استطاعت الروائية العراقية أن تُثبت أنها مؤهلة وجديرة بتصدر المشهد الأدبي والثقافي من خلال أعمال مميزة قدمتها، وذلك من خلال ترشيح الكثير من الروايات العراقية والتي ولدت على يد كاتبات مميزات لعدد من الجوائز العربية والعالمية.الروائية إنعام كجه جي، ذات
استطاعت الروائية العراقية أن تُثبت أنها مؤهلة وجديرة بتصدر المشهد الأدبي والثقافي من خلال أعمال مميزة قدمتها، وذلك من خلال ترشيح الكثير من الروايات العراقية والتي ولدت على يد كاتبات مميزات لعدد من الجوائز العربية والعالمية.
الروائية إنعام كجه جي، ذات التاريخ الاعلامي بالدرجة الاولى، وصاحبة القلم الروائي المميز، حازت على جائزة لاغاردير العالمية عن روايتها " طشاري " والتي ناقشت واقع البلد الأليم بطريقة ساخرة ومميزة.
وخلال محاولات لتكريم منجز كجه جي، إحتفت لجنة المرأة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالتنسيق مع دار الثقافة والنشر الكردية بالروائية والاعلامية العراقية إنعام كجه جي، وذلك يوم الأربعاء الفائت ، بمقر الدار.
رئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة أفراح شوقي والتي إفتتحت الجلسة ذكرت قائلة " تعرفت على أنعام كجه جي من خلال أساتذتي في كلية الاعلام، حين كانوا يتحدثون عنها كصحفية مميزة يجب أن يقتدى بها وبقلمها الصحفي، ومنذ ذلك الوقت باشرت القراءة عنها، وها أنا اليوم فخورة وسعيدة بأني إدير جلسة خاصة بمنجزها الكبير ."
بدوره ذكر رئيس التحرير التنفيذي لجريدة المدى عدنان حسين علاقته الوثيقة وصداقته بكجه جي والتي كانت مبنية على علاقة انسانية، إضافة إلى روحية تنافسية في مجال الصحافة، فكجه جي هي صديقة الدراسة، ومنافسة لحسين في مجال الصحافة بشكل مهني كما ذكر.
وقال حسين " سعيد جدا بالحديث عن صديقتي كجه جي واشعر بالفخر بذلك، عرفتها من خلال دراستنا في الجامعة في كلية الآداب، وقد ربطتنا علاقة صداقة، وزمالة حقيقية، كما أنني أرى أنها من الأقلام الصحفية الخطيرة جداً، وأنا أعتبرها من أفضل كُتاب الأعمدة في العراق، ولم أكن أستغرب بأن تحصل كجه جي على الجائزة في مجال الروي لانها قلم مميز."
وأضاف حسين " إن هذه الرواية تحاول فيها الروائية الإمساك بتلابيب بلد يتسرب بالتقسيط منذ خمسينيات القرن الماضي, وحتى الهجرات التي طوحت بملايين العراقيين في جميع الجهات الدنيا الأربع فرقتهم مثل طلقة بندقية الصيد (طشاري) التي تنطلق في كل الاتجاهات."
الجلسة التي خلت من الحديث عن القيمة الأدبية للرواية، أو أسلوب الروي، كانت زاخرة بالحديث عن حياة كجه جي ونضالها، ومواقفها الانسانية وروحيتها، وعلاقتها بزملائها.
حيث ذكرت الصحفية فائدة كامل، "إن رواية (طشاري) عبارة عن سرد متدفق قائم على نسيج محكم من الوقائع والتفاصيل عرفت الروائية كيف ترويها بلغتها النابغة وعباراتها الموجزة. وأضافت إن رواية (طشاري) لكل من فقد مسقط رأسه ولكنها أيضا قطعة أصلية من سيرة العراق."
الصحفية مها البياتي تحدثت عن رسالة كجه جي لها، من خلال معرفتها بهذا الاحتفاء، وقالت البياتي عن لسان كجه جي " هذه الإلتفاتة من الوطن تساوي عندي كل جوائز العالم."
وأضافت البياتي " أن أنعام كجه جي تميزت بروح مرحة، وساخرة، ولم يكن غريباً أن نقرأ هذه الرواية العراقية التي استطاعت من خلالها كجه جي تجسيد الواقع العراقي رغم أنها بعيدة عن العراق وعمّا يدور فيه من أحداث ولكنها جسدت الحدث وكأنها تسكنه، وهذا إذا دل فيدل على أن الوطن هو هم كجه جي وهو يسكنها ." مؤكدة " أن الروحية الساخرة من الواقع الأليم في رواية " طشاري " مأخوذة من روحية الكاتبة الحقيقية فهي روح مرحة تسخر من الألم ذات حيوية تبث الحب والحياة أينما رحلت."
بدوره ذكر الصحفي زيد الحلي " أن كجه جي أنسانة حقيقية، فلا يستطيع القلم النطق إلا حين يكون بيد إنسان حقيقي وهذا ما حدث مع إنعام جه جي، فهي تلك المرأة التي تخلت عن المال واسم العائلة في سبيل أن تكون مع من تحب حين تزوجت من صديقنا المخرج سمير."
وعبر الحلي عن سعادته بأن كجه جي الصديقة والصحفية المنافسة، كتبت له مقدمة أحد مؤلفاته، والتي قرأها على مسامع الحاضرين.