فشلت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية استئناف وقف إطلاق النار في سوريا، خلال اجتماع عُقد يوم أمس الأول (الخميس).اجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوي لزعماء العالم في نيويورك، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات
فشلت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية استئناف وقف إطلاق النار في سوريا، خلال اجتماع عُقد يوم أمس الأول (الخميس).
اجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوي لزعماء العالم في نيويورك، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات النظام السوري بدء هجوم عسكري جديد على شرق مدينة حلب، حيث تسيطر فصائل المعارضة.
بعد الاجتماع قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «تبادلنا الأفكار مع الروس وننوي التشاور غداً» بشأن أفكارهم. مضيفا أنا أقل عزماً اليوم عما كنت بالأمس، بل إنني أكثر إحباطاً.
من جانبه، وصف وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا الاجتماع أمس، بأنه كان «مطولاً وشاقاً ومخيباً للآمال.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت بعد الاجتماع أن استجابة موسكو للمطالب الدولية بمنع تحليق الطيران الحربي لقوات النظام السوري "غير كافية".
من جانب آخر تتعرض المناطق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب إلى غارات جوية وقصف مدفعي لليوم الثاني على التوالي.
وتقول مجموعة المتطوعين "الخوذات البيض" في حلب إن هذه المناطق تعرضت لستين غارة جوية وأن ثلاثة مراكز تنسيق تابعة لها استهدفت.
وبدأت الغارات بعد الفجر مباشرة، وتأتي بعد إعلان الحكومة السورية بأنها بصدد شن هجوم جديد يستهدف السيطرة على المناطق التابعة للمعارضة المسلحة. ونقلت وسائل إعلام سورية رسمية عن مسؤولين بالجيش السوري حثوا المدنيين في الأجزاء الشرقية من حلب على تجنب الوجود في مناطق ينشط فيها "إرهابيون".
وقال المسؤولون إن هناك نقاط خروج مخصصة للأشخاص الذين يريدون الفرار، بمن فيهم معارضون مسلحون.
من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها وكالة أسوشييتد برس إن الحرب في بلاده "ستمتد" ما دامت جزءاً من صراع عالمي تموله دول أخرى، وأضاف في المقابلة التي تحدث فيها باللغة الإنكليزية "عندما تتكلمون عنها كجزء من صراع عالمي وصراع إقليمي وعندما تكون هناك عوامل خارجية كثيرة لا تتحكمون فيها.. فستمتد."
وأضاف الأسد أن الولايات المتحدة لا تمتلك الإرادة للعمل ضد تنظيمي"جبهة النصرة" و"داعش" في سوريا، مضيفا أن الضربات الجوية الأمريكية تعمدت استهداف القوات السورية، وأنها استمرت لما يقرب من ساعة. وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية ورقة في يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة، وأنها ليست مستعدة للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سوريا".
ولفت الأسد إلى مزاعم البيت الأبيض حول مهاجمة قافلة الهلال الأحمر، مؤكدا أن كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الصراع في سوريا ليس له أية مصداقية، وكل ما يقولونه هو "مجرد اكاذيب أو لنقل فقاعات لا أساس لها من الصحة على الأرض".
وألقى الأسد باللوم في انهيار هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بوساطة روسية على الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بإرسال أسلحة إلى كوباني في سورية لـ «وحدات حماية الشعب» الكردي التي تعتبرها أنقرة "إرهابية." وقال الرئيس التركي مساء أمس، خلال عشاء نُظم في نيويورك في تصريحات أوردتها وكالة «الأناضول» أنه «قبل ثلاثة أيام، أرسلت طائرتان محملتان بالأسلحة إلى كوباني لوحدات حماية الشعب الكردي»، الذراع العسكرية لـحزب الاتحاد الديموقراطي.
وأعلن أردوغان أنه بحث هذه المسألة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن من دون التمكن من إقناعه. وبالنسبة إلى تركيا فإن «وحدات حماية الشعب» الكردي، تشكل امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة منظمة "إرهابية".
واعتبر أردوغان أنه على واشنطن أن تصنف «وحدات حماية الشعب» و«حزب الاتحاد الديموقراطي» كمجموعات إرهابية على الرغم من أنهم يقاتلون ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأشار على سبيل المثل إلى «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها في الآونة الأخيرة لتصبح «جبهة فتح الشام»، التي تصنفها واشنطن «إرهابية» على الرغم من أنها معارضة أيضاً لتنظيم الدولة الإسلامية. وتساءل أردوغان ساخراً أن «الأميركيين يعتبرون أن وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي يقاتلون ضد داعش، لكن إذا كان ذلك صحيحاً، فهل جبهة النصرة لا تقوم بذلك هي أيضاً؟
وأكدت الولايات المتحدة مساء أمس، أنها لم تسلم أسلحة حتى الآن إلا إلى الفصيل العربي من «قوات سورية الديموقراطية» (تحالف فصائل عربية وكردية)، التي سيطرت في الآونة الأخيرة على مدينة منبج الستراتيجية واستعادتها من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن الأميركيين أعلنوا في الوقت نفسه أنهم يفكرون بتزويد الفصيل الكردي (وحدات حماية الشعب) في هذه القوات إذا شارك في هجوم محتمل ضد الرقة، معقل التنظيم في سورية.