ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الصحفي والكاتب زهير الجزائري للحديث عن تجربته الإعلامية التي امتدت لعقود، قدّم الجلسة الشاعر إبراهيم الخياط الذي تحدث عن مسيرة المحتفى به وكفاحه بين العمل الصحفي وكتابة الرواية والسياسة ووصفه بالمساهم الحقيقي بنقل صورة واضحة المعالم في رواياته التي أثارت إعجاب القراء. وأضاف الخياط: لاقى الجزائري الاضطهاد والعنف ومنع من السفر خارج العراق ولكن كانت لديه روح التحدي وغادر العراق عام 1979 إلى لندن، وأشار الخياط إلى أن للمحتفى به روايات عديدة هي المغارة والسهل وقطرة الماء والفاشية الفكرة والممارسة.
وتحدث زهير الجزائري عن ولادته ونشأته، إذ قال: ولدت في النجف عام 1943 من أسرة معروفة بالعلم والفقاهة، ومن أركانها العلامة عبد الكريم الجزائري وشقيقه العلامة محمد جواد الجزائري، وأضاف: تأثرت وتشبّع حب السياسة لديّ من أخوالي الشيوعيين الذين كانوا منخرطين في نشاط قوي وفعال في مدينة النجف، وأشار الجزائري إلى المفارقات التي لازمت صباه أن مدرسته الابتدائية كانت محاطة بمقبرة النجف من ثلاث جهات وهي مدرسة السلام التي خرجت عددا كبيرا من المغنين العراقيين مثل ياس خضر فضلا عن كونها مركزا للتظاهر في خمسينيات القرن الماضي واشار الجزائري الى ان قبوله في كلية اللغات ببغداد وضعه امام محطة جديدة فقد درس هناك اللغة الألمانية لتتعمق علاقته بجيل الستينيات الأدبي واخذ يحيا بين ثلاثة اتجاهات إبداعية القصة والرسم والشعر والصحافة، وبيّن الجزائري أنه جاء من أصول فقيرة دون الطبقة المتوسطة لكنه لم يهتم بهذا الكيان الاجتماعي بل كان يركز على شخصية المثقف الوجودي، وأشار الجزائري إلى ان فترة الستينيات شهدت بروز جماعات عدة من بينها جماعة الناصرية والبصرة وبغداد وجماعة كركوك الأهم بين تلك الجماعات إضافة إلى جماعة النجف التي كان عضوا بها مع عبد الأمير معله وموسى كريدي وموفق خضر وحميد المطبعي، وتوالت بعدها كتبه عن المقاومة الفلسطينية عام 1981 وأوراق شاهد حرب وتل الزعتر إلا أنها لم تنشر بعد.
بعدها تحدث الأستاذ شجاع العاني عن مسيرة الجزائري الرائدة المصحوبة باليأس والحرمان والمطاردات، وقال: للجزائري منجزات كثيرة في الرواية من خلال رحلته المثيرة للاستغراب والأحداث والتي شكلت لديه انطلاقة تفاعلية في تشكيل الرواية التي برع من خلال حركته الثقافية في الستينيات، واستطرد العاني: يرفع الجزائري شعار نحن جيل بلا معلمين والسبب أحداث انقلاب 63 الأسود والذي همش جيلا بأكمله وفي وقتها كتب الجزائري رواية الخائف والمخيف.
أما الناقد فاضل ثامر والذي عرف المحتفى به منذ ستينيات القرن الماضي فقال: يمتلك الجزائري ذهنا خلاقا ولديه القدرة الفائقة على فنون الابداع وتأثيره في كتابة النص القصصي واختلاق الأجواء المناسبة في حدوث النص لكتابة القصة التي تثير مشاعر القراء، مشيرا إلى انه كان مسؤول قسم التحقيقات في طريق الشعب، وأضاف ثامر: كانت تربطني بزهير صداقة عميقة جدا تشعرني بحرارة هذه الصداقة وهو جاد في حركته ونشاطه المميز وأيضا له نشاطات هائلة مثل المغارة والسهل وقصص كثيرة التي كتبها بطريقة بارعة ومشوقة.
احتفى به اتحاد الأدباء..زهير الجزائري.. مسيرة صحفية مصحوبة باليأس والمطاردات والمنجزات

نشر في: 31 أكتوبر, 2012: 11:00 م