TOP

جريدة المدى > سينما > من روسيا ستالين الى ألمانيا هتلر: الفتى الشجاع من باري

من روسيا ستالين الى ألمانيا هتلر: الفتى الشجاع من باري

نشر في: 22 سبتمبر, 2016: 12:01 ص

أرادت والدة غاريث جونز له أن يحظى بوظيفة لطيفة آمنة في الحقل الاكاديمي. (( لماذا ))، كتب لها، متحيّرا، (( هل تريدين لابن من أبنائك أن لا تكون له شجاعة؟))"ستوريفيل : هتلر، ستالين ومستر جونز " ( قناة بي بي سي 4 ) كان فلما محتشدا، قويا ومؤثرا ( مفسد فقط

أرادت والدة غاريث جونز له أن يحظى بوظيفة لطيفة آمنة في الحقل الاكاديمي. (( لماذا ))، كتب لها، متحيّرا، (( هل تريدين لابن من أبنائك أن لا تكون له شجاعة؟))
"ستوريفيل : هتلر، ستالين ومستر جونز " ( قناة بي بي سي 4 ) كان فلما محتشدا، قويا ومؤثرا ( مفسد فقط بصوت التعليق الدراماتيكي على نحو غريب والذي يثابر طوال الفلم )، يجمع، مع بعض، اجزاء من قصة استثنائية ومنسية تقريبا لفتى استثنائي ومنسي تقريبا من باري.
بعد موته أصبح شهيرا في بريطانيا بالرجل (( الذي عرف اكثر مما ينبغي ))، الصحفي الشاب الجريء الذي طاف من قرية بائسة الى أخرى كاشفا الحقيقة المرعبة عن مجاعة قتلت الملايين.
كان جونز تلميذا لامعا، تخرج عام 1926 من جامعة ويلز بالمرتبة الأولى في اللغة الفرنسية، ثم من جامعة كامبردج باللغات الفرنسية، الالمانية والروسية. في بداية 1930 بدا العمل مستشارا في وزارة الخارجية، وفي صيف تلك السنة، وبدافع الإعجاب بستالين، قام بأول رحلة قصيرة الى روسيا وألقى نظرة خاطفة على الخطة الخمسية للدكتاتور. حين عاد الى انكلترا دُعي الى واحدة من حفلات ديفيد لويد جورج [ زعيم حزب الأحرار ورئيس الوزراء السابق ] في بيته الريفي في تشرت، ساري، وأخبره بكل ما كان يعرف.
عاجلا، صار في صميم مؤسسة الصحافة السياسية، وبعد رحلة أخرى الى روسيا، صارت معلوماته السياسية وتقاريره الى لويد جورج تصّب في خانة الجاسوسية.
غدا جونز أكثر فأكثر واقعا في شرك السياسة – والسياسة الواقعية – عندما ذهب الى المانيا في 1933 ضمن وفد مساعدي لويد جورج. التقى غوبلز، وهتلر ( (( كان يبدوا أشبه ببقال من الطبقة الوسطى... تفاجأت بابتسامته )) )، معجبا فيما بعد بما فعله لبلده. رغم إدراكه بالتهديدات التي تشكلها النازية، فإن اهتمامه كان في محل آخر – حول الإشاعات التي وصلته عن ما أصبح معروفا بالمجاعة الكبرى التي إنتشرت في روسيا.
عاد جونز الى روسيا، وتحدث مع الناس الذين كان من المفروض أن لا يتحدث اليهم، وتقاسم طعامه مع عامل، قال له : (( أنا الان آكل معك شيئا مدهشا جدا، بإمكاني الآن أن أموت. )) دعي الى مؤتمر صحفي في برلين، مستغلا منصبه كأحد مساعدي لويد جورج، ليروي للصحفيين قصته. لا احد - على الأقل كل اليسار -  كان يرغب أن يعرف. باستثناء هتلر، الذي بالكاد ساعد في قضيته. وهكذا أصبح جونز برسونا نون غراتا في كل مكان من تشرت حتى الشيشان.
في عام 1935، حانت له فرصة للبدء من جديد مسيرته المهنية، حين تنامى النزاع بين اليابانيين، الصينيين والسوفييت حول الشرق، فذهب الى هناك. (( ياله من حظ سعيد! )) كتب الى أمه عندما وصل الى منشوريا (( ثمة أحداث عظيمة هنا! )) بعد ذلك اختطفته عصابة وقتل بعد ثلاثة أسابيع – في محاولة إنقاذ خرقاء، كما زعمت وزارة الخارجية، لكن الملفات التي أُطلقت في حينها أوحت بأن لليابانيين أو السوفييت ضلعا في مقتله، وغطى البريطانيون على الموضوع لتجنب التأثير العائق المفيد الذي يملكه الجانبان على بعض في الصين. توفي جونز قبل يوم من بلوغ مولده الثلاثين.
وذلك، يا أصدقائي، هو السبب الذي يجعل الأمهات يردن أن تحصلوا على وظائف آمنة في الحقل الاكاديمي. وهو أيضا، بالمصادفة، السبب الذي يجعلني أنا، التي  أجلس طوال اليوم أشاهد التلفزيون وأطبع على اللاب توب، أن لا ادعو نفسي صحفية.
 عن: صحيفة الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram