يخوض نادي القوة الجوية اليوم مباراته الثانية في إياب ربع النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم أمام الجيش السوري في الدوحة حيث سبق وأن انتهت مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي بهدف وحيد في مباراة لم يكن لممثلنا الوحيد فيها ما يؤكد أحقيته في التنافس ومقارعة فرق آسيا الموازية له في المستوى والظروف ، ومع تذكير المدير الفني للجوية الكابتن باسم قاسم بأن المباراة الأخيرة حاسمة وستلعب بطريقة مغايرة عن مباراة الاسبوع الماضي بجميع الظروف والاحوال مع ضرورة استعداد الفريق نفسياً وبدنياً لحسمها والتأهل الى نصف نهائي الاتحاد الآسيوي ، فإن حقيقة الأمر لا تدعو الى الاطمئنان بمجرد حديث الكابتن قاسم الذي غلبت عليه صفة النمطية والسير على السياق العام في مثل هذه الظروف، ولو تتبعنا حديث مدرب الجيش السوري احمد الشعار وما اطلقه من تصريحات حول مباراة اليوم سنرى نسخة متطابقة من حديث الكابتن باسم قاسم وتوقعه لمباراة مثيرة تحدد المتأهل وانه عمل ما بوسعه لتهيئة اللاعبين لهذه المباراة لأجل تجاوز الجوية واكمال المشوار نحو اللقب.
على قدر تعلق الأمر بنا كإعلام وجمهور عراقي نرى أن الجوية بثقله مطالباً اليوم أكثر من أي موقف مضى لأجل تأسيس قاعدة من الانجازات توازي عمق وتاريخ هذا النادي الكبير الذي يستطيع بما هو متوفر لديه من امكانات ونجوم كبار وإدارة من إعادة الهيبة للاندية العراقية التي غادرت منصّات التتويج الفقيرة اصلاً منذ حقبة طويلة وهي حالة جديرة بالاهتمام والمتابعة حيث لا يمكن لأي منصف ان يقارن بين ما يقدمه المنتخب وما تقدمه الاندية وان كانت متخمة بنجوم المنتخب، بل انها لعبت بتشكيلة لا ينقصها شيء ومن يريد التأكد من ذلك عليه مراجعة الاسماء التي مثلت الشرطة والزوراء ونفط الوسط واربيل والطلبة فمن الصعوبة فهم هذه النظرية وكأن الوان الاندية فيها ما يبعث على خيبة الأمل ولنا سجل كبير في نتائج مخيبة حتى تلك التي خضناها في أربيل وكانت انديتنا في قمة مستوى الإعداد الذي كفل لها حصد لقب الدوري والوصيف.
الغريب ان التحليلات التي عُرِضَت وتعليل الاخفاقات السابقة جانبت الواقع كثيراً الى حدود بعيدة وبصورة خاصة ما يتعلق بالإعداد والإنفاق وعقود اللاعبين وحتى البُنى التحتية التي اعتدناها كأندية ناهيك عن ان اندية الصف الثاني التي نقابلها في كأس الاتحاد الآسيوي وهي بطولة من الدرجة الثانية في التصنيف القاري لها ظروف مشابهة بانديتنا ان لم تكن اسوأ منها كما هو الحال مع الجيش السوري مثلاً الذي وصل الى الدوحة للعب خارج ارضه بسبب الاحداث الأمنية في سوريا .
لذلك كله فإن الأمل الذي نعقده على فريقنا العريق يتمثّل بالاندية العراقية بأفضل وجه مازال قائماً بقوة وإن الوصول الى الدور نصف النهائي سيقرّبنا من الظفر بكأس البطولة وإعادة كتابة التاريخ مجدداً لأندية عراقية عادت الى جادة الانجازات من بوابة الجوية.
الجوية فرصة للتاريخ
[post-views]
نشر في: 19 سبتمبر, 2016: 09:01 م