ali.H@almadapaper.net
الرجاء الابتسام ولو للحظات ، انتهت إحدى مباريات أندية كرة القدم بألمانيا بنتيجة 43- صفر ، وهي نتيجة غريبة، لكنَّ الأغرب منها هو نبأ اعتقال الشرطة لحارس مرمى الفريق الخاسر على خلفية هذه النتيجة المزرية!
كنت أقرأ هذا الخبر الطريف ، وأنا أستمع لكلمة إبراهيم الجعفري في قمة عدم الانحياز التي ابتدأها بسؤال : " ماذا يعني عدم الانحياز؟ " ، وكان ختامها عبارة تدعو للابتسام أيضا :" العراق اليوم قطع أشواطاً طويلة على طريق الديمقراطيَّة، وإقامة الديمقراطيَّة "
سأُصدّق حكاية الديمقراطية وأشواطها ، وسأعتبر أن السيد الجعفري ظنّ -وحسن الظنّ من حسن العبادة- إن العراقيين يعيشون أزهى عصور الديمقراطية ، وسأسلّم أمري إلى الله وأصدّق بأن جبهة الإصلاح البرلمانية تريد الخير للعراقيين جميعاً ، وسأمارس معها أقصى درجات البلاهة وأسأل صقورها سؤالاً ساذجاً، إذا كنتم لاتنامون الليل ، إلا بعد ان تطمئنوا على الإصلاح ، فلماذا ياسادة ياكرام ، وقفتم في وجه ملف الموصل ، وقبله الاموال التي أُهدرت ونهبت وقبل هذا وذاك ضياع ثلث العراق ؟!
هكذا تصل مرحلة الابتسام ، إلى أقصى درجات الضحك حين نطلب من الناس أن تمسح من أعمارها ثماني سنوات شهدت أسوأ احداث مرّ بها العراق ، ولا نقدّم الذين يقفون وراء الخراب الى التحقيق أو المساءلة.
هل تريدون ان تواصلوا الابتسام ، السيد نوري المالكي لايزال يحذرنا من مخطط خبيث لتجزئة العراق. يا سيدي، اتركنا في حالنا.، بارك الله فيك ، دخيلك سنموت من الضحك على أنفسنا !
عوّدتنا اللجان وطرائفها في البحث والتحقيق على انتشار آفة النسيان، وتلبّد المشاعر والأحاسيس، وجعلتنا ننسى أرقام الضحايا مثلما نسِينا أرقام الأموال التي نُهبت خلال الأعوام الماضية، قُتل عشرات الآلاف وهُجّر وشُرّد الملايين، ودُمّرت مدن، إلا أنّ جبهة الاصلاح لاتزال تؤكد أن العراق بحاجة الى الزعيم الاوحد غصباً عنه!
مَن يفتح سجّل الجرائم الكبيرة التي ارتكبت بحق العراقيين جميعا ، مِن التفريط في الأرض، إلى قتل الابرياء ، وإضرام النار في نسيج المجتمع، ليتخاصم الجميع ، طائفياً، وإنسانياً؟
ياأعزائي أصحاب مباريات الإصلاح نطلب منكم أن تصمتوا، ورحم الله الراحل أرسطو يوم قال لأحد تلامذته: "إياك أن تستمع إلى قصص المتلوّنين "، كان هذا قبل أن تدخل عالية نصيف موسوعة غينيس في التنقل من العراقية الى الوطنية الى البيضاء الى دولة القانون ، وأخيرا تحولت الى أيقونة "لـ " الإصلاح " دون ان تصاب بتأنيب الضمير ولا بالخجل من القفز على أكثر من حبل .
عزيزي القارئ أنا وأنت نسمع كل هذا ونراه، لكن لا احد يستطيع محاسبة حارس المرمى الذي ادخل مئات الاهداف الى قلب العراق.
جميع التعليقات 3
sherin
سيدي شكرا لك لانك تضع اصبعك على الجرح دوما مع الاسف لاحياء لمن تذكرهم على االاقل ...........نرتاح هنالك من يعبر عما يجول في بال المواطن الصالح في هذا الزمن الطالح شكرا
كمال يلدو
شكرا لك ، وشكرا لكتاباتك التي ترتقي بعقل القارئ وعسى أن تستيقظ بعض المائر والعقول التي ورطّتنا مع شلة السفلة حينما بصمت وعيونها مقفلة.
Nedaa Aljewari
يسعد مساءكم...كان حروفك يا استاذ علي حسين ثلجا القلوب المحترقة من قصص هؤلاء الذين تصلطوا على العراق الصدفة والساعة الخرقاء....التي جلبتهم...ولا أدري هذا الذي باع ثلثي العراق خابص روحه....