب جعل أسعار البناء والبيوت أرخص، خصوصاً بعد أزمة الخروج/الدخول من وإلى كتلة الاتحاد الأوروبي.
رئيسة الوزراء الجديدة، بعد استقالة ديفيد كاميرون، كانت أقرب منافسي خان الذي تجاوز العديد من المبدعين والمشاهير مثل خبيري محرك البحث (Google) ديميس هاسبس والفيس بوك نيكولا مندلسون ورائد الفضاء تيم بيك، الذي عاد من رحلته الفضائية في حزيران (يونيو) الماضي، ومعهم عدد من الموسيقيين والسينمائيين.
مدير شبكة المواصلات مايك براون كان ضمن لائحة الخمس والعشرين شخصية لامعة بعد سنة كاملة من عمله على تحديث مترو الأنفاق واستحداثه المترو الليلي (يستمر حتى فجر اليوم التالي) لأول مرة في تاريخ لندن.
قال صادق خان إثر نشر اللائحة: "إنه لشرف عظيم أن تختارني هذه الصحيفة على رأس لائحتها السنوية لمبدعي لندن، إذ ان هناك الكثير من الملهمين والمبدعين والأبطال، سيكونون على لائحة الألف مبدع، أهنئهم جميعاً لأنهم الدليل الحي على أن لندن تقود العالم في ميادين التقدم الإنساني".
سميت اللائحة بـ (The Progress 1000)لأنها ستضم ألف شخصية من رواد الإبداع والتقدم والتغيير، وما لائحة الخمسة والعشرين إلا البداية.
***
سأمنع نفسي من إجراء أية مقارنة.
لكن الإشارة واجبة إلى أن تقدم البلدان يقترن بالعقول المبدعة التي حظيت بـ "المكان المناسب" الذي يتيح لها أن تبدع في ميادين العلم والفكر والفن، في مناخ من الحرية والعدالة والتقدير، حيث يصب مجمل كدح تلك العقول في خدمة البلد في نهاية الأمر.
لم تبلغ لندن، أو أية عاصمة لدولة كبرى، ما بلغته بسبب طفرة وراثية أو معجزة إلهية، بل نتيجة تراكم الإبداع المحلي وإخلاص القادة لوطنهم، وفصل الدين عن الدولة، مع فائق الاحترام لكل الأديان وحرية كل شخص في اختيار ربه ونبيه وإمامه، بمعزل عن السياسة والإكراه والتخويف وشراء الذمم والأصوات الانتخابية والعمل التقني العام (وتلكم هي العلمانية)، رغم أن بريطانيا مرت بويلات كبرى كالعصور المظلمة التي وصفها المؤرخ الإنكليزي جيبون بـ"بألف سنة من الهمجية والدين" ومحاكم التفتيش (لاكتشاف معارضي الكنيسة ومعاقبتهم) والحربين العالميتين الأولى والثانية، ثم حرب الفوكلاند ضد الارجنتين.
***
إذا منعت نفسي من إجراء أية مقارنة فلم أستطع منعها من تذكر سيزيف العراق المعاصر (عبعوب) رغم أنه لم يفلح بتحريك صخرة سدت مجاري بغداد ذات يوم ليفيض مركز العاصمة بنجاح ساحق!
محافظ لندن.. الأول على مبدعي العاصمة
نشر في: 19 سبتمبر, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)