TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي يشكركم لحسن ابتسامتكم

المالكي يشكركم لحسن ابتسامتكم

نشر في: 21 سبتمبر, 2016: 07:04 م

ali.H@almadapaper.net

الرجاء الابتسام ولو للحظات ، انتهت إحدى مباريات أندية كرة القدم بألمانيا بنتيجة 43- صفر ، وهي نتيجة غريبة، لكنَّ الأغرب منها هو نبأ اعتقال الشرطة  لحارس مرمى الفريق الخاسر على خلفية هذه النتيجة المزرية!
كنت أقرأ هذا الخبر الطريف  ، وأنا أستمع لكلمة  إبراهيم الجعفري في قمة عدم الانحياز  التي ابتدأها  بسؤال : "  ماذا يعني عدم الانحياز؟ " ، وكان ختامها عبارة تدعو للابتسام أيضا :" العراق اليوم قطع أشواطاً طويلة على طريق الديمقراطيَّة، وإقامة الديمقراطيَّة "  
 سأُصدّق حكاية الديمقراطية  وأشواطها ، وسأعتبر أن السيد الجعفري   ظنّ  -وحسن الظنّ من حسن العبادة- إن العراقيين يعيشون أزهى عصور الديمقراطية ، وسأسلّم أمري إلى الله وأصدّق بأن  جبهة الإصلاح البرلمانية تريد الخير للعراقيين جميعاً  ، وسأمارس معها  أقصى درجات البلاهة وأسأل  صقورها سؤالاً ساذجاً، إذا كنتم  لاتنامون الليل ،  إلا بعد ان تطمئنوا على الإصلاح  ، فلماذا ياسادة ياكرام ، وقفتم في وجه ملف الموصل ، وقبله الاموال التي أُهدرت ونهبت وقبل هذا وذاك ضياع ثلث العراق  ؟!
هكذا تصل مرحلة الابتسام ، إلى أقصى درجات الضحك حين نطلب من الناس أن تمسح من أعمارها ثماني  سنوات  شهدت أسوأ احداث مرّ بها العراق ، ولا نقدّم الذين يقفون وراء الخراب الى التحقيق أو المساءلة.  
هل تريدون ان تواصلوا الابتسام ، السيد نوري المالكي  لايزال يحذرنا من مخطط خبيث لتجزئة العراق. يا سيدي، اتركنا في حالنا.، بارك الله  فيك ،  دخيلك سنموت من الضحك على أنفسنا !
عوّدتنا اللجان وطرائفها في البحث والتحقيق على انتشار آفة النسيان، وتلبّد المشاعر والأحاسيس، وجعلتنا ننسى أرقام الضحايا مثلما نسِينا أرقام الأموال التي نُهبت خلال الأعوام الماضية، قُتل عشرات الآلاف وهُجّر وشُرّد الملايين، ودُمّرت مدن، إلا أنّ جبهة الاصلاح  لاتزال تؤكد أن العراق بحاجة الى الزعيم الاوحد غصباً عنه!
مَن يفتح سجّل الجرائم الكبيرة التي  ارتكبت بحق العراقيين جميعا  ، مِن التفريط في الأرض، إلى قتل الابرياء  ، وإضرام النار في نسيج المجتمع، ليتخاصم  الجميع  ، طائفياً، وإنسانياً؟
ياأعزائي أصحاب مباريات  الإصلاح  نطلب منكم أن تصمتوا، ورحم الله الراحل أرسطو يوم قال لأحد تلامذته: "إياك أن تستمع إلى قصص المتلوّنين  "، كان هذا قبل أن تدخل عالية نصيف موسوعة  غينيس في التنقل من العراقية الى الوطنية الى البيضاء الى دولة القانون ، وأخيرا تحولت الى أيقونة "لـ " الإصلاح " دون ان تصاب بتأنيب الضمير ولا بالخجل  من القفز على أكثر من حبل  .
عزيزي القارئ أنا وأنت نسمع كل هذا ونراه، لكن لا احد يستطيع محاسبة  حارس المرمى الذي ادخل مئات الاهداف الى قلب العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. sherin

    سيدي شكرا لك لانك تضع اصبعك على الجرح دوما مع الاسف لاحياء لمن تذكرهم على االاقل ...........نرتاح هنالك من يعبر عما يجول في بال المواطن الصالح في هذا الزمن الطالح شكرا

  2. كمال يلدو

    شكرا لك ، وشكرا لكتاباتك التي ترتقي بعقل القارئ وعسى أن تستيقظ بعض المائر والعقول التي ورطّتنا مع شلة السفلة حينما بصمت وعيونها مقفلة.

  3. Nedaa Aljewari

    يسعد مساءكم...كان حروفك يا استاذ علي حسين ثلجا القلوب المحترقة من قصص هؤلاء الذين تصلطوا على العراق الصدفة والساعة الخرقاء....التي جلبتهم...ولا أدري هذا الذي باع ثلثي العراق خابص روحه....

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram